كما نعلم أنّ فيتامين B12 موجود في العديد من اللّحوم والمنتجات اليوميّة والّذي يؤخذ أيضًا لتحسين الوظائف الدّماغيّة وتجنّب خطر فقر الدّم.

لكن من المحتمل أن يقوم هذا الفيتامين بتغيير التّركيب الجيني لبكتيريا موجودة في الوجه مؤدّيًا إلى حدوث التهاب سريع وظهور بثور وفقًا لدراسة أجريت عام 2015.

حبّ الشّباب أحد أنواع الالتهابات الّذي لا يوجد فقط في حالة المراهقة، إذ نلحظه أيضًا في فئات عمريّة أخرى.

في الحقيقة إنّه يصيب العديد منّا في فترة محدّدة، وما نسبته 80% من الأشخاص في الأعمار بين 11 و30 حول العالم يلاحظون بدء ظهوره عند نقطة زمنيّة محدّدة.

ويعاني الأقل حظًّا منّا من تلك الكتل والنّتوءات في عمر الأربعينيّات والخمسينيّات، والأسوأ من وجود تلك البثور في وجوهنا هو أنّ العلماء لا يعرفون أسبابها وكيفيّة الوقاية منها.

وللتّحري عن سبب هذه المشكلة قامت الباحثة عالمة العقاقير الجزيئيّة في جامعة كاليفورنيا – لوس أنجلس هيينغ لي وفريقها بالتّركيز على ارتفاع نسبة الفيتامين B12 وعلاقتها بحب الشّباب معتمدين على بحث أجري منذ ستّة عقود ربط بين ارتفاع هذا الفيتامين بحالات أشدّ أو أكثر تقدّمًا من هذا المرض.

وقد أخبرت لي عام 2015: «ورد في مرّات عديدة أنّ الأشخاص الّذين يتناولون B12 يظهر لديهم حبّ الشّباب».

و لإجراء البحث قاموا أوّلًا بتحديد الطّريق الجزيئي لإنتاج فيتامين B12 في البكتيريا الجلديّة Propionibacterium acnes وقارنوه بين ذوي الجلد السليم وذوي الجلد المصاب بحبّ الشّباب فوجدوا تناقص اصطناع فيتامين B12 في هذه البكتيريا عند المصابين بحبّ الشّباب مقارنة بذوي الجلد الصّافي السّليم.

وكانت الخطوة الثانية التي أجروها هي اختبار تأثير زيادة تناول B12 من المصادر الاعتيادية على مستويات B12 المنتج طبيعيًّا في تلك البكتيريا، فقاموا بجمع عشرة متطوعين من ذوي الجلد الصّافي والسّليم وطلبوا منهم تلقي حقن B12.

وكما نشرت جينيفر عباسي في مجلة لايف سينس: «لقد أثبت البحث أنّ تناول B12 من المكملات أو المصادر الاعتيادية قد ثبّط تعبير الجينات المسؤولة عن تصنيع الفيتامين في بكتيريا الجلد Propionibacterium acnes وانخفض التّعبير عن هذه الجينات إلى مستويات مشابهة لتلك في المرضى المصابين بحبّ الشّباب».

وبالتالي نستنتج أنّه بالحصول على فيتامين B12 من مصادر خارجيّة نقلّل مستوى اصطناعه في البكتيريا Propionibacterium acnes ما يؤدّي إلى عدم توازن يقود إلى ازدياد خطر حبّ الشّباب.

وكما ذكر في المقال الّذي نشر في Science Translational Medicine أنّ أحد المتطوّعين من ذوي الجلد الصّافي السّليم ظهر لديه حبّ الشّباب بعد أسبوع من تلقّي الحقن.

عندما قامت لي وفريقها بدراسة التعبير الجيني في البكتيريا، غدا التعبير الجيني لتلك في الّذين حُقنوا بالفيتامين B12 بعد 14 يومًا مشابهًا له في المصابين بحبّ الشّباب.

و تابع الفريق بحثه بإجراء التّحاليل المخبريّة وإضافة B12 إلى البكتيريا Propionibacterium acnes وقد نشرت مجلّة لايف سينس أنّ البكتيريا قد استجابت وأنتجت مركّبات تسمّى البورفيرينات والمعروف عن هذه المركّبات أنها تسبّب نوعًا من الالتهابات الّتي ذكرت أبحاث سابقة أنّها توجد في حالة حبّ الشّباب.

وقد أخبرت لي بأنّهم قد وجدوا أنّ الرّابط القويّ بين B12 وحبّ الشّباب هو بكتيريا الجلد Propionibacterium acnes.

ولكن عليك أن تنتبه قبل أن تتوقّف عن تناول مضافات B12 أو اللّحوم، الأسماك، الدّوجان، البيض والحليب (الأطعمة الغنيّة بفتيامين B12) تذكّر أنّ هذه الدّراسة ليست سوى دراسة صغيرة وليس هناك الكثير من الأبحاث لنحسم الأمر ولكن يعدّ فيتامين B12 نقطة مركزيّة ومثيرة للاهتمام في أبحاث قادمة.


  • ترجمة: رهف السّيّد.
  • تدقيق: جعفر الجزيري.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر