1- الوقت موجود:

لا بد ان هذا السؤال هو من اكثر الاسئلة التي تطرح عن “الوقت”.

بالطبع الوقت موجود، وإلا كيف لنا أن نضبط ساعات التنبية الخاصة بنا؟ الوقت ينظم الكون إلى سلسلة مرتبة من اللحظات، وهذا لحسن الحظ; تخيلوا مدى الفوضى التي كانت لتحدث لو أن كل لحظة مختلفة عن الأخري؟ السؤال الحقيقي هو ما اذا كان الوقت شيء أساسي أم لا، أو حتى شيء طارىء.

نحن كنا نعتقد أن درجة الحرارة جزء اساسي من الطبيعة، ولكننا الآن نعرف أنها تخرج من حركة الذرات، اذاً عندما يتعلق الامر بما اذا كان الوقت هو أيضاً جزء اساسي من الطبيعة أم لا، الإجابة هي: لا احد يعرف.

رهاني الشخصي هو “نعم”، ولكننا نحتاج أن نفهم الثقالة الكمومية (هي نظرية توحّد بين القوى الأربعة الاساسية:

الكهرومغناطيسية، القوى الننوية الضعيفة، القوى النووية القوية، والجاذبية) بشكل جيد قبل أن نقول اننا متأكدين من الأجابة إلى حد اليقين.

2- الماضي والمستقبل موجودين في نفس اللحظة:

لم يتم قبول هذه النقطة بشكل كبير، ولكن هي بالفعل تستحق الجدل.

شيء حدثي أن نعتقد أن الحاضر هو حقيقي وموجود، وأن الماضي انتهى وموجود في الكتب فقط، وأن المستقبل لم يآت قط.

ولكن الفيزياء تخبرنا بشيء ملحوظ: الماضي والحاضر والستقبل موجودين في نفس اللحظة الراهنة.

هذا أمر صعب رؤيته في الحياة اليومية، نظراً لأننا لسنا قريبين من معرفة كل شيء عن الكون في أي لحظة، ولن نكون أبداً، لكن المعادلات لا تكذب.

3- الجميع يشعرون بالوقت بطريقة مختلفة:

وهذا صحيح على مستوى كل من الفيزياء والبيولوجيا.

حسب الفيزياء، لقد كانت لدينا رؤية السير إسحق نيوتن عن الزمن، والتي كانت عالمية ومشتركة من قبل الجميع.

ولكن بعد ذلك جاء اينشتاين، وأوضح أن الوقت المنقضي ما لشخص يعتمد على الكيفية التي ينتقل بها عبر الفضاء (وخصوصا بالقرب من سرعة الضوء)، وكذلك في مجال الجاذبية (خصوصا إذا كان بالقرب من ثقب الأسود).

من وجهة نظر البيولوجية أو النفسية، فالوقت الذي يقاس بالساعات الذرية ليس مهم بقدر الوقت الذي يقاس بالحالات الداخلية لدينا وتراكم الذكريات.

ومن ثم يشعر كل شخص بالوقت اعتمادا على من نحن وما الذي نعاني منة.

فمثلاً، عندما نكون أكبر في السن، نشعر بان بالوقت يتحرك بسرعة أكبر.

4- انت تعيش في الماضي:

حوالي 80 ميلي ثانية في الماضي، على وجة الدقة.

استخدم يد واحدة لتلمس أنفك، واليد الأخرى لتلمس قدمك في نفس الوقت بالضبط، سوف تشعر وكأنهم في نفس الوقت بالضبط، ولكن هناك شيء غامض، لان الاشارة العصبية يجب ان تاخذ وقتا اكبر بالسفر من قدمك الى دماغك مقارنة بالوقت الذي تاخذه من أنفك إلى دماغك.

ببساطة، فإن وعينا الخاص يأخذ بعض الوقت لكي يستوعب، ودماغك ينتظر كل هذه العمليات ذات الصلة قبل أن يشعر بالحاضر، وأظهرت التجارب أن الفرق بين حدوث الشيء والشعور بة هو 80 ميللي ثانية.

5- ذاكرتك ليست جيدة كما تعتقد:

عندما تتذكر حدث في الماضي، فان دماغك يستخدم تقنية مماثلة جداً لتخيل المُستقبل.

هذه العملية مماثلة قليلاً لعملية إعادة تشغيل شريط فيديو قد رايته مسبقا، بل مماثلة أكثر لعملية تشغيل لعبة من برنامج نصي.

اذا كان البرنامج به شيء خطأ لأي سبب كان، سيكون لديك ذاكرة مزيفة ومجرد شبيهة لذكريات حقيقية.

6- الوعي يعتمد على التلاعب بالوقت:

العديد من القدرات المعرفية مهمة للوعي، ولكنن ليس لدينا الآن صورة كاملة عن الموضوع، ولكن من الواضح أن القدرة والإمكانية على التلاعب بالوقت هي ميزة مهمة وحاسمة.

وعلى النقيض من الحياة المائية والحيوانات البرية، التي تعتمد على المجال الحسي القائم على الرؤية التي تمتد لمئات الأمتار، فنحن لدينا الوقت للتفكير في مجموعة متنوعة من الإجراءات والمواضيع واختيار أفضل واحد.

أصل قواعد اللغة سمحت لنا أن نتحدث عن مثل هذه العقود الافتراضية الآجلة مع بعضنا البعض.

أن الوعي لا يكون ممكنا من دون القدرة على تخيل أوقات أخرى.

7- تزداد الفوضى بمرور الوقت:

الذاكرة، والشيخوخة، والسببية، الإرادة الحرة – هو حقيقة أن الكون آخذ في التطور من نظام إلى فوضى.

الإنتروبيا في ازدياد (الانتروبيا هي الانتقال من النظام إلى الفوضي بمرور الوقت) مثلما نقول نحن الفيزيائيون.

هناك طرق كثيرة للفوضى العارمة ( الانتروبيا العالية) اكثر من طرق الوضع العادي (الانتروبيا المنخفضة).

اذاً زيادة الانتروبيا هو شيء طبيعي، ولكن لشرح الانتروبيا المنخفضة في الماضي نحن بحاجة للعودة إلى وقت الانفجار العظيم.

ولكن نحن مازلنا لا نملك اجابة للسؤال الصعب : لماذا كانت الانتروبيا ضعيفة قرب الانفجار العظيم؟ وكيف أن زيادة الانتروبيا لها علاقة بالذاكرة والسببية وكل ماسبق؟

8- التعقيد يآتي ويذهب:

البعض من الناس، ومعظم الناس بالأصح ليس لديهم صعوبة في تقدير الفرق بين “النظام” (الانتروبيا المنخفضة) و “التعقيد”.

الانتروبيا في ازدياد ولكن التعقيد سريع الزوال، ولكن الانتروبيا تزيد وتنقص بطرق معقدة، جزء من موضوع الهياكل المعقدة للكائنات هي نتيجة لزيادة الانتروبيا في أصل الحياة.

ولكننا بعيدون عن الفهم الكامل لهذه الظاهرة الحاسمة لكل شيء.

9- الشيخوخة يُمكن عكسها:

كلنا ننموا ونكبر، وهذا أيضاً جزء من الإتجاة العام نحو الفوضى المتزايدة، ولكن الانتروبيا عندما تزداد، تزداد في الكون كله وليس كل قطعة فردية منة.

ان عكس سهم الزمن هو التحدي التكنولوجي، وليس بشيء مستحيل.

ونحن بالفعل نحقق تقدماً ملحوظاً على عدد من المجالات: الخلايا الجذعية، الخميرة.

وأيضاً (مع المحاذير) في مجال الأنسجة العضلية للفئران والبشر.

وكما اخبرني عالم بايولوجي من قبل “أنت وأنا لا نريد أن نعيش إلى الأبد، ولكن مانفعلة هذا هو لأحفادنا، وأنا لا أضع أي رهانات”.

10- العمر هو عبارة عن مليار دقة قلب:

الكائنات الحية المعقدة تموت.

شيء محزن على الرغم من أن هذه حالات فردية، ولكنها جزء ضروري من الصورة الأكبر.

الحياة تضحي بالقديم لإفساح المجال للجديد.

بشكل ملحوظ، توجد قوانين تحجيم بسيطة متعلقة بعمر الحيوان وكتلة الجسم.

الحيوانات الكبيرة يعيشون حياة أطول.

لكنها أيضا تمر بتقلبات، كما انها تحظى بمعدل أبطأ من ضربات القلب.

ولكن هذه الأسباب ليس لها تأثير، حتى أن الحيوانات من الزبابة إلى الحيتان الزرقاء لها أعمار من عدد متساو من دقات القلب – حوالي واحد ونصف مليار، بشكل أوضح، جميع أنواع الحيوانات تمر “بنفس المقدار من الوقت.”


  • ترجمة: يوسف مجدي
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر