رذاذ ساخن على لسانك وطنين حاد في أذنك، هذا ما ستحصل عليه إذا قضمت بيضةً مسلوقة سخنت بالمايكرويف.

إذا حاولت تسخين البيض المسلوق بالمايكرويف فإنها (إذا افترضنا أنها لم تنفجر بداخله) ستنفجر ما إن تضطرب مطلقة رذاذًا ساخنًا ومحدثةً فرقعة.

ولكن ما مدى قوة هذه الفرقعة؟ هذا موضوع دعوى قانونية وبحث علمي جديد متعلق بها.

في مكان ما في أمريكا، في وقت ما من الماضي (لاتزال التفاصيل مبهمة)، قام شخص بالدخول لمطعم وطلب بيضة مسلوقة.

سخنت هذه البيضة باستخدام المايكرويف، وانفجرت عندما قام الزبون المسكين بقضمها.

قام الزبون، الذي حُرِق بشدة، بمقاضاة المطعم مدعيًا أنه عانى من أذية في السمع بسبب الفرقعة، بالإضافة لحروقٍ أكثر وضوحًا.

تم تعيين شركة «Charles M. Slater Associates» المختصة بالصوتيات في سان فرانسسكو لتقديم شهادة خبراء في المحاكمة.

تحديدًا، تم تعيينهم للإجابة على هذا السؤال: هل من الممكن لبيضة متفجرة أن تحدث موجة ضغط كافية للتسبب بأذية سمعية؟

في ورقة بحثية غير منشورة عرضت يوم 6 كانون الأول/ديسمبر في الاجتماع الـ174 لجمعية الصوتيين الأمريكيين «Acoustical Society of America»، قام الباحثان «أنتوني ناش – Anthony Nash»، نائب الرئيس في «Charles M. Slater Associates»، و«لورين فون بلون – Lauren Von Blohn»، مستشارة صوتية في نفس الشركة، بشرح نتائج بحثهما عن البيض المسلوق المتفجر.

قام كل من «ناش» و«فون بلون» بتسخين حوالي 100 بيضة مسلوقة مقشورة لأجل دراستهما.

ولأن البيض كان ينفجر أحيانًا وهو مازال في المايكرويف، قام الباحثان بوضع كل بيضة في جراب رقيق قبل وضعها في أكواب من الماء لتسخن.

ثم قاما بإخراج البيض من المايكرويف بحذر ووضعه على الأرض على بعد قدم من ميكروفون حساس.

ثم قاما بالنقر على البيض باستخدام مقياس حرارة لحوم سريع مما أدى إلى انفجار بعضها.

الفرقعات التي سجلوها كانت صاخبةً حقًا، فقد تراوحت القيم الكبرى لموجات الضغط بين 86 إلى 133 ديسبل.

كان هذا مشابهًا لصوت دراجة نارية عادية على بعد 30 قدم (9.1 متر) إلى صوت طائرة نفاثة على بعد 100 قدم (30 متر) على التوالي.

«بيضة متفجرة تصدر صوتًا أعلى مما تريد من أن تعرض نفسك له لأي مدة من الوقت، ولكن لديها احتمال ضعيف في أن تكون قوية لدرجة أن تسبب أذية لسمعك بفرقعة واحدة» يقول الباحثان.

ولكن لماذا تنفجر البيضة على أي حال؟

إذا وضعت حبة بطاطا في المايكرويف بدون تقشيرها، يمكن أن ينشأ ضغط بخار تحت القشرة مما يسبب انفجار حبة البطاطا.
هذه آلية بسيطة للانفجار، شبيهة بانفجار قنبلة يدوية.

ولكن بيضة مسلوقة بالكامل ليس لديها طبقة خارجية قوية كحبة البطاطا وقشرة البيضة (المصممة ليخرج منها صوص صغير) ليست قويةً كفايةً لتتحمل ضغط بخار داخلي.

يوجد غشاء بين بياض البيضة وقشرتها الخارجية يمكنه السماح بنشوء ضغط البخار، ولكنه يزول عندما تقشر البيضة كما أن البيض المقشور أيضًا ينفجر.

قام الباحثان باقتراح تفسير مختلف.

اكتشف الباحثان، باستخدام مقاييس حرارة اللحم، أن مُحّ البيض يسخن بشكل أسرع بكثير من المحيط.

ربما، علقت قطرات صغيرة من الماء بين البروتينات وسخنت لدرجة عالية جدًا.

في الضغط الجوي العادي، يمكن لهذه القطرات أن تتمدد وتتحول إلى بخار.

ولكن داخل البيضة، فإن الضغط من البروتينات المحيطة القاسية قد يجبر القطرات أن تظل سائلة حتى لو ارتفعت درجة حرارتها.

ولكن التسبب باضطراب إحدى هذه القطرات قد يسمح لها بالتمدد وبالتالي التسبب باضطراب الأنسجة المحيطة ما يسمح لأي قطرة أخرى بالتمدد.

هذا الانفجار الجماعي للفقاعات سيمزق البيضة إلى قطع، ناثرًا القطع بعيدًا بصورة شبيهة بانفجار نموذجي تحت الضغط.

وكتب الباحثان في ورقتهم البحثية: «بالنسبة إلى الملاحظ، قد يبدو أن البيضة انفجرت ولكنه من الأكثر دقة وصف الظاهرة على أنها غليان سريع للماء الساخن كثيرًا».


  • ترجمة: مهران يوسف.
  • تدقيق: المهدي الماكي.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر