للمساهمة في محاربة مشكلة المقاومة الجرثومية، اكتشف العلماء أكثر من 800 خليطٍ دوائي جديد أثبت فعاليته في التغلّب على المقاومة الجرثومية.

بالمقارنة، فإن 2331 من الخلائط المكونة من 4 أدوية، و 5199 من الخلائط المكونة من 5 أدوية كانت أقل فعاليةً في محاربة المقاومة الجرثومية مما توقّعه العلماء.

ويقول Van Savage-أحد الباحثين- إنه كان مذهولًا بالعدد الهائل من الخلائط الفعالة كلما ازداد عدد الأدوية المشاركة.

يظن الناس أنهم يعلمون كيف ستتفاعل الخلائط الدوائية مع بعضها، لكنهم حقًا لا يعلمون، ويعتقد العلماء أن ذلك يعود إلى أن الأدوية المختلفة تهاجم الجراثيم بطرقٍ مختلفة، فالأدوية الثمانية التي اختارها الباحثون تغطي 6 آليات مختلفة لإيقاف (جراثيم الإشريكية الكولونية – E. coli)، ويبدو أن هذا يكون في بعض الحالات أكثر فعالية من استخدام دواء واحد بمفرده.

فبعض الأدوية تهاجم جدار الخلية الجرثومية، بينما تهاجم أخرى الحمض النووي DNA الموجود داخلها، فالأمر أشبه بمهاجمة حصن أو قلعة.

وعلى الرغم من أن هذه الدراسة تعطي أملًا بحلّ مشكلة المقاومة الجرثومية، إلا أن علاجها بشكلٍ حقيقي قد يستغرق سنوات طويلة، فهذا البحث فقط يعرض التأثيرات الممكنة في المجال المخبري وتحديدًا تجاه جراثيم E. coli، والأمر ليس مجرد خلط أدوية مع بعضها، بل الأمر بحاجة إلى الحذر والحكمة في علاج مشاكل معينة.

أظهرت دراساتٌ سابقة أن استخدام عدة مضاداتٍ حيوية دفعة واحدة قد يأتي بنتيجة عكسية، ما يجعل الجراثيم أكثر عدوانية، أما هذا البحث فيدعم استعمال الخلائط الدوائية لذلك يجب استخدام نتائجه بحذر.

وتبدو مشكلة المقاومة الجرثومية للمضادات الحيوية مشكلةً صحية حقيقية، وتهدّد بالعودة لعصر ما قبل المضادات الحيوية، ومن الجليّ أننا نحتاج كل الجهود المتاحة للتغلب عليها، ولذلك فإن فكرة دمج عدة مضادات حيوية لا يستطيع كل منها قتل الجراثيم بمفرده هي فكرة مرحّب بها وبشدة.

فإذا لم نجد مضادات حيوية جديدة قادرة على قتل الجراثيم الشائعة، فإنها قد تودي بحياة ما يقارب 10 ملايين إنسان بحلول عام 2050 وذلك بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية.

نشر هذا البحث في مجلة npj Systems Biology and Applications


  • ترجمة: عبد المنعم نقشو
  • تدقيق وتحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر