التغفيق أو النوم الانتيابي أو السبخ أو النوم القهري narcolepsy؛ اضطراب عصبي يفقد المصابون فيه القدرة على التحكم بالنوم و اليقظة ، يعاني الأشخاص المصابون بالسبخ من النعاس المفرط ومن نوبات متقطعة من النوم النهاري لا يُمكن السيطرة عليها، وقد تحدث هذه النوبات خلال أي نشاط في أي وقت من النهار. بدايةً، يدخل الجسد في دورة النوم النموذجية في المراحل المبكرة من النوم متبوعةً بمراحل نوم أعمق وفي النهاية (بعد حوالي 90 دقيقة) يدخل في طور يسمى (REM) وهو طور حركة العين السريعة.

يدخل الأشخاص الذين يعانون من السبخ أو النوم القهري مباشرةً في مرحلة (REM) خلال دورة نومهم، ويدخلون بها أيضًا بشكل دوري خلال أوقات اليقظة، وهذا ما يُفسر بعض أعراض السبخ؛ إذ إن نوم (REM) هو الطور الذي نرى فيه الأحلام ويحدث فيه شلل للعضلات. قد يظهر السبخ في أي عمر ولكنه يتضح عادةً بين [15-25] عامًا، وفي كثير من الحالات لا يُشخص؛ وبالتالي يستمر دون علاج.

السبخ النوم الانتيابي اليقظة النعاس المفرط حركة العين السريعة

السبخ

ما الذي يسبب السبخ ؟

السبب المباشر للسبخ غير معروف، ومع ذلك فقد أحرز العلماء تقدمًا ملحوظًا حيال اكتشاف جينات مرتبطة بقوة بحدوث هذا الاضطراب. تتحكم هذه الجينات بإنتاج مواد كيميائية مسؤولة عن دورة النوم واليقظة. يرى بعض الخبراء أن السبخ قد يكون ناجمًا عن نقص في إنتاج مادة كيميائية في الدماغ تُسمى (hypocretin).

علاوةً على ذلك، فقد اكتشف الباحثون وجود اختلالات في مناطق عديدة من الدماغ تشارك في تنظيم نوم (REM)، وهذه الاختلالات تُشارك على ما يبدو في تطور الأعراض. وفقًا للخبراء، فإنه من المرجح أن ينطوي السبخ على عدة عوامل تتفاعل فيما بينها لتسبب خللًا عصبيًا واضطرابات في نوم (REM).

ما هي أعراض السبخ ؟

النعاس المفرط أثناء النهار (EDS): يُؤثر هذا العرض بشكل عام على الأنشطة الاعتيادية اليومية سواء كان المريض المصاب بالسبخ ينال قسطًا كافيًا من النوم خلال الليل أم لا. يُعاني الأشخاص المصابون بأعراض (EDS) من تشوش ذهني، ونقص في الطاقة، وفقدان في الذاكرة، والاكتئاب، و/أو الإرهاق الشديد.

الجمدة أو الونى: يُعاني المصاب من فقدان مفاجئ في توتر العضلات؛ ما يُؤدي إلى الشعور بالضعف وفقدان السيطرة الإرادية على العضلات. يمكن أن تتراوح شدة الأعراض من الكلام المتداخل إلى السقوط أرضًا؛ وذلك بناءً على العضلات المصابة، وغالبًا ما تنجم عن الانفعال العاطفي الشديد كالمفاجأة أو الضحك أو الغصب.

هلوسات: عادة ما تكون هذه التوهمات حية ومخيفة، ذات محتوى بصري بشكل أساسي ولكن يمكن لأي من الحواس الأخرى أن تشارك في إحداثها. تُسمى بهلوسات نومية إن كانت تحدث عند الدخول في النوم، وهلوسات يقظة عندما تحصل خلال الصحو.

شلل النوم : يتضمن هذا العرض فقدان القدرة على الحركة أو الكلام خلال الدخول في النوم أو عند بداية الاستيقاظ وذلك بشكل مؤقت. عادة ما تكون هذه النوبات قصيرةً لثوان أو دقائق ويستعيد الأشخاص بعدها قدرتهم على الحركة والكلام بشكل كامل.

كيف يُشخّص السبخ ؟

يُشخص السبخ أو النوم القهري بالفحص السريري واستقصاء التاريخ الطبي الشامل بشكل أساسي، وبالرغم من ذلك فإن الأعراض المذكورة أعلاه ليست حكرًا على السبخ، فقد تحدث في حالات مرضية أخرى. يمكن إجراء العديد من الاختبارات التخصصية في عيادة اضطرابات النوم أو مختبر النوم وعادة ما تُطلب هذه التحاليل قبل وضع التشخيص النهائي. هناك اختباران أساسيان في تشخيص السبخ، وهما مخطط النوم المتعدد (PSG)، وكمونات النوم المتعددة (MSLT).

مخطط النوم المتعدد (PSG) اختبار يجرى خلال الليل بأخذ قياسات متعددة مستمرة خلال نوم المريض لتوثيق الاختلالات في دورة النوم. يكشف هذا المخطط عما إذا كان نوم (REM) يحضر خلال أوقات غير طبيعية من دورة النوم، وينفي التشاخيص التفريقية الأخرى. يُجری فحص (MSLT) خلال النهار لتحري ميل الشخص إلى النوم، ولتحديد تدخل عناصر نوم (REM) المعزولة في أوقات غير مناسبة من طور الاستيقاظ. يُطلب من الشخص كجزء من الاختبار أن يأخذ 4 أو 5 غفوات قصيرة بفاصل ساعتين بينها.

كيف يُعالج السبخ ؟

بالرغم من عدم وجود علاج شافٍ للسبخ، فمن الممكن السيطرة على الأعراض المعيقة للمرض مثل النعاس المفرط خلال النهار، وأعراض اختلالات نوم (REM) كالجمدة بوساطة العلاج الدوائي. يُعالَج النعاس بواسطة المنشطات المشابهة للأمفيتامين، بينما تُعالَج اختلالات نوم REM بواسطة مضادات الاكتئاب.

ظهر مؤخرًا دواء -تمت الموافقة عليه طبيًا- يُدعى (Xyrem)، يساعد المصابين بالسبخ والجمدة على نيل قسط أفضل من النوم خلال الليل؛ ما يخفف من شعورهم بالنعاس خلال النهار. ومن الجدير بالذكر أن العلاج الطبي يسيطر على الأعراض ولا يشفيها تمامًا في الحالات المتقدمة من السبخ.

يلعب نمط الحياة دورًا هامًا في التخفيف من شدة الأعراض، فيُنصح بتجنب الكافيين والكحول والوجبات الثقيلة والنيكوتين، وتنظيم مواعيد النوم، وأخذ غفوات متعددة مدتها [10-15] دقيقة خلال النهار، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية، وتنظيم مواعيد الوجبات.

اقرأ أيضًا:

ترجمة: رغد القطلبي
تدقيق: تسنيم الطيبي

المصدر