ترتفع كل صباح لسطح الماء، وكل مساء تغوص عائدةً لقاع البحيرة.

قد توصل العلماء في النهاية إلى كيفية حركة هذه الأجسام الخضراء -التي تسمى طحالب ماريمو- يومًا بعد يوم.

ربما قد رأيت صورًا لطحالب ماريمو من قبل، إنها رائعة بشكل غريب، تشبه كرات (النباتات الحزازية الخضراء – green moss) الصغيرة، في الواقع أسمائها الشائعة هي (Moss)، على الرغم من أنها لا تصنف من نوع (Moss) على الإطلاق.

ولكنها بدلًا من ذلك تعتبر من الطحالب الخضراء المائية والتي تسمى (Aegagropila linnaei)، هذا النوع عادة يطفو على شكل خيوط، ويتم حملها بالماء مثل الأنواع الأخرى من الطحالب، وتزدهر خاصةً في ظروف انخفاض شدة الضوء.

أما في بعض المواقع حول العالم -خاصةً البحيرات الضحلة في اليابان وأيسلندا؛ حيث تعتبر تلك الطحالب نوعًا محميًا- تتشابك الطحالب في كتل لتغرق في قاع البحيرة، ويرجع ذلك إلى حركة المياه التي تحوِّل خيوط الطحالب إلى كرات.

(في الواقع، هذه الكرات محبوبة جدًا في اليابان لدرجة أن لديهم مهرجانًا سنويًا يستمر ثلاثة أيام للاحتفال بها).

كل هذا واضح ومباشر، ولكن طفوهت عند الفجر والغرق عند الغسق سبّب حيرة كبيرة للعلماء، يعتقد علماء الأحياء من جامعة (بريستول – Bristol) أنه قد يكون له علاقة بعملية البناء الضوئي، لذا قرروا اختبار تلك الفرضية.

عندما تقوم هذه الكتل الطحلبية بالبناء الضوئي، فإنها تنتج فقاعات صغيرة من الأكسجين والتي تُحاصر بداخل خيوطها؛ لذلك يعتقد الباحثون أن الفقاعات هي السبب وراء طفو الكرات على السطح.

لاختبار هذه الفكرة، قام العلماء بزراعة بعض طحالب الماريمو في مختبر وطلوها بمادة كيميائية تمنع عملية البناء الضوئي، وكما هو متوقع، لم تُنتج الطحالب أي فقاعات وبقيت بلا حراك في قاع حاوياتها، أما مجموعة التحكم التي لم تتعرض للطلاء كانت تطفو بشكل طبيعي.

وزيادةً على ذلك فقد اتضح أن الفقاعات ليست سوى جزء واحد من آلية الطحالب الذكية للطفو، يبدو أن هذه الطحالب تمتلك أيضًا (إيقاعًا يوميًا – Circadian Rhythm).

فبعد اختبار فرضية الفقاعات، احتفظ الباحثون بالطحالب غير المعالجة بالطلاء -قادرة على القيام بالبناء الضوئي- لعدة أيام تحت ضوء أحمر قاتم.

وظهرت نتيجة جديدة عندما سلطوا الضوء الساطع على هذه الكرات في أوقات مختلفة من اليوم، فوجدوا أن كرات الطحالب تطفو إلى السطح بسرعة أكبر إذا تزامن الضوء الساطع مع وقت شروق الشمس الطبيعي، على عكس ما يحدث بالأوقات الأخرى من اليوم.

ويشير هذا إلى أن آلية طفو وغرق الكرات تتحكم فيها كل من عملية البناء الضوئي والإيقاعات اليومية – وهي نتيجة قد تساهم في جهود الحفاظ على تلك الطحالب في المستقبل، خاصةً مع انخفاض عددها مؤخرًا بشكل غامض.

وأوضح عالم الأحياء (دورا كانو-راميريز – Dora Cano-Ramirez) من جامعة بريستول: «لسوء الحظ، أصبحت كرات الماريمو مهددة بالانقراض، حيث يتم العثور عليها حاليًا فقط في نصف عدد البحيرات التي اعتادت أن تسكنها».

«قد يحدث هذا نتيجة للتغيرات التي يحدثها التلوث في شدة الضوء، ومن خلال فهم الاستجابات للمنبهات البيئية وكيفية التحكم في الساعة اليومية لتلك الكرات، نأمل أن نسهم في الحفاظ عليها وإعادة إدخالها في بلدان أخرى».

نُشِر بحث الفريق في مجلّة (Current Biology).


  • ترجمة: علي كريمة
  • تدقيق: براءة ذويب
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر