في وقت مبكر من هذا العام، أزال ستة أطباء أطفال رأس لعبة ليغو، وابتلعوا الرؤوس بعدها.

قام الأطباء بذلك للإجابة على سؤال علميّ: كم يتطلب الوقت لتكوين الغائط؟

وكانت الإجابة، لأولئك المنتظرين للمعرفة، تتراوح بين يومين إلى ثلاثة أيام. يعلم الباحثون ذلك لأنهم فرقوا كل قطعة براز بعد ابتلاع الرأس، حتى ظهرت أخيرًا الرؤؤس الصفراء سيئة الحظ فيه.

يمكنك قراءة هذا المقال كاملًا في عدد 22 نوفمبر من مجلة طب الأطفال Journal of Paediatrics and Child Health، جاء المقال بعنوان: «كل شيء على ما يرام: لا تنسَ الليغو».

قالت الطبيبة تيسا دافيس، استشارية طب طوارئ الأطفال في المستشفى الملكيّ بلندن وواحدة من الذين أجروا الدراسة: «هذه الدراسة كانت على سبيل الدعابة في مقتبل الكريسماس، ولكننا نستقبل العديد من الأطفال كل يوم بسبب ابتلاعهم أجسام غريبة».

طبقًا لتقرير صادر عام 2006، في مجلة Current Opinion in Pediatrics، يبتلع نحو 100 ألف شخص في الولايات المتحدة أشياء غير قابلة للهضم كل يوم، وتحدث 80% من هذه الحالات في الأطفال بين أعمار 6 شهور و3 سنوات.

يبتلع البعض أشياء مثل البطاريات أو أدوية شخص آخر، وذلك يسبب مخاطر على الصحة يتطلب تدخلًا طبيًا.

وكانت الأشياء الأكثر شيوعًا التي يبتلعها الناس هي العملات المعدنية وأجزاء الألعاب الصغيرة، وتلك تعبر خلال الجهاز الهضمي للمريض دون أن تسبب مشكلة.

تقول دافيس أنه بالكاد يوجد أي مصنفات علمية تتناول التأثير المحدد للأشياء التي يبتلعها الأطفال والبالغين.

ولملئ تلك الفجوة البحثية بأبسط طريقة ممكنة، قامت دافيس وزملاؤها في أستراليا والمملكة المتحدة بابتلاع رأس اللعبة وانتظار خروجها.

كان الحدث تناسقيًا، حيث ابتلع كل باحث رأس واحدٍ من لعبة الليغو في الصباح الباكر هذا العام.

وقبل ثلاث أيام احتفظ كل مشارك بجزء تفصيلي من البراز لملاحظة مدى صلابته وتحرك الأمعاء.

ولكي يقوموا بفعل ذلك، استخدموا نظام تقييم أسموه مقياس مرور صلابة البراز. وبعد ابتلاع رؤوس الليغو، تابع كل باحث هذا المقياس وقيَّموا حركة الأمعاء حتى استعادوا كل رأس بنجاح من الجانب الآخر (مع استثناء واحد).

كانت طريقة استعادة الرأس مفتوحة لتفضيل الباحث. كانت الأكياس البلاستيكية وسيلة شائعة، استخدم بعض الأطباء مُنزلات اللسان والبعض الآخر استخدم العيدان. واستخدمت دافيس القفازات وأكياس القيء.

ولحسن الحظ، احتاجت دافيس إلى كيسين من أجل استعادة رأس الليغو، لذلك استغرقت من الأيام 1.42 يومًا.

وجد اثنان من المشاركين الرؤوس بعد حركة واحدة للأمعاء (والتي حدثت بعد 27 إلى 32 ساعة بعد البلع)، بينما وجد اثنان آخران بعد ثلاث مرات للتبرز. وواحد من غير المحظوظين منهم لم يجد الرأس أبدًا، وتقول دافيس: «لقد احتاج أن يبحث في البراز لمدة أسبوعين».

ما الذي يقوله لنا هذا البحث؟ إنه يقترح أن ابتلاع رأس الليغو ليس مضرًا للغاية، أو على الأقل لن يضر البالغ الصحيح. وعندما قارن الباحثون البراز قبل وبعد ابتلاع الليغو لم يجدوا فرقًا جوهريًا.

(يقترح الباحثون أن هذا لم يسبب ضررًا بسبب دوران رأس الليغو مما ساعد مرورها بسلاسة في الأمعاء. بينما إذا كانت المادة حادة فستسبب تلفًا داخليًا أو انسدادًا).

الأمر الثاني، أننا تعلمنا أن محاولة البحث عن شيء في برازك أو براز شخص آخر هو أمر صعب ومقرف وربما لا يجب أن يفعله أحد في المنزل.

تقول دافيس: «إذا كان من الصعب على الأطباء ذوي شهادات الدكتوراه أن يجدوا شيئًا في برازهم فلا نتوقع من الآباء أن يفعلوا ذلك مع براز أطفالهم».


  • ترجمة: محمد إيهاب
  • تدقيق: مرح منصور
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر