الملخص:

أوردت دراسة جديدة أنّ بعض الأشخاص المصابين بانفصام الشخصية لديهم عدد أكبر من الخلايا المناعية في أدمغتهم. وقال

الباحثون إنّ الخلايا المناعية ربّما تنتج إشاراتٍ التهابيةً عند الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض.

المصدر: University of New South Wales

في واحدة من أكبر الإنجازات في أبحاث مرض انفصام الشخصية في الفترة الماضية، حدّدتِ الأستاذة Cynthia Shannon Weickert منNeuroscience Research Australia (NeuRA) and UNSW في سيدني خلايا مناعية بكميات كبيرة في أدمغة بعض المصابين بانفصام الشخصية.

وللدراسة المنشورة في Molecular Psychiatry الإمكانية لتحويل أبحاث انفصام الشخصية العالمية، وفتح وسائل جديدة لتطوير علاجات بالخلايا المناعية المستهدفة.

يعيش واحد من كلّ 100 أستراليٍّ مع انفصام الشخصية، ولكن لم يُحدَّد بعد أيّ سبب لانفصام الشخصية، الأمر الذي قد منع تطوير العلاج. إذ إنّ طرق العلاج الحالية قد صُمِّمت لإخماد الأعراض أكثر من استهداف الأسباب الكامنة وراء المرض.

تُزيل هذه الأدوية الأعراض جزئيًّا فقط ، ويمكن أن ينتج عنها آثار جانبية غير مرغوبة.

وقد كان لدى معظم العلماء اعتقاد مطوّل أنّ الخلايا المناعية كانت مستقلّةً عن الآلية المرضية الدماغية في الأمراض النفسية، بحسب Shannon Weickert.

صرّحت الأستاذة Shannon Weickert: «لقد تحدّينا في دراستنا هذا الافتراض الذي ينصّ على أنّ الخلايا المناعية مستقلّة عن الدماغ في الأمراض النفسية وحقّقنا اكتشافًا مثيرًا.

وحدّدنا خلايا مناعية كلاعب جديد في الآلية المرضية الدماغية لانفصام الشخصية».

لقد ركّزت الأبحاث الحالية لمرض انفصام الشخصية على ثلاثة أنواع من خلايا الدماغ وهي العصبونات (الخلايا العصبية) والخلايا الدبقية – وهي الخلايا الداعمة للخلايا العصبية- والخلايا البطانية التي تغطّي الأوعية الدموية من الداخل.

إذ سمحت التقنيات الجزيئية الجديدة للأستاذة Shannon Weickert وفريقها بتحديد وجود خلية رابعة وهي الخلية البلعمية (نوع من الخلايا المناعية) في أنسجة الدماغ عند المصابين بمرض انفصام الشخصية، والذين أظهروا مستوياتٍ عاليةً من الالتهابات.

وقالت الأستاذة Shannon Weickert: «لقد تمّ تجاهل الخلايا المناعية سابقًا، وكان يُنظَر إليها لفترة طويلة وببساطة على أنّها خلايا مسافرة فقط تمرّ في المكان وتؤدّي وظيفة المراقبة، ولم يُشتَبه بها حتّى الآن».

«إنّ إيجاد خلايا مناعية على طول الحاجز الدماغي الدموي بكميات أكبر عند الأشخاص المصابين بانفصام الشخصية هو اكتشاف مثير.

وهذا يشير إلى أنّ الخلايا المناعية يمكن أن تنتج بنفسها هذه الإشارات الالتهابية في أدمغة هؤلاء الأشخاص».

«ولقد لاحظنا عند الأشخاص المصابين بالفصام أنّ الخلايا الدبقية (وهي واحدة من الخلايا المحليّة) مُلتهبة وتنتج إشارات استغاثة تغيّر حالة الخلايا البطانية.

ونعتقد أنّ هذا يدفع الخلايا المناعية لتمدّ لوامس لزجةً، لذلك عندما تنتقل الخلايا المناعية فإنّها تُلتقَط من قبل هذه اللّوامس».

وقالت الأستاذة Shannon Weickert: «إنّ هذه الخلايا تعبر الحاجز الدماغي الدموي فتدخل إلى الدماغ بكميات أكبر لدى بعض المصابين بمرض انفصام الشخصية مقارنةً بالأشخاص الذين لا يعانون من هذا الاضطراب».

ويُظهر هذا الاكتشاف أنّ هناك خلايا مناعية محدّدة موجودة في أدمغة بعض الأشخاص المصابين بانفصام الشخصية وقريبة من الخلايا العصبية بشكلٍ كافٍ لإحداث ضرر.

وقال الأستاذ Peter Schofield الرئيس التنفيذي لشركة NeuRA إنّ هذا البحث الجديد المُبتكَر يستطيع تغيير تشخيص وعلاج مرض انفصام الشخصية.

يقول الأستاذ Schofield: «إنّ هذا الإنجاز يوضّح قيمة دعم حكومة نيو ساوث ويلز NSW للأستاذة Shannon Weickert كرئيسة لبحوث مرض انفصام الشخصية في نيو ساوث ويلز، والتي قدّمت رؤىً جديدة يسعى إليها المجتمع».

تُشجّع الأستاذة Shannon Weickert على منهج التعاون المتبادل بين علماء الأعصاب وعلماء المناعة على المستوى الدوليّ وذلك من أجل العمل سويّةً لتطوير علاجات جديدة تستهدف الأسباب المرضية المناعية غير الطبيعية لانفصام الشخصية.

وقالت الأستاذة Shannon Weickert: «يفتح هذا طرقًا جديدةً كليًّا للعلاج لأنّه يشير إلى أنّ الآفات المسبّبة لمرض انفصام الشخصية يمكن أن يكون داخل الخلايا المناعية التي قد تكون مساهمةً في أعراض انفصام الشخصية».


  • ترجمة: عدي بكسراوي
  • تدقيق: اسماعيل اليازجي
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر