الإيبولا يعود من جديد.. على مدى العقود الماضية أرهب هذا الفيروس المميت العالم، مع توارد الأخبار عن انتشار وباءٍ جديدٍ كل بضعة أعوام.

أحد أكبر هذه الأوبئة كان في غرب أفريقيا عام 2014 وحتى 2016، إذ تسبب الفيروس في قتل أعدادٍ تفوق كل الأوبئة الماضية بما يقدّر بنحو 11,310 ضحايا.

الآن، عاد الفيروس ليضرب من جديد، هذه المرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، إذ أعلنت منظمة الصحة العالمية عن حالاتٍ تُقدر بـ41 إصابةً و20 حالة وفاةٍ في الانتشار الأخير لفيروس الإيبولا.

وقد تُتبعت الحالة الأولى في شهر إبريل الماضي، بينما أعلنت وزارة الصحة في الكونغو رسميًا عن الوباء في الثامن من شهر مايو.

ما الذي يجعل هذا الوباء مختلفًا عن وباء 2014؟

في المعتاد، يعتمد مسؤولو الصحة على شيءٍ يُدعى تتبع الاتصال لكي يكملوا معلوماتهم عن الوباء، إذ ينظرون إلى الخلف سائلين كل مصابٍ بالفيروس عن الأشخاص الذين اتصل بهم، ثم يفحصونهم ليعلموا ما إذا كانوا أصيبوا بالأعراض أم لا.

ولسوء الحظ، بعض المرضى قد لا يتمكنون من إعطاء قائمةٍ كاملةٍ عن هؤلاء الأشخاص، ما يؤخر عملية السيطرة على انتشار الفيروس كما يقول مركز التحكم في الأمراض CDC.

هذه المرة تمتلك السلطات الصحية سلاحًا أكثر قوةً وهو اللقاح المستخدم لمكافحة الإيبولا، يُسمى لقاح (ميرك – Merck’s rVSV-ZEBOV, or V920).

ما مدى فعالية هذا اللقاح الجديد؟

اللقاح تجريبيّ، بمعنى أن السلطات الرسمية لم تجرب استخدامه في منع الأوبئة، ولكن بالنظر إلى التجارب السريرية فهو فعالٌ بالتأكيد.

ففي ديسمبر عام 2016 أعلنت منظمة الصحة العالمية عن اختبارٍ لهذا اللقاح على نحو اثني عشر ألف شخصٍ في غينيا في نهاية مراحل وباء هذا العام.

فمن ستة آلاف شخصٍ تلقوا هذا اللقاح لم يُصب أيٌّ منهم بالفيروس، بينما أُصيب في مجموعة التحكم الأخرى في التجربة (التي لا تتلقى اللقاح) نحو 25 شخصًا.

بالرغم من أنَّ هذا اللقاح لم يتلق الموافقة من منظمة الأغذية والدواء الأمريكية، إلا أن ذلك يرجع غالبًا إلى تعقيد عملية الموافقة هناك.

ما الخطة الآن؟

في 16 مايو، وصلت أول دفعة (4000 جرعة) من هذا اللقاح إلى عاصمة الكونغو الديمقراطية – كينشاسا، مع التأكيد على إتباعها بجرعاتٍ أخرى، إذ سيتلقى هذا اللقاح العاملون في المجال الطبي بالإضافة إلى من تعامل مع الأشخاص المصابين بالفيروس، وباستخدام وسائل التتبع الصحيحة، تمكنت السلطات من تحديد نحو 382 شخصًا حتى الآن.

تكمن المشاكل في ظروف الدولة هناك، حيث تواجه السلطات صعوبةً في نقل اللقاح من منطقةٍ إلى أخرى في هذه التضاريس الصعبة للبلاد، وتواجه مشكلةً أخرى لحفظ اللقاح في درجة حرارةٍ مناسبة (-60 إلى -80) سيليزيوس.

وبالرغم من ذلك، فإن استخدام لقاح V920 ربما تكون له القدرة على منع الوباء من الانتشار مرةً أخرى في غرب أفريقيا كما حدث من قبل، وإذا تمكنت منظمة الصحة العالمية من التغلب على المشاكل اللوجستية وأثبتت أن اللقاح فعالٌ في مكافحة هذا الفيروس، فربما ينتهي إرهاب هذا الفيروس للعالم.


  • ترجمة: محمد إيهاب
  • تدقيق: تسنيم المنجّد
  • تحرير: يمام اليوسف
  • المصدر