من الممكن أن يكون قمر كوكب الأرض فريدًا في الكون . محاكاة جديدة تُظهر أن قمر كوكب الأرض ليس فريدًا في النظام الشمسي فقط؛ بل أيضًا فريدٌ في الكون كله. كشف بحث أنه من الممكن أن أقل من 10% من الكواكب الصخرية تمتلك قمرًا كبيرًا كفاية لتزويدها بالاستقرار الذي تحتاجه الحياة كي تتطور. تدور الأرض حول محورها المداري مغيرة زاويتها تجاه الشمس –انحرافها- بأكثر من درجة بقليل على مدار آلاف السنين، تلك التغيرات البسيطة كانت خطيرة كفاية لتُسبب المد والجزر للعصور الجليدية.

منذ فترة طويلة والقمر متعارف عليه كمثبت هام لمحور الأرض المداري، وبدونه يتوقع الفلكيون أن ميل الأرض يمكن أن يتفاوت إلى 85 درجة. في مثل هذا السيناريو، تتقلب الشمس ما بين أن تكون مباشرة فوق خط الاستواء إلى مباشرة فوق القطبين على مدى بضعة ملايين من السنين، وهو تغيير قد يؤدي إلى تحولات مناخية هائلة. تأثيرات كهذه لديها القدرة للتأثير على تطور الحياة.

قمر كوكب الأرض النظام الشمسي الكون

قمر كوكب الأرض

تكوُّن القمر

كما هو الحال، قمر الأرض فريد في النظام الشمسي ؛ إن نسبة كتلة الكوكب إلى القمر أكبر بحوالي مئة مرة بالنسبة للأرض مقارنة بالمريخ وأقماره. استخدمت الكواكب الأخرى في النظام الشمسي الجاذبية لالتقاط الأجسام العائمة الحرة. لكن قمر الأرض تشكَّل عندما اصطدم جسم بحجم المريخ بالأرض. التقطت الجاذبية الحطام بينما كان يتباعد في الفضاء، وبمرور الوقت تحول في النهاية إلى قمر.

شكَّل فريق من علماء الفلك بقيادة (سيباستيان إلسر- Sebastian Elser) في جامعة زيوريخ أحداثًا في النظام الشمسي المبكر من أجل تحديد مدى احتمالية حدوث مثل هذا التصادم.

يعتمد تكوُّن القمر بشكل كبير على خصائص الشيء المصطدم بالكوكب. لسبب واحد يجب أن يكون كبيرًا نسبيًا، فقط حوالي 10% من كتلتها سوف تبقى لتشكيل القمر بعد الاصطدام، ويعتمد أيضًا على سرعة الجسم المُصطدم. إذا كان قد اصطدم بالكوكب بلطف فمن غير المرجح أن يكون لديه الطاقة التي يحتاجها النظام.

سوف تتكون الأقمار الصغيرة بسهولة، مع وجود تأثير فوري على دوران الكوكب. لكن بعضها ستدور حلزونيًا حول الكوكب، بينما يترك بعضها الآخر المدار بسرعة، وسرعان ما تجد نفسها ابتعدت بالكامل.

نظام شمسي فوضوي مبكر

كان النظام الشمسي المبكر ديناميكيًا للغاية ومليئًا بالاصطدامات. وخلال ذلك الوقت، وكان يمكن أن يتشكل قمر موازٍ شبيه بالأرض، ليخرج من المدار بواسطة الجسم التالي الذي يدخل النظام.

قال إلسر في رسالة لـ SPACE.com عبر البريد الإلكتروني: «تأثيرات متعددة قد تدمر الأقمار الموجودة». من أجل أن يصبح جزءًا دائمًا من النظام يجب أن يكون الجسم المتحطم آخِر عامل مؤثر رئيسي. يجب أن تكون الصخور المستمرة في ضرب النظام صغيرة ليتمكن القمر الذي تشكل حديثًا من طردها.

وبمجرد انتهاء فترة التكوين العنفية، أظهرت محاكاة الباحثين وجود 180 كوكبًا نصفهم تقريبًا انتهى بقمر. ولكن معظم هذه الأقمار كانت صغيرة جدًا لدرجة أنه لا يمكن مقارنتها بنظام القمر الأرضي. فقط خمسة عشر زوجًا -حوالي 8%- تشبه نظام كوكبنا الفريد.

ما تزال مسألة اعتماد الحياة على قمر أكبر من المعتاد قابلة للنقاش، لكن علماء الفلك يميلون إلى البحث عن أنظمة كنظامنا؛ لأنه من الأنظمة التي تكونت فيها الحياة.

اقرأ أيضًا:

المصدر

ترجمة: مصطفى أشرف عشماوي
تدقيق: براءة ذويب