يَتطلّع العلماء إلى تطوير خيارات العلاج الخلويّ للناجين من النوبات القلبيّة، ولذلك قاموا بتصميم رُقعَة بإمكانها دمج الخلايا العلاجيّة مع النسيج القلبيّ الحي.

تتميز هذه الرُقْعَة بوجود مجموعة مُرتَّبة من الإبر المجهريّة الثاقبة لتوصيل الخلايا العلاجيّة بالنسيج القلبيّ المُصاب، ولم يتم التحقُّق من نجاح هذه التجربة على القلب وهو بداخل جسم الإنسان حتى الآن.

عندما اختبِرَت هذه الطريقة العلاجيّة الجديدة على الفئران والخنازير الذين عانوا من نوباتٍ قلبيّةٍ حادّة، ساعدت الرُقعَة المُستخدَمة في تعزيز الشفاء من النوبة القلبيّة عن طريق تعزيز نمو النسيج القلبيّ، وتقليل حجم الندبات الناتجة عن الإصابة، وزيادة وظائف القلب.

تُشير هذه النتائج إلى أنّ الرُقَع المُشتَقَة من الخلايا القلبيّة السَدَويّة (cardiac stromal cells – CSC)
من الممكن أن تكون نموذجًا واعِدًا من نماذج العلاج القلبّي المستخدم لدى البشر، وذلك بعد إخضاعها لتجارب أكثر.

يُعاني أكثر من 600 ألف شخص في الولايات المتحدة من النوبات القلبيّة سنويًّا، وحوالي 36% من الناجين منهم يكونون أكثر عرضةً للسكتات القلبيّة في المستقبل.

يُعدّ العلاج الخلويّ من أهم الطرق الجديدة لتطوير خيارات العلاج للناجين من النوبات القلبيّة، ولكن مؤخرًا، انخفض مُعدل ثبات الخلايا في العديد من الوسائل العلاجيّة المُستخدَمَة لتوصيل الخلايا لمكان تثبيتها
.(delivery routes)

وللتغلب على هذا العائق، ابتكر جونان تانج وزملاؤه رُقَعًا من الإبر المجهريّة تساعد في التجدُّد العلاجي للقلب.

هذه الإبر المجهريّة – ملائمة للحياة وغير ضارة للأنسجة – بإمكانها اختراق الجلد والعمل كقنوات توصيل بين الرُقَع العلاجيّة المحمولة على الإبر والقلب، ومن ثمّ نقل الخلايا القلبيّة السَدَويّة من الرُقْعَة إلى المنطقة المصابة من القلب لإصلاحها.

عند إجراء التجربة على فأر يُعاني من نوبةٍ قلبيّة، دَمَجَ الباحثون رُقعَةً حجمها 0.5 سنتيمتر من الإبر المجهريّة مع 0.5 سنتيمتر من الخلايا القلبيّة السَدَويّة الخاصة بالفئران، ثم قاموا بوضعها مباشرًة على المنطقة المُصابة من قلب الفأر أثناء قيامهم بجراحة قلب مفتوح.

ساعد العلاج باستخدام هذه الرُقعَة على تقليل معدل موت الخلايا القلبيّة، وتعزيز نمو الخلايا العضليّة في القلب، بالإضافةِ إلى نمو نسيج قلبيّ جديد.

أيّدَ الباحثون فاعلية أداتهم الجديدة بتجربتها على الخنازير، لأنّها تمتلك دورةً دمويّة مشابهه لتلك الموجودة لدى البشر.

وأكد هذا الاختبار على أنّ الخلايا القلبيّة المحمولة على رُقَعٍ من الإبر المجهريّة آمنة تمامًا وملائمة للحياة وغير ضارة بالأنسجة.

ووفقًا لما قاله تانج ات آل فإنَّ الأبحاث المستقبليّة يجب أن تُركّز على تقليل الطرق الجائرة المُستخدَمة لتوصيل هذه الرُقَع العلاجيّة إلى قلب المريض، بدلًا من إجراء جراحة قلب مفتوح.


  • ترجمة: مايكل ممدوح
  • تدقيق: م. قيس شعبية
  • المحرر: ماتيو كيرلس
  • المصدر