كُرِّمت عالمة الفيزياء الفضائيّة الإيرلندية «ديم جوسلين بيل بيرنيل» بالجائزة الاعتبارية في الاكتشافات الفيزيائيّة الأساسية لاكتشافها النجوم النابضة منذ عام 1967.

كانت في ذلك الزمان طالبة دكتوراه في جامعة كامبريدج، حين لاحظت إشارةً خافتةً ومتكرّرةً في كمية البيانات الكبيرة التي كانت تعاينها في الأداة المُفتَتحة جديدًا والمُسماة «مرصد مولار الراديوي الفلكي».

استطاعت توصيف الإشارة على أنّها ومضات ضوءٍ متتالية صادرةٌ عن نجمٍ يدور بسرعة.

«النجوم النابضة» -كما باتت تُعرف هذه النجوم حاليًّا- هي نوعٌ من النجوم النيوترونية التي غيّرت علم الفلك.

نبضاتها منتظمة جدًّا، ويمكن استخدامها كساعةٍ كونيّة أو حتى كنظام تعيين مواقعٍ مجريّ.

ساعدت أيضًا هذه النجوم في فهم هيكليّة مجرّتنا واختبار النسبيّة، باختصار، إنها أشياء مهمّة للغاية.

عزت بيل بيرنيل اكتشافها هذا لكونها من الأقلية النسائية الإيرلندية التي تسعى إلى وضع موطئ قدم في علم الفلك خلال الستينيات.

فيديو من ناسا يشرح النجوم النابضة

في حديثها للغارديان تقول بيرنيل: «كانت إشارةً صغيرة جدًّا، احتلّت جزءًا من مئة ألف جزءٍ من الرسوم البيانية التي كانت تغطي ثلاثة أميال والتي كانت بحوزتي، لاحظتها لأنّي كنت حذرةً جدًّا وحريصة جدًّا وذلك بسبب متلازمة المحتال».

(علّة نفسيّة تصيب الأشخاص الجُدد في أيّ مجال، وذلك بسبب شكّهم أن أي إنجاز يقومون به سيظهر وكأنه احتيالٌ منهم لكسب الشهرة).

في عام 1974، كُرِّم المُشرف على بيل بيرنيل (أنتوني هيويش) وزميلها (مارتين رايل) بجائزة نوبل للفيزياء على هذا الاكتشاف، ولم يكن اسم بيل بيرنيل موجودًا.

منذ ذلك، كُرّمت بعدّة جوائز، الجائزة الخاصّة للاكتشاف في الفيزياء الأساسية؛ إذ ستحصل على ثلاثة ملايين دولار، وهذه الجائزة قُدّمت لثلاثةٍ آخرين فقط: البرفيسور ستيفن هوكينغ، الفريق الذي اكتشف بوزون هيغز، وفريق LIGO الذي ساعد في اكتشاف موجات الجاذبيّة.

لدى بيل بيرنيل خطّةٌ من أجل المال، تعتزم بعد تكريمها في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني أن تتبرّعَ بقيمة الجائزة لمعهد الفيزياء لتمويل طلّاب الدكتوراه الذين ينحدرون من الأقلّيات.

في حديثها لهيئة الإذاعة البريطانية BBC تقول بيل بيرنيل: «اكتشفتُ النجوم النابضة لأنّني كنت من الأقليّات، وكنت أشعر بالنقص قليلًا داخل كامبريدج.

كنت أنثى، ومن الشمال الغربيّ للبلاد أيضًا، وأعتقد أنّ كلّ المحيطين بي كانوا إنجليزًا جنوبيين، لذا كان لديّ شعورٌ أنّ الأقليات لهم نظرةٌ جديدةٌ للأشياء وهذا شيءٌ مثمرٌ للغاية.

على العموم، إنّ معظم الاكتشافات تأتي من الأنماط غير التقليديّة».


  • ترجمة: مازن سفّان.
  • تدقيق: تسنيم المنجّد.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر