إنّ الدماغ البشري مذهلٌ للغاية، يستمر في مفاجأة الباحثين، إذ يتم الكشف عن المزيد والمزيد حوله.

في نفس الوقت ليس مثاليًا، توصّل الباحثون للتوّ إلى المزيد حول قيود الدماغ البشريّ، تحديدًا: لماذا نميل إلى تجاهل أشياء أخرى عند التركيز على مهمةٍ معينة.

في السنوات القليلة الماضية، طوّر باحثون من University College London) UCL) طريقة جديدة لمسح الأدمغة، وكما ذكرت New Scientist، فقد استُخدمت هذه الطريقة مؤخرًا لإظهار أنه عندما ينخرط الدماغ في مهمة معقدة، تعمل خلاياه بشكلٍ أساسيّ بكامل طاقاتها، لذا نبدأ في تجاهل الأشياء والأحداث من حولنا.

ويُطلق على تقنية المسح الضوئي الجديدة functional near-infrared spectroscopy) fNIRS) والتي تقيس نشاط إنزيمٍ معينٍ في ميتوكوندريا الخلايا العصبية. الميتوكوندريا هي مراكز ومصادر الطاقة في الخلايا، لذلك من خلال قياس الإنزيم، يمكن للفريق تتبّع مستوى النشاط.

تشبه هذه الطريقة التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفيّ، على الرغم من كونه أرخص وأسهل في الاستخدام، إلا أنه ليس دقيقًا تمامًا.

باستخدام fNIRS، بدأ الباحثون بتفحّص التغيّرات في نشاط الدماغ خلال اختبار التركيز، طُلبت من المشاركين مهمةٌ بصريةٌ إما صعبة أو سهلة تتضمن النظر إلى ألوان أو أشكال معينة وفي منتصف الوقت يظهر نمط متقلب (مُلون- ذو أربعة وجوه) على جانب الشاشة.

في المهمة السهلة، كان للنمط المتقلب (المُلون – ذي الأربعة وجوه) تأثير، إذ أصبحت خلايا الدماغ المرتبطة بالرؤية المحيطية أكثر نشاطًا بكثير.

ومع ذلك، في المهمة الصعبة، لُوحظ له تأثيرٌ أقل بكثير، وتشير النتائج التي قُدّمت في (ندوة العلوم العصبية – UCL Neuroscience Symposium) في وقتٍ سابق من هذا الصيف، إلى أن النشاط في المناطق التي لا تركز على المسألة المطروحة يصبح مكبوتًا.

هذه ليست الدراسة الأولى التي تقترح أن التركيز على أشياء متعددة صعبٌ للغاية بالنسبة لمعظم الناس، وتبيّن سبب التأثير السلبي للمهام المتعددة على الأداء.

تجلب النتائج الجديدة المزيد من الأدلة على هذا البحث، مدى سهولة أو مدى صعوبة المهمة يؤثر على مقدار الاهتمام الذي نؤديه تجاه ما يجري حولنا من أحداث.


  • ترجمة: أيمن صابر
  • تدقيق وتحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر