وهو بالطبع يمزح معنا

يتكاتف عدد من سكان الأرض في الثاني والعشرين من إبريل من كل عام للمطالبة باتخاذ خطوات للسيطرة على الاحتباس الحراري وتغير المناخ والوصول لبيئة نظيفة.

استمرت تلك الحملة، والتي أطلق عليها اسم يوم الأرض، بقوة على مدار 50 عامًا تقريبًا.

يستغل الناس تلك المناسبة لتنظيم المسيرات، وزيادة الوعي الشعبي فيما يتعلق بالقضايا البيئية، والقيام ببعض الأنشطة المتعددة حتى وإن كانت مجرد تنظيف الحي من القمامة والمهملات.

ولكن كما يبدو، فإن عالم الفيزياء الفلكية نيل ديجراس تايسون ليس معجبًا ببعض الرسائل المتصلة بيوم الأرض وخاصة ما يراه غريبًا جدًا شعار “أنقذوا الأرض” الذي يتكرر بكثرة في تلك المناسبة.

فيقول في إحدى تغريداته على موقع تويتر في يوم 22 أبريل: «سينجو كوكب الأرض من اصطدامات بمذنبات ضخمة، سينجو من أي شيء تلقيه عليه، ولكن الحياة هي التي لن تنجو».

بالتأكيد لم يقصد هذا المتحدث العلمي العظيم ألا نهتم ببيئتنا. لقد ظهر من قبل مؤيدًا العلم فيما يخص القضايا البيئية، وهو لا يكل ولا يمل من الدعوة لتثقيف العامة علميًا.

كما أنه معتاد على إثارة الجدل على حسابه في موقع تويتر، وهو أمر سهل عندما يكون لديك أكثر من 12.6 مليون متابع وحس دعابة لا يكون مناسبًا دائمًا لشبكات التواصل الاجتماعي.

وبما إنه عالم بالفيزياء الفلكية، فهو معتاد أن ينظر لكثير من الأمور بصورة كونية، حتى فيما يخص الاهتمام ببيئتنا.

لقد كان محقًا عندما ذكر أن كوكبنا تخطى الكثير من التحديات خلال عمره البالغ 4.5 مليار عام، وبينما يعتبر التغير المناخي أكبر التهديدات التي تواجه البشرية، إلا أن كوكبنا نفسه سيستمر طويلًا بعد أن تزول البشرية، ولكن هل كان على نيل ديجراس تايسون أن يأخذ الموضوع بصورة حرفية؟

وبينما تذكرنا تغريدته بأن بقائنا يعتمد على كيفية اهتمامنا بالكوكب الوحيد الذي نستطيع الحياة عليه، فإن فكرة النظر لكوكبنا ككل كانت مفيدة للحركات البيئية.

ففي سبعينات القرن الماضي وعندما كان يوم الأرض حدثًا جديدًا، ظهرت صورة الرخامة الزرقاء (صورة لكوكب الأرض من الفضاء) والتي كانت رمزًا قويًا للأنشطة البيئية.

لقد كانت تلك الصورة مثلًا رائعًا لكم المساعدة التي يمكن أن يقدمها مفهوم كوني لتوحيد المشاعر هنا على الأرض، لتوحيد الفصائل كما لم يحدث من قبل، وتضعنا أمام دورنا كأوصياء على الحياة على الأرض.

هذا أحد الأمثلة التي تدفعنا للتفكير بصورة عالمية والعمل في إطارنا المحلي.

نظرتنا للأرض ككل في مقابل نظرتنا لمنطقتنا المحلية ومشاكلنا المحلية فقط، هذا هو ما يساعدنا على تخطي المشاكل التي تسببنا بها منذ بداية الثورة الصناعية.

بالتأكيد إن أردت أن تكون دقيقًا بشدة، ربما عليك أن تغير قليلًا في الشعار ليصير “أنقذوا البشرية” أو “أنقذوا الحياة على الأرض”، ولكنها لن تكون بنفس القوة والتأثير، وسيكون هذا لسبب واضح.


  • ترجمة: جورج فام
  • تدقيق: جعفر الجزيري
  • تحرير: يمام اليوسف
  • المصدر