لا تشرب الماء ، قد تكون هذه النصيحة جيدة لتقليل خطر إصابتك بالأمراض و العدوى من البكتيريا في بعض المناطق ولكنها قد لا تكون كافية ، إذ يمكن القول أيضًا حاول ألا تستنشق رذاذ الماء ، وذلك وفقًا لباحثين من ولاية أريزونا وجامعة دريكسيل . فقد أُلقي الضوء في بحث نُشر مؤخرًا في مجلة Environmental Science & Technology على كيفية انتشار هذه الأمراض في البلاد عن طريق رذاذ الماء الحاوي على البكتيريا، كالرذاذ الموجود خلال الاستحمام، أو عند استعمال الأحواض، أو المياه في المرحاض .

كيري هاميلتون Kerry Hamilton، أستاذ مساعد في كلية Ira A. Fulton Schools للهندسة في جامعة ولاية أريزونا، وباحث دكتوراه سابق في دريكسيل، وأجرى بحثًا عن (الفيلقية المستروحة – (Legionella pneumophila حيث يمكن أن تنمو هذه البكتيريا الرئوية وتنتشر في إمدادات المياه. قال هاميلتون: «إن معظم الناس في الولايات المتحدة يعتقدون أن لدينا قدرة السيطرة على مشاكل نوعية المياه ومياه الشرب إذ لا داعي للقلق بعد الآن، لكن أزمة المياه الأخيرة في فلينت بميشيجان الأميركية والتي نتج عنها تفشي (داء الفيالقة – (Legionnaires’ disease في أنحاء البلاد أظهرت أن الحال ليس كذلك». الفيلقية – (Legionella بكتيريا تسبب الالتهاب الرئوي (داء الفيالقة)، وهي مسؤولة عن عدد من حالات التفشي الأخيرة إذ يمكن أن تكون قاتلة بنسبة 10 – 25٪ من الإصابات، وذلك وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

رذاذ الماء

رذاذ الماء

وفي حين أنها تعتبر أحد الأمراض المميتة التي تنتقل عن طريق المياه في الولايات المتحدة، فإنها تنتشر عن طريق الاستنشاق، أو التنفس، وبهذا يجب علينا فهم البيئة بدقة أكبر والتي يمكن من خلالها زيادة خطر العدوى، إذ يحتاج الباحثون إلى تحديد الأماكن التي يتعرض فيها الناس للماء في الهواء. وأضاف هاميلتون: «لحماية الناس من العدوى، نحتاج أولًا إلى فهم المخاطر. إذا استطعنا أن نبني نموذجًا أفضل نستطيع به التنبؤ عن تغير وانخفاض جودة المياه في ظل ظروف مختلفة، يمكننا أن نحدد ونستهدف المصدر بشكل أكثر فعالية ونمنع تفشي الأمراض». بُحثت مجموعة متنوعة من العوامل التي تزيد خطر التعرض للعدوى كالاستحمام، أو استخدام أحواض المياه، أو حتى غسل المرحاض باستخدام المياه المحتوية على البكتيريا، وأُخذ بعين الاعتبار أيضًا أن الأشخاص الأكبر سنًّا، أو الذين لديهم مشكلة صحية يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى عند التعرض للفيلقية.

وهذه إحدى الدراسات الأولى التي تكشف عن كثب كيف يمكن للأماكن التي تتوفر فيها المياه بكثرة أن تزيد فيها احتمالية الإصابة بالعدوى، كالمباني المحاطة بالزرع والحدائق. قال تشارلز هاس Charles Haas، أستاذ الهندسة البيئية في كلية الهندسة في دريكسل، وكان أيضًا مشاركًا في هذه الدراسة: «وجدنا أن مخاطر الدش أعلى، ويرجع ذلك على الأرجح إلى مقدار الوقت الذي يتعرض فيه الشخص ل رذاذ الماء ، إذ لا تعتمد عوامل الإصابة بالعدوى على تركيز البكتيريا في المياه فقط، بل وقد توجد في المياه الراكدة ولكن لا تنتشر العدوى من خلالها بسبب عدم وجود رذاذها في الهواء. مع ذلك، ما زال وضع نماذج للفروق في تركيزات البكتيريا الفيلقية في المباني التقليدية والموفرة للمياه يمثل فجوة بحثية لا بد من استكمالها». يمكن أن يكون الخطر أكبر إذا تعرض الشخص إلى مصادر متعددة، أو عند انتشاره بين السكان الأقل قدرة على مقاومة العدوى.

وقد دوّن الباحثون تقييمهم باستخدام البيانات المتاحة عن كمية وحجم جسيمات رذاذ الماء لمجموعة متنوعة من الدش والصنابير والمراحيض. وفي حين أن هذه الدراسة تركز تحديدًا على بكتيريا الفيلقية المستروحة – Legionella pneumophila، فإنه يمكن من خلالها تقييم خطر التعرض لأي بكتيريا كامنة في مصادر المياه الداخلية، وبالتالي يمكن الاستفادة منها بشكل أوسع، كتحديد المستوى المقبول للبكتيريا في أنظمة المياه. وأضاف هاملتون: «إن مسؤولية وكالة حماية البيئة تنتهي في خط الملكية، وإن معظم إرشادات جودة المياه الداخلية للمباني لا تستند إلى أبحاث تقييم المخاطر».

ويمكن للفيلقية Legionella أن تتمكن من الوصول إلى تمديدات المياه المنزلية، خاصة في المنازل ذات نظام المياه المستقل والتي يمكن أن تركد فيها المياه أو تتجمد لفترات طويلة من الزمن، مثل المنازل الموسمية، أو المنازل الجديدة المصممة لكفاءة المياه، فيمكن أن تتشكل مستعمرات الفيلقية فيها. وأوضح هاميلتون: «هناك العديد من الإرشادات في إنشاء أنظمة المياه، ولكن لا يستند أي منها إلى المنطق التقني العلمي. تعتمد معظم الإرشادات على ما يقوم به الناس من الناحية العملية، بينما يكشف بحثنا عن التركيز المسموح اعتمادًا على مستوى الخطر لتقييم جودة المياه، من أجل إعطاء إرشادات أفضل لمراقبة جودة المياه في المباني».

ترجمة: أريج المالطي

تدقيق: فارس سلطة

المصدر

اقرأ أيضًا:

إذا تواجد مريض داخل طائرة، هل تصيب العدوى باقي المسافرين؟ هكذا تحرى العلماء الموضوع

لماذا من المهم تطعيم أو تلقيح الجميع وعدم استثناء أحد؟

العدوى الفطرية للاظافر الاعراض و الاسباب و العلاج و الوقاية