كارا لوسي أوكونور (Cara Lucy O’Connor) قلقة!

اعتاد بلوتو أن يكون واحدًا من الكواكب التسعة في مجموعة النظام الشمسي، ولكنّه لم يعد كذلك.

قالت الفتاة الآيرلندية أنّ هذا ليس صائبًا؛ لذا قامت كارا -بمساعدة معلّمتها- بكتابة رسالة لوكالة ناسا على أمل أن تقوم بإقناع وكالة الفضاء الأمريكيّة أن تجعل من بلوتو كوكبًا من جديد.

لقد قمت بالاستماع إلى أغنية، وفي نهاية تلك الأغنية كانت هناك عبارة: «قوموا بإعادة بلوتو»، وقد كتبت كارا قائلة: «إنّي أودّ فعلًا أن يحدث هذا».

تابعت وشرحت أنّه في عام 2006، تمّ إعادة تصنيف بلوتو ككوكب قزم، أي نوع من الكواكب الذي ليس كبيرًا بما يكفي لإخلاء مداره.

ولقد تحدّثت أيضًا عن حزام كويبر، حلقة على شكل كعكة محلّاة بعد كوكب نبتون تحتوي على العديد من الكواكب القزمة.

وكتبت أيضًا: «إنّي أظنّ فعلًا أنّ على بلوتو أن يكون كوكبًا رئيسيًا من جديد مثل عطارد والزّهرة والأرض والمرّيخ والمشتري وزحل وأورانوس ونبتون؛ وذلك لأنّ بلوتو كان الأخير في مقطع فيديو شاهدته اسمه (فلنذهب ونلتق بالكواكب)».

وقالت أنّه في مقطع فيديو آخر، تمّ وضع بلوتو في سلّة المهملات وكان خائفًا من كوكب الأرض!

كما كتبت كارا: «لقد كان هذا وضيعًا للغاية، لأنّه ما من كوكب أو كوكب قزم يستحقّ أن يرمى في سلّة المهملات».

تحلم كارا بأن تصبح رائدة فضاء لدى وكالة ناسا وأن تقوم بزيارة كلّ الكواكب الرئيسيّة بما في ذلك بلوتو. «ولكن في الوقت الراهن، عليكم بحلّ هذه المشكلة من أجلي»، كما أخبرت كارا ناسا.

وبالرغم من قلّة احتمال أن تتسبّب رسالة الفتاة البالغة من العمر ستّ سنوات بتغييرٍ دراماتيكي في إخفاض منزلة بلوتو إلى كوكب قزم، ولكنّها لم تقع على أذانٍ صمّاء. فقد كتب جيمس غرين (James Green)، مدير قسم علوم الكواكب، ردًّا على رسالتها، «إنّي أتّفق معك على أنّ بلوتو ظريف للغاية، في الواقع، من كان ليصدّق أنّ لبلوتو قلبًا عليه؟.. إنّ هذا عالمًا مدهشًا ويظهر أنّه على تغيير مستمرّ. بالنسبة لي، ليس الأمر متعلّقًا إن كان بلوتو كوكبًا قزمًا أو لا؛ بقدر ما أنّ بلوتو مكانًا مذهلًا بالفعل وعلينا الاستمرار بدراسته».

وأضاف غرين: «آمل أن تقومي باكتشاف كوكب جديد، وإنّي على ثقة أنّك إن استمررت بالجدّ في دراستك، سنراك في وكالة ناسا في أحد الأيّام».

وغالبًا ما تقوم كارا، التي تأمل أن تكتشف كوكبًا وتسمّيه كوكب وحيد القرن (Unicorn)، بإمطار معلّماتها بأسئلة تتعلّق بسبب وجود الثقوب السوداء، أو بحقيقة الهبوط على سطح القمر.

وقالت سارة أودونوفان (Sarah O’Donovan)، التي كانت تعلّم كارا في مدرسة غلاشين للبنات في آيرلندا السنة الفائتة: «لدى كارا عقلًا مشوّقًا للغاية. وكانت تسأل أسئلة لا أعرف الإجابة عليها، وإنّها دائمًا على اهتمام بأشياء تعلو مستواها بكثير».

وقالت كارا أنّها بدأت بالاهتمام بعلم الفلك والفضاء منذ السنة الفائتة، وإنّها تحبّ التعلّم عن «تكوّن الكواكب».

وما أثار اهتمامها بالموضوع أكثر هو استماعها للأغاني ومشاهدتها للفيديوهات المتعلّقة ببلوتو. ولذا قامت في أحد الأيّام بالطلب من أودونوفان أن تساعدها في كتابة رسالة لوكالة ناسا.

لم تكن كارا قد تعلّمت الكثير عن القراءة والكتابة في ذلك الوقت، ولذا قامت معلّمتها بكتابة الكلمات لها.

وبينما كانت كارا تتكلّم بدون توقّف، كانت أودونوفان تقوم بالطباعة، وتقاطع كارا في بعض الأحيان لتتمكن من البحث عبر غوغل عن بعض المعلومات التي أفادت بها الفتاة الصغيرة والتأكّد من مدى دقّتها، وقالت أنّها كانت دقيقة بالفعل!

تمّ كتابة وارسال الرسالة إلى المركز الرئيسي لوكالة ناسا في شهر نيسان/أبريل من العام الماضي، وقالت أودونوفان بأنّهما وجّهتا رسالة إلى الوكالة الفضائيّة الأوروبّيّة عندما لم تتلقّيا ردًّا من ناسا. وقد كتبت ناسا ردًّا بعد بضعة أشهر.

وقد أثارت هذه المراسلة اهتمام الإعلام الآيرلندي، وقد أخبرت كارا، التي كتبت الرسالة في سنّ الخامسة، واشنطن بوست: «لقد كنت سعيدة لدرجة أنّي صرت أقفز في الهواء».

وقد أفاد غرين أنّه يتلقّى كلّ شهر عدّة رسائل، ودائمًا ما يردّ عليهم. وقام مؤخّرًا بإرسال رسالة لفتى صغير من تركيا كان قلقًا من وجود كوكب آخر في عمق النظام الشمسي.

كما راسل فتى آخر وكالة الناسا وأبدى اهتمامه في التقدّم لوظيفة كضابط لحماية الكواكب، وذلك ليدافع عن الأرض في وجه الملوّثات البيولوجيّة. وقد قال غرين أنّه يتلقّى في بعض الأحيان رسمات ولوحات.

يقول غرين: «إن الأمر مبهج للغاية بالنسبة لي، فتكون ذروة نهاري عندما أفتح رسالة مثل تلك، وأحظى بفرصة لأرى مكانة هؤلاء الأطفال وأمضي بعض الوقت لأردّ فعلًا على أسئلتهم».

وقد أثارت كارا خصوصًا إعجاب غرين بمعلوماتها عن حزام كويبر، فقد قال غرين: «لقد كانت على استيعاب بالموضوع، لقد فهمته، إنّ هذا أمر مشوّق، هؤلاء الأطفال مستعدّون أن يتوغّلوا ويفهموا نظامنا الشمسيّ. هذا يشعرني بالحماس».

بالإضافة لغرين، قامت كارلي هويت (Carly Howett)، أحد علماء مهمّة ناسا (الآفاق الجديدة – New Horizons) لاستكشاف بلوتو والموجودة في ولاية كولورادو، بكتابة رسالة لكارا بعدما علمت عن الفتاة عبر مجلّة فلكيّة في أيرلندا.

وقالت هويت التي تربّت في قرية صغيرة في المملكة المتّحدة: «لقد كانت من الممكن أن تكون أنا عندما كنت في عمرها. أن أحاول الوصول بدون أن أتوقّع الكثير، من المهمّ ألّا يتمّ إطفاء ذلك الحلم ولا تلك الشرارة التي لديها».

وأضافت: «آمل أن تظهر هذه القصّة أنّه لا يجب على العلماء أن يكونوا بعيدين عن نطاق وصول الناس، وأنّنا أيضًا بشر. فإذا كان لديك سؤالًا، عليك الوصول لأيٍّ كان، سواء كان نيل دي غراس تايسون أو غيره. هكذا يبدأ الفضول».

وكان الاتحاد الفلكي الدولي وليس وكالة ناسا هو الذي خفض تصنيف بلوتو لكوكب قزم عندما فشل في تلبية المعايير المحتاجة ليصنّف ككوكب كامل الحجم.

لقد نجح بلوتو بتلبية اثنين من المعايير: إنّه يدور حول الشمس، وإنّ كتلته كافية لنفترض أنّه تقريبًا كرويّ الشكل. ولكنّه فشل في تلبية الثالث، الذي ينصّ على إخلاء جوار مداره.

ويعني هذا أنّه لا يجب أن يتواجد أجسام بأحجام مماثلة في جوار كوكب ما في الفضاء.

وليست كارا وحدها من ترغب في إعادة بلوتو ككوكب. وفي السنة الفائتة، اقترحت مجموعة من علماء ناسا التّوسّع في تعريف الكوكب.

وقد أبلغت وكالة الولايات المتّحدة اليوم (USA Today) أنّ العلماء اقترحوا أن تعتبر الأجسام المستديرة في الفضاء التي تصغر النجوم كواكبًا.

قد يبدو القدوم إلى أميركا وأن يصبح الشخص رائد فضاء لوكالة ناسا حلمًا بعيدًا لفتاة من جنوب آيرلندا، ولكن يقول غرين من قسم ناسا لعلم الكواكب أنّ جلّ ما تحتاجه كارا هو أن تتطلّع إلى شخص قام بهذا بالفعل.

وقد أصبحت نيكولا فوكس (Nicola Fox)، التي ولدت وترعرعت في قرية صغيرة خارج لندن، عالمة لدى ناسا وجامعة جون هوبكنز. وقال غرين أنّ فوكس ابتدأت مثل كارا تمامًا، كفتاة صغيرة كانت حكايات نومها عن الهبوط على القمر.

وقال غرين: «إنّ فوكس موجودة هنا منذ ما يقارب العشرين عامًا. وبدأت تمامًا كما بدأت كارا تحلم وتفكّر في هذا الحقل. وآمل أنّ رسالتي تلك كانت بمثابة دفعة صغيرة في ذلك الإتّجاه».

محتوى الرسالة كاملة:

إلى ناسا

أنا كارا لوسي أوكونور من كورك أيرلندا. أبلغ من العمر خمس سنوات وأنا في مدرسة غلاشين الإعداديّة للبنات. وقد بدأت الاهتمام بعلم الفلك مؤخّرًا بعدما بدأت بمشاهدة الفيديوهات عن الفضاء الخارجي.

إنّي أكتب إليك -بمساعدة معلّمتي لأنّي لا زلت أتعلّم تهجئة الكلمات- لأنّي قلقة. لقد قمت بالاستماع إلى أغنية، وفي نهاية تلك الأغنية كانت هناك عبارة: «قوموا بإعادة بلوتو».

وإنّي أودّ فعلًا أن يحدث هذا. وقد تمّ إعادة تصنيف بلوتو عام 2006.

لقد كان بلوتو كوكبًا وأظنّ أنّ هذا كان عادلًا، ولكن ليس من العدل عدم اعتباره كوكبًا الآن. يعدّ بلوتو الآن كوكبًا قزمًا.

الكوكب القزم هو نوع من الكواكب الذي ليس كبيرًا بما يكفي لإخلاء مساره. تقع بعض الكواكب القزمة في حزام كويبر، بالإضافة إلى بعض الصخور والكويكبات. إنّي أظنّ فعلًا أنّ على بلوتو أن يكون كوكبًا رئيسيًا من جديد مثل عطارد، الزّهرة، الأرض، المرّيخ، المشتري، زحل، أورانوس، ونبتون، وذلك لأنّ بلوتو كان في الأخير في مقطع فيديو شاهدته اسمه: «فلنذهب ونلتق بالكواكب».

كما إنّي استمعت لبعض الأغاني عن بلوتو، وفي أحد الفيديوهات يتنكّر النّاس كعدّة كواكب، وتم ّ رمي بلوتو في سلّة المهملات وكان خائفًا من كوكب الأرض. لقد كان هذا وضيعًا للغاية، لأنّه ما من كوكب أو كوكب قزم يستحقّ أن يُرمى في سلّة المهملات.

إنّي آمل أن يقوم الجميع في الناسا بتغيير رأيهم وجعل بلوتو كوكبًا من جديد. وآمل أنّه عندما أبلغ سنّ السادسة أن أقوم باكتشاف كوكبي الخاص وأن أدعوه كوكب وحيد القرن. وآمل أيضًا أن أقوم بزيارة الكواكب الرئيسيّة بما في ذلك بلوتو. آمل أن أصبح يومًا ما رائدة فضاء وأن أعمل لديكم في الناسا، ولكن عليكم إصلاح هذه المشكلة من أجلي.

وأودّ أن تتمكّنوا من الرّدّ على مراسلتي قريبًا.

ولكم حبّي

كارا لوسي أوكونور

ملاحظة: أنا ألعب دور غولديلوكس في عرض هذا الصيف إن أحببتم القدوم لرؤية العرض.


  • ترجمة: منال جابر
  • تدقيق: صهيب الأغبري
  • تحرير: أحمد عزب
  • المصدر