سرطان الكبد هو سرطان يبدأ في أنسجة الكبد، وهو السبب الرابع الأكثر شيوعًا للوفاة بالسرطان حول العالم، وهو ما يمثل 782,000 حالة وفاة كل عام، وفقًا لمنظمة الصحة العالميّة.

هذا النوع من السرطان يشمل سرطان الخلايا الكبديّة (HCC)، والأقل شيوعًا (سرطان القناة الصفراويّة -cholangiocarcinoma)، وفقًا للمعهد الوطنيّ للسرطان (NCI).

(القنوات الصفراويّة هي أنابيب دقيقة تربط الكبد، الأمعاء الدقيقة والمرارة).

يقدّر المعهد الوطني للسرطان وجود 42,220 حالة جديدة من سرطان الكبد في 2018 و30,200 حالة وفاة.

بين عامي 2008 و2014، نجا ما يُقارب 17.7% من الأشخاص الذّين شُخّصوا بسرطان الكبد في السنوات الخمس الماضية.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ حوالي 1% من الأشخاص سيُشخّصون بهذا السرطان في مرحلة ما من حياتهم، وفقًا لما ذكرته NCI.

لقد ازدادت معدّلات تشخيص سرطان الكبد بنسبة 2.6% كل عام على مدى السنوات العشر الماضية.

عوامل خطر سرطان الكبد تشمل الإصابة بفيروس التهاب الكبد B وC، (تشمع الكبد – cirrhosis) – حالة تتكون فيها ندبات في الكبد وتمنع تدفّق الدم عبره، والتّي يمكن حدوثها بسبب الإفراط في شرب الكحول أو فيروس التهاب الكبد – و(الأفلاتوكسين – aflatoxin) – سمّ من أحد أنواع الفطريات التّي تنمو على الأغذية المخزنة بشكل غير صحيح – ، حسب NCI.

الأعراض

لا يعاني معظم الأشخاص في المراحل المبكرة من سرطان الكبد البدئي من أيّ أعراض أو علامات، كما يصرّح الدكتور ديفيد بيرنشتاين رئيس قسم أمراض الكبد في النظام الصحيّ اليهودي في نورث شور لونغ آيلاند.

وقال بيرنشتاين: «إنّ أكثر أعراض سرطان الكبد شيوعًا هو عدم وجود أعراض».

يمكن أن تشمل الأعراض إذا ظهرت، كتلة صلبة أو ألمًا على الجانب الأيمن من البطن، تورّمًا في البطن، فقدان الشهيّة، فقدان الوزن غير المبرر، الغثيان واليرقان.

التشخيص والاختبارات

قد يكون الأطباء الذين يجرون فحوصات سريريّة روتينيّة قادرين على اكتشاف الكبد المتضخّم واللين، ويمكنهم كذلك تأكيد نتائجهم من خلال التصوير بالموجات فوق الصوتيّة للبطن والتصوير الطبقيّ المحوريّ، وفقًا للمعهد الوطني للصحة (NIH).

كما صرّح بيرنشتاين لـ “لايف ساينس”: «إنّه شكلٌ مختلف عن معظم السرطانات الأخرى، حيث يمكننا وضع التشخيص بشكل عام دون إجراء خزعة كبديّة».

مع ذلك، قد يكون تضخّم الكبد ووظائف الكبد غير الطبيعيّة مؤشرًا على أمراض الكبد الأخرى.

لذا سيحتاج الطبيب لتضييق نطاق التشخيص عن طريق إجراء المزيد من الاختبارات مثل خزعة الكبد، إذ يتمّ إزالة عينة من أنسجة الكبد وفحصها للتحقق من نمو غير طبيعي.

«يمكن للأطباء أيضًا استقصاء تحليل الواسمات الورميّة، مثل ألفا فيتو بروتين (AFP)». أضاف برنشتاين.

AFP هو بروتين ينتجه الجنين عادةً ولكنّ يمكنه أن يشير إلى وجود سرطان كبد (HCC) إذا وُجِدَ لدى البالغين.

يمكن لتحليل AFP أن يشير أيضًا إلى كون الشخص حاملًا أو مصابًا بأنواع أخرى من السرطان.

إذا تمّ تشخيص إصابة المريض بسرطان الكبد، قد يلزمه إجراء المزيد من الاختبارات لمعرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

العلاج والدواء

بالإضافة إلى العلاجات المختلفة التّي تجري دراستها حاليًا في التجارب السريريّة، فإنّ العلاجات الشائعة المتوفرة لمكافحة سرطان الكبد هي الجراحة، والعلاج الشعاعيّ والكيميائيّ.

تعتمد طريقة العلاج على نوع ومرحلة السرطان التّي يتمّ علاجها، وفقًا للمعهد الوطنيّ للسرطان.

تسرد القائمة التالية بعض طرق العلاج الممكنة:

الطريقة الاستئصاليّة: هو العلاج الذي يدمّر أو يزيل الأنسجة السرطانيّة.

يُعتبر (الاستئصال بالترددات الراديويّة – Radiofrequency ablation) خيارًا قليل الغزو، حيث يستخدم الطبيب إبرةً كهربائيّةً لتوفير موجات راديويّة عالية الطاقة لتسخين الخلايا السرطانيّة وقتلها.

بالنسبة للمرضى المصابين بسرطان الكبد في المراحل المبكرة، قد تشمل الجراحة استئصال الكبد الجزئيّ، حيث تتمّ إزالة الجزء المريض من الكبد، أو إجراء جراحة زراعة الكبد إذ يتمّ إزالة الكبد بالكامل واستبداله.

للقيام بزراعة كبد، سيحتاج المريض إلى متبرّع لديه نفس فصيلة الدم وصاحب كبد بنفس الحجم تقريبًا، كما يقول بيرنشتاين.

التشعيع الخارجيّ – وهو الشكل الأكثر شيوعًا من العلاج الإشعاعيّ – يستخدم الأشعة السينيّة أو غيرها من الأشعة عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانيّة وتقليص حجم الأورام، وفقًا للمعهد الوطنيّ للسرطان.

هناك أيضًا علاج إشعاعيّ داخليّ، حيث يتمّ غلق المادة المشعة بأُبر أو أسلاك أو قثاطر ثمّ تُوضَع في مكان قريب من الورم.

العلاج الكيميائيّ يستخدم العقاقير لقتل أو إبطاء نمو الخلايا السرطانيّة بشكل مؤقت.

إطلاق الدواء قد يكون من خلال مضخّة مزروعة، حقنة في الوريد أو الشريان الكبديّ بهدف توصيل تركيز عالٍ من الأدوية مباشرةً إلى الخلايا السرطانيّة في الكبد، وفقًا للمعهد الوطنيّ للسرطان.

بالنسبة للمرضى الذين لا يستطيعون الحصول على علاج استئصاليّ أو عمليّة جراحيّة لإزالة الأنسجة السرطانيّة، والذين لم تنتشر أورامهم خارج الكبد، قد يُعتبَر (التصميم – embolization therapy) خيارًا، وفقًا لـ NCI.

في هذا العلاج، تمنع أو تقلل المواد تدفق الدم عبر الشريان الرئيسيّ لتجويع الورم للأكسجين والمغذيات والتّي يحتاجها للنمو.

الوقاية

يمكن لتضرر الكبد لفترة طويلة نتيجة لالتهاب الكبد أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد.

أظهرت اللقاحات أنّ التطعيمات ضد التهاب الكبد B وسيلة فعّالة لمنع HCC. (لا يوجد لقاح للوقاية من التهاب الكبد الوبائيّ C).

طرق تجنّب الإصابة بالتهاب الكبد الوبائيّ C تشمل تجنّب الأدوية الوريديّة، ممارسة الجنس الآمن، الحصول على الوشم (والنقب – piercings) من محلات نظيفة حسنة السمعة، وفقًا لمايو كلينك.

بالنسبة لبعض المرضى الذين يعانون من مخاطر عالية والالتهابات الكبد المزمنة من النوعين B وC، العدوى أو فحص تشمّع الكبد قد تكون ممكنة.


  • ترجمة: كنان مرعي
  • تدقيق: آية فحماوي
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر
  • مصادر إضافية:
    المعهد الوطنيّ للسرطان لديه هنا المزيد من المعلومات حول الإحصاء، الوقاية، العلاج، التأقلم والبحث الجديد حول سرطان الكبد.
    استخدم هذا الدليل في جمعيّة السرطان الأمريكيّة لمساعدتك في العثور على أفضل علاج لسرطان الكبد في منطقتك.
    تعلّم المزيد عن زرع الكبد في هذا الدليل الذّي تقدمه مايو كلينك.