حظرت الصين حرف (N) على الإنترنت لمدة يومٍ على الأقل، وجاء الحظر في الوقت الذي تصدت فيه الصين لحملةٍ على الإنترنت حول اقتراح الحزب الشيوعي الصيني بالتخلص من حدود الولاية الرئاسية.

وهو الأمر الذي سيسمح للرئيس شي جين بينغ أن يحكم إلى أجلٍ غير مسمى.

وليس من الواضح تمامًا سبب استهداف الحكومة حرف (N) بالذات، ولكن هناك بعض النظريات.

حظرت الصين مؤقتًا حرف (N) من النشر على الإنترنت بعد أن بدأ الناس في استخدامه لانتقاد خطةٍ تمهد الطريق أمام شي جين بينغ لحكم البلاد إلى أجلٍ غير مسمى، وكان الحزب الشيوعي الصيني قد اقترح في 25 من فبراير إلغاء القانون المتعلق بتحديد فترة ولاية الرئيس ونائب الرئيس لمدة دورتين، ما أدى إلى رد فعلٍ عنيفٍ تحاول الدولة السيطرة عليه.

وأغرق المنتقدون (ويبو – Weibo، وويشات – WeChat) النسختان الصينيتان من تويتر وواتساب للاحتجاج على الخطة، ولكنَّ الرقابة تعاملت بسرعةٍ مع الموقف، فقد حُظرت مختلف الكلمات الصينية لمصطلحاتٍ مثل «الهجرة»، «مدى الحياة» و«أنا لا أوافق»، بالإضافة إلى حرف (N).

وأظهر المستخدمون صورًا لهم بينما يحاولون كتابة «N» في ويبو، ويتلقون رسالة خطأٍ تفيد أن «المحتوى غير قانوني»، وأظهرت الصورة أن الكلمات الأخرى التي يبدو أنها محظورة: «شي بينغ»، و«الهجرة»، و«الحكم إلى اللانهاية».

ورفعت الصين بعد يومين الحظر عن حرف (N) مرةً أخرى.

ويستخدم هذا الحرف في الصين لتمثيل قيمٍ رقميةٍ غير معرفة، مثل الحرف (X) في الجبر.

وقال البروفسور (فيكتور ماير – Victor Mair)، خبيرٌ صينيٌّ فى جامعة بنسلفانيا، في تدوينةٍ له: «من المحتمل أن يكون خوفًا من شروط الحكومة بأن (N) تعني أن الرئيس سيبقى N من المرات في منصبه»، حيث N >2.

كما ذكر (كا يونغ – (CA Yeung، مدونٌ صينيٌّ يعيش في بيرث، أنَّ «N = اللانهاية».

كما يمكن اعتبار (N) الممثل لكلمة ( (Nفي استفتاء الموافقة أو الرفض Y / N .

وقال مستخدم تويتر (كاسومي شين – Kasumi Shen) : «لا يمكنك اختيار N في استفتاء (Y / N) طالما أنك تعيش في الصين».

وقد حظرت الحكومة في الصين صورة الدب ويني ذا بو على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكثيرًا ما يسخر منتقدو الرئيس الصيني بنشر صورٍ له، وكأنه الدب الخيالي المحب للعسل.

وتسعى وسائل الإعلام الصينية من جانبها إلى صد الحملة الأخيرة على الإنترنت، ووصفت صحيفة «Global Times» -التي تديرها الدولة المنتقدين الغربيين- جولة الرقابة الحكومية بكلمة «هستيريا»، وأضافت الصحيفة: «السبب الأكبر في هذا كله هو أن صعود الصين وصل إلى نقطةٍ حرجةٍ حيث لا يستطيع بعض الغربيين تحمل الأمر نفسيًا، و يودون لو أن كارثةً تحل بالبلاد».


  • ترجمة: مصطفى العدوي.
  • تدقيق: تسنيم المنجّد.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر