توصل العلماء إلى طريقةٍ جديدةٍ لمعرفة مقدار هطول الأمطار في فصل الشتاء في كاليفورنيا، ما عليك سوى التحقق مما حدث بالقرب من نيوزيلندا خلال المواسم السابقة!

يُطلق عليه «مؤشر نيوزيلندا»، وهو أكثر دقة من الأسلوب السابق للتنبؤ بهطول الأمطار والذي كان مستندًا إلى ظاهرة النينيو (ظاهرة مناخية عالمية، إذ يؤثر تغير الحرارة في أحد المحيطات على الجو بمنطقة أخرى بعيدة) وأصبح غير موثوقٍ بسبب تغير المناخ، وفقًا لباحثين من جامعة كاليفورنيا إرفاين.

يقول إيوفي فوفولا جورجيو، عالم نظام الأرض: «إن الاتصال البينيّ في الغلاف الجوي الذي اكتشفناه يُعد التنبؤ المبكر والأكثر دقة بهطول الأمطار الشتوية في كاليفورنيا وفي جنوب غرب الولايات المتحدة، إن معرفة كمية الأمطار المتوقع حدوثها في الشتاء المقبل أمرٌ بالغ الأهمية بالنسبة للاقتصاد وللأمن المائي ولإدارة النظم الإيكولوجية في المنطقة».

وجد الفريق العلاقةَ بين بيانات الطقس العالمية التي ترجع إلى (عام 1950 وحتى عام 2015) وقاموا بتحليل درجة حرارة سطح البحر والضغط الجوي في خلايا الحمل الحراري منخفضة الحرارة، ووجدوا أن شذوذ درجة حرارة سطح البحر بالقرب من نيوزيلندا ينطلق من سلسلةٍ من الأحداث المرتبطة بأمطار ولاية كاليفورنيا.

في يوليو وأغسطس (فصل الشتاء في نصف الكرة الجنوبيّ) ينطلق هذا الوضع الشاذ من جنوب غرب المحيط الهادئ وليس ببعيدٍ عن نيوزيلندا، من ثم يفرض جو ودرجات حرارة سطح البحر على شرقي الفلبين، عبر جسرٍ جوي بين نصفي الكرة الأرضية.

إذا كانت درجة حرارة سطح البحر أقل من المعتاد، فإن الضغط الجوي في الساحل الغربي للولايات المتحدة يقوي تيار المجرى الإقليمي والذي يؤدي بعد ذلك إلى مزيد من العواصف الشتوية في جنوب غرب الولايات المتحدة.

إذا كانت درجة الحرارة أعلى، فإن هذا يؤدي إلى تحول تيار المجرى إلى الشمال، ما يؤدي إلى موسم الجفاف في جنوب غرب الولايات المتحدة بين شهري نوفمبر ومارس.

قال الباحث البيئي أنطونيوس مامالاكيس: «مع مؤشر نيوزيلندا يمكننا أن نتوقع من أواخر الصيف احتمال هطول الأمطار الشتوية فوق أو تحت المعدل الطبيعي في جنوب غرب الولايات المتحدة مع ترابط بترتيب 0.7 مقارنة بتقنية التأنيث النينيو الجنوبي، هناك علاقة بين 0.3 و0.4، يُظهر بحثنا أيضًا تضخيمًا لهذا الاتصال المكتشف حديثًا على مدى العقود الأربعة الماضية».

إنها نتيجة مفاجئة ولكن يمكن استخدامها لتنبؤات أكثر دقة لهطول الأمطار في المناطق التي تعاني من ظروف الجفاف؛ مثل أريزونا ونيفادا ويوتا وكاليفورنيا وكلها جافة على غير المعتاد، هذا بدوره يمكن أن يساعد السلطات على وضع استراتيجيات وقائية لتخفيف الجفاف.

وقال توم تورجرسن، مدير برنامج استدامة المياه والمناخ التابع لمؤسسة العلوم الوطنية والذي يمول البحث: «إن التنبؤ بالجفاف في جنوب غرب الولايات المتحدة هو قضية حرجة بالنسبة لإنتاج الأغذية وللاقتصاديات المحلية.

إن اكتشاف وجود جسرٍ بين جزر المحيط الهادئ يؤثر على مجرى الهواء في فصل الشتاء في الولايات المتحدة يحمل الوعد بتحسين إمكانية التنبؤ بهطول الأمطار والتنبؤ بالجفاف.

نُشر البحث في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز.


  • ترجمة: غالية أبو جيب.
  • تدقيق: تسنيم المنجّد.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر