Hairless-site

لا أحد يود أن يفقد شعره، الحقيقة المحزنة أنّ بعضنا سوف يفقده يوما ما، ولكنّنا نودّ أن نعلمكم أنّ هنالك أخبارًا سعيدة تلوح في الأفق لأولئك الذين يعانون من الصلع.

دراسة جديدة أظهرت أنّ نزع الشعر القريب من بعضه بطريقة محدّدة تحرّض نمو شعرات جديدة.

قام  بتلك الدراسة فريق من الباحثين من جامعة كالفورنيا الجنوبية في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أظهرت أنّه عند انتزاع مئتي شعرة –الواحدة بعد الأخرى –من ظهر فأر بكثافة و ترتيب محدد، نَمَت 1200 شعرة جديدة في تلك المنطقة، وهذا ما يعادل خمسة أضعاف ما تم اقتلاعه.

تمّ نشر النتائج في مجلة Cell Journal، وهذه الدراسة تمهّد الطريق لاكتشاف علاجات جديدة للصلع و مرض الثعلبة.

أظهرت دراسات سابقة أن 50% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 40 والـ 49 قد يعانون من أحد أشكال الصلع، وهناك نوع  من الصلع يكون سببه ارتفاع معدّلات هرمونات الذكورة أو الإندروجينات ويدعى بالثعلبة الإندروجينية androgenic alopecia ، وهذه الأخيرة تصيب 6.5 مليون رجل تقريبًا في المملكة المتحدة وحوالي 35 مليون رجل في الولايات المتحدة الأمريكية.

إذاً كيف لشعرة منزوعة واحدة أن تحرِّض ظهور براعم لخمسة شعرات جديدة؟ هذا الكلام يبدو جيِّدا في حال كان صحيحاً.

يقول الباحثون أن الصدمة التي تحدث بسبب نزع الشعر تؤدي إلى حصول رد فعل مناعي، فإنّ الجريبات الشعرية الموجودة في الجلد تطلق رسائل استغاثة على شكل بروتينات التهابية، وهذا ما يدفع الخلايا المناعية إلى الاندفاع إلى موقع الإصابة (موضع نزع الشعر).

“لقد اكتشفنا كيف يحصل التواصل في الجسم عندما يتم اقتلاع الشعرة “يقول عالم الرياضيات فيليب موري الذي شارك في إعداد الدراسة .

إنّ إعادة تشكّل الشعر يعتمد بشكل كبير على طريقة انتزاعه فعندما قام الفريق بنزع 200 شعرة من ظهر فأر من منطقة يتجاوز قطرها الـ 6 ملم لم يلاحظوا أي نمو جديد.

بينما عندما أعادوا التجربة، وقاموا بانتزاع الشعر بشكل إفرادي الواحدة تلو الأخرى من مناطق دائرية يتراوح قطرها بين الـ 3 إلى الـ 5 ملم لاحظوا نموًا جديداً لحوالي 450 إلى 1300 شعرة، وفي بعض الحالات نما شعر جديد خارج المنطقة التي نزع منها.

مؤلفو الدراسة يعتقدون أنّ الجريبات الشعرية لا تستجيب بشكل بسيط وإفرادي لنزع الشعر،وإنما تتواصل فيما بينها لتعطي قرارًا جماعيًا عن مستوى الاستجابة المناعية اللازمة.

وبتلخيص لما سبق: عندما تكون الجريبات الشعرية بعيدة عن بعضها البعض فإنها لن تتمكن من العمل مع بعضها والتواصل كفريق وبالتالي ما من استجابة مناعية أَي ما من نمو لشعر جديد، بينما عندما يتم نزع الشعر على مسافة صغيرة فإن الجريبات تكون قريبة من بعضها وتستطيع العمل سويةً  لتوليد استجابة مناعية قوية تحفّز الظهور من جديد.

يقول عالم البيولوجيا والتطّور تشينغ مينغ شونغ  وهو من قاد الدراسة  أنّ النتائج قد يكون لها تأثيرات واسعة على الطب الحديث.

هذه التأثيرات هي أنّ عمليات مماثلة للعملية السابقة (تعتمد على نفس المبدأ) قد تكون فعّالة أيضا في آلية عمل الأعضاء أو الأمراض التي تصيبها، على الرغم أنّه ليس من السهل ملاحظتها كما في تجدّد الشعر.

لم يتوصّل العلماء بعد للطريقة التي سيحوِّلون فيها هذه الدراسة من كلام نظري أنيق إلى علاج للصلع .ولكننا نستطيع أن نحلم.

[divider] [author ]إعداد: رغد سليمان[/author] [divider]

المصدر | البحث