قال جيولوجيون إنّ مجموعةً من أكثر من 200 زلزال ضربت حديقة يلوستون الوطنية في الولايات المتحدة على مدى الأسبوعين الماضيين، ولكن هذا رُبّما لا يعني أنّ أكبرهم قادمٌ في وقتٍ قريبٍ.

وبدأت الزلازل الـ 200 في 8 شباط وتزايدت في 15 شباط في منطقةٍ على بعد حوالي 8 ميل (13 كم) للشمال الشرقيّ من منطقة غرب يلوستون بمونتانا وفقًا لما ذكرته هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، وأضافوا أنه في الواقع ضرب العديد من الزلازل الصغيرة في المنطقة ولكن كانت أصغر من أن تلاحظها مقاييس الزلازل.

وقال مايكل بولاند المسؤول عن مرصد بركان يلوستون فى فانكوفر بواشنطن: « بالرغم من أنّ الزلازل أكتر من المستوى المعتاد في المنطقة، إلّا أنّها ليست علامةً على احتمال حدوث زلزالٍ كبيرٍ».

في الواقع، شهدت المنطقة نفسها سلسلةً زلزالية أكبر بين شهري حزيران وأيلول من عام 2017، عندما ضرب 2400 زلزال في المنطقة نفسها تقريبًا، وقال بولاند: « المجموعة الحالية قد تكون في الواقع استمرارًا للمجموعة السابقة».

أسراب الزلازل

ويعرف سرب الزلازل عادةً بأنّه عدد من الزلازل أعلى من المتوسط الذي يضرب منطقة على مدى فترة قصيرة نسبيًا من الزمن، وغالبًا بدون صدمةٍ رئيسيةٍ واحدةٍ وفقًا لمحطات رصد الزلازل في جامعة يوتا التي تقيس النشاط الزلزالي في حديقة يلوستون الوطنية، وتحدث هذه الأسراب عندما تتغير مستويات الضغط خلال الصدوع في منطقةٍ زلزاليةٍ، وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

وعادةً ما يكون هناك سببان رئيسيان لمجموعة الزلازل أولهما التحول في الصفائح التكتونية الرئيسية والثاني حركات المياه أو الغاز أو الصهارة البركانية تحت السطح، كما تكشف وفرة الينابيع الساخنة والطين أنّ يلوستون لديها الكثير من السوائل والغاز تحت سطح الأرض، وهي أيضًا في المنطقة التي تمتد وتتقلص وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

ونتيجة لذلك فان الزلازل الصغيرة هي الحالة الطبيعية في يلوستون والتي تصل عادة إلى ما يتراوح بين 1000 و3000 زلزالًا سنويًا وفقًا لما ذكرته مصلحة الحديقة الوطنية، وكان أكبر زلزالٍ سجلته هو زلزال بحيرة هيبجين وصل ل7.3 درجة في عام 1959.

ماذا يعني ذلك؟

هل سرب الزلازل الجديد يعني أنّ يلوستون معرضةٌ لخطر زلزال كبير؟ غالبًا لا، وقال بولاند أن العلماء لا يعرفون بالضبط كيف يمكن أن تعني الأسراب زيادةً في احتمالات حدوث الزلازل الكبيرة، وأن التاريخ الزلزالي للمنطقة يمكن أن يوفر بعض القرائن.

وقال بولاند لـ (لايف ساينس): «هذه المنطقة بالتحديد هي بؤرة أسراب زلزالية، وهي كذلك منذ فترةٍ طويلةٍ»، أكبر هزة سجلت في هذا السرب وصلت ل 2.9 درجة، وهي ليست قويةً بشكل كبير، على العكس كانت مجموعة الزلازل الصيف الماضي حيث سجل أقواها 4.4 درجة وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

وأضاف : «أنّ السرب الجديد ليس تمامًا كالمعتاد لكنه قريب من ذلك، وقد يكون رد فعلٍ على النشاط الزلزالي منذ عقود».

وأشار بولاند: «إن أحد التفسيرات المحتملة لسبب كون هذه المنطقة تتعرض لمجموعاتٍ زلزاليةٍ هو أنّ القشرة بأكملها في المنطقة مازالت تتكيف مع التغير الذي سببه الزلزال الكبير الذي حدث عام 1959».

زلزال كبير محتمل

إن زلزالًا كبيرًا هو خطر لا يمكن تقديره في يلوستون وفقًا لما ذكره بولاند، وبصرف النظر عن زلزال عام 1959، ضرب زلزال بقوة 6.1 درجة منطقة يلوستون فى عام 1975 بحسب ما ذكرته محطات رصد الزلازل بجامعة يوتا.

وقال بولاند: «إن الناس يميلون إلى التركيز على إمكانية حدوث ثورة ضخمة، وهو احتمالٌ صغيرٌ بالنسبة للزلازل التي بلغت قوتها 7 درجات، فهي يمكن أن تحدث نسبيًا بشكل أكثر».

وأضاف: «عندما يحدث زلزال مماثل سيهز المنطقة بشدة، لذا يجب أن يكون الناس مستعدين لذلك».

إذا كان بركان يلوستون الضخم على وشك الإنفجار، وكان ثورانه مثل الذي حدث قبل مئات آلاف السنين، فإن الرماد البركاني الناجم عن الإنفجارات يمكن أن يدمر الولايات المتحدة.


  • ترجمة: حبيب بدران.
  • تدقيق: رَنْد عصام.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر