الآن ولأول مرة أصبحت أطروحة الدكتوراه الخاصة بالعالم الفيزيائي ستيفن هوكينج متاحة مجانًا على الإنترنت أمام الجميع، الأطروحة عبارة عن مستند يتكون من 119 صفحة قدمها ستيفن وهو في الرابعة والعشرين من عمره ليتخرج على إثرها أستاذًا من كلية (ترينيتي هول – Trinity Hall) التابعة لجامعة كامبريدج العريقة.

جاءت الأطروحة بعنوان «خصائص الكون المتوسع»، وفي مقدمة الأطروحة أوضح هوكينج عزمه على اختبار «بعض آثار وتبعات توسع الكون»، وعند بلوغه الصفحة الثالثة بدأ يكشف عن ثغرات في نظرية أينشتاين، ويمكننا أن نلاحظ من خلال الختم الرسمي لجامعة كامبريدج أنه تم اعتماد الأطروحة في الأول من فبراير لعام 1966، وهو العام الذي نال فيه هوكينج درجة الدكتوراه.

وفي ذاك الوقت، بدأ هوكينج صراعه مع مرض التصلب الضموري الجانبي (حالة خاصة من مرض العصبون الحركي) والذي في نهاية المطاف سيجعله عاجزًا عن تحريك أي جزء من جسمه تقريبًا، ومع ذلك كان هوكينج لا يزال قادرًا على الكتابة.

فقد قام بتوقيع أطروحته مراتٍ عديدة، وأضاف بخط يده ملاحظة موضحًا بها أن هذه الأطروحة هي من نتاجه الخاص، كما احتوت أيضًا صفحاتٍ عديدة على معادلات رياضية معقدة كانت مكتوبة بخط اليد.

لقد ساعدت الأطروحة هوكينج على بدء حياته المهنية، كما شكّلت قاعدة صلبة لسمعته كواحد من أشهر علماء العالم، فبعد فترة قصيرة من قبولها، انضم هوكينج لكلية (جونفيل اند كايوس – Gonville and Caius) التابعة لجامعة كامبريدج ليعمل هناك أستاذًا لبقية حياته.

كانت أطروحة هوجينج ومنذ قبولها كباقي أطروحات الدكتوراه متاحة أمام جميع الطلبة في جامعة كامبريدج ليتمكنوا من قراءتها والاستفادة منها، ومع ذلك إذا أراد عامة الناس الاطلاع عليها لا بد لهم من زيارة الجامعة أو طلب نسخة مقابل دفع مبلغ مالي.

لكن قامت الجامعة بنشرها للعامة بعد الحصول على إذن شخصي من هوكينج بتغيير حالة الأطروحة إلى «مفتوحة الوصول» ضمن حراك أكبر من قبل الجامعة بتسهيل الوصول إلى الأعمال الأكاديمية.

ولقد أرفق هوكينج إطلاق الأطروحة كلمةً قال فيها أنه يأمل بأن تساعد أطروحته في إلهام المزيد من الناس لطلب العلم، وقال أيضًا:

»إنني ومن خلال جعل أطروحة الدكتوراه خاصتي مفتوحة الوصول، آمل أن ألهم الناس حول العالم بأن ينظروا إلى الأعلى نحو النجوم وليس إلى الأسفل نحو أقدامهم، وأن يتساءلوا عن موقعهم في الكون ويحاولوا تفسير النسيج الكوني».

كما ينبغي لأي شخص، في أي مكان في العالم أن يحصل على وصول مجاني ليس فقط لأطروحتي، لكن إلى جميع الأبحاث التي قام بها أعظم العقول البشرية على مر التاريخ.

كل جيل جديد يقف على أكتاف الذين سبقوهم، كما فعلت أنا في أطروحتي، فلقد أُلهمتُ بأعمال أيزك نيوتن، جيمس ماكسويل، وألبرت أينشتاين.

ومن الجميل جدًا أن أرى كم من الناس قد أبدوا اهتمامهم بتنزيل أطروحتي – آمل أنهم لم يصابوا بخيبة الأمل بعدما رأوها.


  • ترجمة: بلال عبد الحي
  • تدقيق: رؤى درخباني
  • تحرير: أحمد عزب
  • المصدر