أكدت شرطة مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة اليوم أن جاسوسًا روسيًا سابقًا يعمل لحساب (وكالة الاستخبارات البريطانية –MI6 )، سيرجي سكريبال، وابنته يوليا، تعرضا لمرضٍ خطيرٍ هذا الأسبوع بعد تعرضهما لغاز الأعصاب.

جميع من حضر يعاني من التعرض لغاز الأعصاب، حتى ضابط الشرطة الذي حضر المشهد لأول مرةٍ يعاني من مرضٍ خطيرٍ في المستشفى.

وقد وُصفت غازات الأعصاب أنها أخطر شيءٍ صنعه البشر على الإطلاق، بخلاف القنبلة الذرية.

ما هي غازات الأعصاب وماذا تفعل لجسمك؟

غازات الأعصاب هي موادٌ كيميائيةٌ سامةٌ للغاية تمنع الجهاز العصبي من العمل بشكلٍ صحيح.

هناك عدة أنواعٍ مختلفة، بما في ذلك ( Sarin وTabun وVX وSoman ).

جميعُها تعمل بطريقةٍ مماثلة، وتجاوز تحفيز الجهاز العصبي الخاص بك، مما يسبب تقلص العضلات بشكلٍ لا إرادي.

VX (عامل X السام)، يجعلك غير قادرٍ على التنفس في غضون ثوانٍ أو دقائق، اعتمادًا على الجرعة، وما إذا كان تم التعرض لها من خلال ملامسة الجلد.

تشمل الأعراض المبكرة لتسمم (VX) القيء، وضيق التنفس، وسيلان الأنف.

ومع ذلك، فإنّ السم يعمل بسرعة، إذ نادرًا ما يكون هناك وقتٌ للعلاج قبل الوفاة.

السارين، يعتبر أساسًا كغاز، يسبب أيضًا فشلًا في الجهاز التنفسيّ، وتشنجاتٍ، وفقدانًا للوعي، وإسهالًا، وشللًا، وسيلان اللعاب المفرط، وتعرقًا، وفقًا لمنظمة للصحة العامة في الولايات المتحدة (CDC).

والعيون البيضاء (يحدث تضييق للحدقة) شائعةٌ أيضًا في ضحايا التسمم.

كيف تعمل؟

تستهدف جميع غازات الأعصاب النظام الكولينيّ،تفرز إنزيمًا في الحيز بين الخلايا العصبية والخلايا العضلية (المعروفة بالمشابك).

عندما تعمل بشكلٍ طبيعي، تطلق النهايات العصبية الأستيل كولين، وعندما يدخل عضلةً ما، يجعلُها تتقلص، ثم يلتصق إنزيم أسيتيل كولينستراز بالأستيل كولين، فيعطله ويسبب ارتخاء العضلات مرةً أخرى.

ومع ذلك، فإنّ غازات الأعصاب تعطّل هذه العملية عن طريق كبح الإنزيم، مما يؤدي إلى تراكم الأستيل كولين في العضلات فيجعلها تفقد وظيفتها الفزيولوجية، فيؤدي إلى جميع الأعراض الرهيبة المذكورة أعلاه.

كيف تُدار؟

بعنايةٍ فائقةٍ جدًا، إذ إنَّ غازات الأعصاب شديدة السمية، وارتداء الملابس الواقية لا يضمن أن يكون الشخص الذي يدير الجرعة آمنًا.

تأتي السموم في عدة أشكال، بما في ذلك الغاز والمسحوق والسوائل، ينبغي استنشاقها، أو ابتلاعها، أو جعلها على تماس بجلد الهدف حتى تصبح سارية المفعول.

هل استُخدمت من قبل؟

نعم للأسف، لمراتٍ عديدة.

في عام 1995 في طوكيو، أُطلق السارين في نظام مترو الأنفاق في المدينة كجزءٍ من هجومٍ إرهابيٍّ منسق، توفي 13 شخصًا وأُصيب 5500.

وفي العام الماضي، اغتيل كيم جونغ نام، الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، وذلك باستخدام غاز الأعصاب المحظور (VX).

حيث توجه إليه قاتله في المطار ووضع السائل على وجهه باستخدام قطعة قماش، توفي بعد فترةٍ وجيزة.

وفي العام الماضي أيضًا، وقع هجومٌ بالسارين في سوريا أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصًا، ووُجهت إدانةٌ من القادة في جميع أنحاء العالم.

كيف تُصنع؟

هي ليست موادًا كيميائيةً سهلة الصنع، فلن تصنعها في مختبرٍ مؤقتٍ في شقتك.

وهذه أحد الأسباب التي تجعل الحكومة البريطانية تعتقد أنّ التدخل على مستوى الدولة هو احتمال، فهذه الأدوية يجب أن تكون مصنوعةً في المختبرات الصناعية.

ولحسن الحظ، هذا يجعلها قابلةً للتتبع، ويصب ذلك في صالح الشرطة البريطانية.

اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا فقط بحيازة غازات الأعصاب، على الرغم من أنّ الدول الأخرى مشتبهٌ في امتلاكها مخزوناتٍ منها.


  • ترجمة: إسلام رشاد.
  • تدقيق: تسنيم المنجّد.
  • تحرير: سهى يازجي.
  • المصدر