هل تتطلّع إلى نافذة ترى فيها مشاهداتٍ غير متطابقة لشروق الشمس وغروبها؟

بالتحديد 384 مشاهدة في 12 يوم؟

يجب عليك أن تجربها في الفضاء الخارجيّ.

شركة أوريون سبان (Orion Span) التي تأسست في هيوستن تأمل أن تفتتح أوَّل فندق فاخر في الفضاء يبلغ حجم المقصورة فيه 14 قدم.

وفي نهاية عام2021 سيكونُ هذا الفندق قادرًا على استقبال الضيوف؛ إذ سيتسع لأربعة مسافرين واثنين من أفراد الطاقم في كل مرة، وقد صرّحت الشركة أنّ الفندق سيدور بالنُّزلاء حول الكوكب بسرعاتٍ عاليةٍ لمدة 12 يوم.

صرَّح مسؤولو الشركة أنّ المغامرين سيدفعون 9.5 مليون دولار عن الشخص أو 791.666 دولار في الليلة ويمكنهم الحجز ودفع 80 ألف دولار كتأمين عن طريق الإنترنت، لكن لا داعِ للخوف؛ فالتأمين قابل للاسترجاع.

يقول مؤسس شركة أوريون سبان ومديرها التنفيذيّ فرانك بونغر لـبلومبيرغ: «نريد أن نصعد بالناس إلى الفضاء لأنه الملاذ الأخير للحضارة البشرية».

ويتابع موضّحًا أن سعي شركة أوريون سبان لتخفيض سعر الرحلة لأقل من 10 ملايين دولار للشخص الواحد هو بسبب السعر المنخفض لإطلاق الصواريخ التي تحمل الرحلات، «كل شخص يتوقّع أنّ أسعارَ الإطلاقِ ستنخفض، تقريبًا في كل أسبوع هناك شركة إطلاق صواريخ تعدُّ لطريقةٍ جديدةٍ للوصولِ إلى مدار الأرض بشكلٍ أرخصَ وأسرعَ وأفضل».

إعلانُ أوريون سبان عن فندقٍ فاخرٍ في الفضاء يأتي وسط محاولاتِ إعادة إحياء للفائدة الاقتصادية لصناعة الفضاء. على سبيل المثال: إطلاق إيلون ماسك لصاروخِ هيفي من مركز كينيدي للفضاء في شباط كان الأخير في سلسلة الأحداث المهمّة التي أعادت اهتمام الشركات بالفضاء، الإطلاق رفع من أهمّية السؤال حول مقدرة شركات خاصة مثل سبيس إكس وغيرها على الإيفاء بالوعود حول الوصول بالبشر إلى الفضاء الخارجيّ.

من المرجّح أن إدارة الرئيس ترامب تتطلع لإعادة صياغة القواعد الخاصة بوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، مما يتيح للشركات الخاصة والشركاء الدوليين للعمل بقربٍ أكثر مع الوكالة.

عرض أوريون سبان للفندق الفاخر جذب الكثير من الاهتمام. الطيران بجاذبية معدومة خارج المحطة الفضائية، مَشاهد لمنازل النزلاء من الفضاء الخارجي، القدرة على المشاركة في التجارب البحثية مثل مدّة إنضاج الطعام في الفضاء وبثّ مباشر مع الأصدقاء والعائلة في المنزل من خلال سرعة انترنت عالية.

منذ أن أُعلِنَ عن رحلاتٍ فضائيّةٍ اقتصاديّةٍ لنقل البشر إلى الفضاء؛ فإنّ زوار محطة أورورا سيحصلون على ثلاثة أشهر من التدريب والتي تبدأ من دوراتٍ تفاعليةٍ على الإنترنت لفهمٍ أكبر لأساسيات الرّحلات الفضائيّة وميكانيك المدارات وبيئة الضّغط في الفضاء.

سيحصل الضيوف أيضًا على تمارين خاصّة بحالات الطوارئ في مقر الشركة في هيوستن؛ حسب ما صرّح مسؤولو الشركة.

أوريون سبان أخذت ما هو معروف عبر التاريخ بسنتين من التدريب لزيارة محطة الفضاء وقلّصته إلى ثلاثة أشهر وذلك بحساب عامل التكلفة، وصرّحت: «هدفُنا أن نجعلَ زيارةَ الفضاءِ أمرًا محقّقًا للجميع بتقديم قيمة عظيمة بتكلفة منخفضة».

بونغر الذي كان يعمل كمهندس برمجيات أخبر بلومبيرغ أن التجربة لن تكونَ متاحةً للجميع، محطّة أورورا ستكون مكرَّسة للأشخاص أصحاب الشغف بالفضاء والدّراسات الفلكيّة.

يقول بونغر: «نحن لا نبيعُ تذاكرَ ذهابٍ إلى الفضاء كما تُبَاع تذاكر الذهاب في رحلات إلى الشاطئ، بل نبيع التجربة ليصبحَ الشخص رائد فضاء، نعتقد أن هناك أشخاصًا مستعدين لدفع المال في سبيل الحصول على هذه التجربة».


  • ترجمة: مازن سفّان.
  • تدقيق: ماجدة زيدان.
  • تحرير: رؤى درخباني.

المصدر
المقالة الأصلية منشورة في صحيفة واشنطن بوست