متلازمة الضائقة التنفسية الحادة ، أو متلازمة الشدة التنفسية الحادة، أو متلازمة ضيق النفس الحادة، أو متلازمة العسرة التنفسية الحادة (Acute Respiratory Distress Syndrom)، واختصارًا (ARDS)؛ هي حالة رئوية شديدة تحدث عندما تمتلئ الجيوب الرئوية بالسوائل، إذ إن كثرة السوائل تنقص تركيز الأكسجين وتزيد ثاني أكسيد الكربون في الدوران الدموي.

قد تمنع هذه المتلازمة أعضاءك من الحصول على القدر الكافي من الأكسجين للقيام بوظائفها؛ ما يؤدي في النهاية إلى قصور العضو.

تشيع متلازمة الشدة التنفسية الحادة أكثر بين مرضى المشافي المنهكين بشدة، وقد تحصل نتيجة إصابة خطيرة. غالبًا ما تظهر الأعراض خلال يوم أو يومين من المرض الأصلي أو الإصابة، وقد تتضمن زلّة تنفسية شديدة ولهاثًا. وتعد حالة إسعافية مهددة للحياة.

أعراض متلازمة الضائقة التنفسية الحادة:

غالبًا ما تظهر الأعراض خلال الأيام الثلاثة الأولى من الإصابة أو الرض. تشيع الأعراض التالية:

  • تنفس سريع ومجهد.
  • ضعف عام وتعب عضلي.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • شحوب الجلد والأظافر.
  • سعال جاف.
  • حمى.
  • صداع.
  • تسارع في النبض.
  • تشتت ذهني.

مسببات متلازمة الضائقة التنفسية الحادة:

غالبًا ما تحدث متلازمة الضائقة التنفسية الحادة بسبب تلف الشعيرات الدموية في الرئتين، ما يجعل السوائل تتحرك نحو الحويصلات الهوائية (أماكن التبادل الغازي في الرئتين إذ يدخل الأكسجين إلى الدم ويُنزَع ثاني أكسيد الكربون منه). لذلك عندما تمتلئ هذه الحويصلات بالسوائل فإن الأكسجين الوارد إلى الدم سينقص.

الأسباب الأكثر شيوعًا المؤدية إلى هذا التلف الرئوي:

  • استنشاق مواد سامة مثل الماء المالح أو المواد الكيميائية أو الدخان أو القيء (فتدخل الرئتين).
  • الإصابة بإنتان دم شديد.
  • الإصابة بإنتان رئوي شديد مثل ذات الرئة.
  • الإصابات على الصدر أو الرأس خلال حوادث السير أو الأنشطة الرياضية.
  • جرعات زائدة من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.
  • عوامل الخطورة المتعلقة بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة:

تحدث متلازمة الضائقة التنفسية الحادة غالبًا باعتبارها من مضاعفات حالة مرضية أخرى كما ذُكر سابقًا.

تتضمن عوامل الخطورة ما يلي:

  • التقدم في السن فوق 65 سنة.
  • الإصابة بمرض رئوي مزمن.
  • التدخين أو الكحول.

تزداد خطورة متلازمة الضائقة التنفسية الحادة عند:

  • المصابين بصدمة تسممية.
  • الكبار بالعمر.
  • المصابين بقصور كبدي.
  • من لديهم تجارب سابقة لإدمان الكحول.

تشخيص متلازمة الضائقة التنفسية الحادة:

لا بد من الاتصال بالطوارئ وأخذ المصاب إلى وحدة الإسعاف في المشفى عند الشك بأن أحدهم يعاني من المتلازمة؛ لأن الحالة تتطلب تدبيرًا إسعافيًا سريعًا، وكلما توصلنا للتشخيص أسرع كان ذلك في صالح إنقاذ المريض.

يستطيع الطبيب تشخيص المتلازمة بعدة طرق ولكن لا يوجد إجراء تشخيصي قاطع.
قد يلجأ الطبيب لقراءة اختبار غازات الدم الشرياني، وإجراء فحص سريري، وطلب أي من الفحوصات المتممة التالية:

  • اختبارات دموية.
  • صورة بالأشعة السينية للصدر.
  • صورة طبقية محوسبة للصدر.
  • مسحة من الأنف أو الحنجرة.
  • تخطيط قلب كهربائي.
  • تصوير بالأمواج فوق الصوتية للقلب.
  • فحص المجرى التنفسي.

يشير انخفاض ضغط الدم وأكسجته إلى المتلازمة. يلجأ الطبيب إلى تخطيط القلب وتصويره بالصدى لنفي الأمراض القلبية.
ويُتأكد من التشخيص في حال أظهرت صورة الأشعة السينية والتصوير الطبقي للصدر وجود ارتشاحات في الحويصلات.
يمكن اللجوء إلى خزعة الرئة لنفي الأمراض الرئوية الأخرى ولكن نادرًا ما يُلجأ لذلك.

علاج متلازمة الضائقة التنفسية الحادة:

الأكسجين:

الهدف الأول في علاج المتلازمة هو حصول المريض على أكسجين كافٍ لوقايته من الدخول في قصور الأعضاء. يجب إعطاء الأكسجين عن طريق القناع، ويمكن استخدام آلة التهوية الميكانيكية لإدخال الهواء إلى الحويصلات وتقليل كمية السوائل المرتشحة إليها.

التحكم بالسوائل:

يُعد التحكم بالسوائل الواردة من استراتيجيات تدبير المتلازمة أيضًا؛ وذلك للمحافظة على التوازن السائلي؛ إذ تسبب زيادة السوائل تفاقم المشكلة بسبب زيادة تجمع السائل في الرئتين، ويسبب نقص السوائل إجهاد الأعضاء والقلب.

الدواء:

تُعطى الأدوية غالبًا لهؤلاء المرضى لتخفيف الأعراض المرافقة للمتلازمة.

  • يُعطى مسكن ألم لتخفيف شعور عدم الراحة عند المريض.
  • تُعطى مضادات حيوية لعلاج الإنتان في حال وجوده.
  • تُعطى مميعات للوقاية من تشكل الخثرات في الرئتين والساقين.

إعادة تأهيل الرئتين:

يحتاج المرضى المتعافون من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة لإعادة تأهيل للرئتين، وذلك بهدف تقوية جهاز التنفس وزيادة السعة الرئوية. وتتضمن هذه البرامج تمارين رياضية، وجلسات لتعديل نمط الحياة، وفرق دعم للمساعدة في التعافي.

ما هو إنذار المرض:

تقدر (جمعية الرئة الأمريكية – American Lung Association) أن نسبة الوفيات بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة تصل إلى 30%، ولكن خطر الموت هذا ليس متساويًا عند كل المرضى، إذ يرتبط معدل الوفيات بسبب حدوث المتلازمة وصحة المريض العامة. فمثلًا، يرتفع الأمل عند شاب مصاب بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة التالية لحادث ما، مقارنة مع شخص كبير بالسن مصاب بإنتان دموي شديد.

يتعافى العديد من الناجين بشكل كامل خلال أشهر، ويمكن أن تتطور لدى بعض المرضى أذية رئوية.

من مضاعفات متلازمة الضائقة التنفسية الحادة:

  • الوهن العضلي.
  • التعب.
  • ضعف نوعية المعيشة.
  • تدني القدرات والصحة العقلية.

الوقاية من متلازمة الشدة التنفسية الحادة:

لا توجد طريقة للوقاية من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة بشكل كامل ولكن يمكن تخفيض خطر الإصابة عن طريق:

  • الحصول على تقييم طبي جيد لأي إصابة أو إنتان أو مرض.
  • التوقف عن التدخين وتجنب التدخين السلبي.
  • الإقلاع عن شرب الكحول؛ لأن استهلاكه المزمن يزيد من خطر الوفاة ويمنع تحسن وظائف الرئة.
  • الحصول على اللقاح السنوي للإنفلونزا وعلى لقاح ذات الرئة كل 5 سنوات. وهذا يخفض خطر الإنتانات الرئوية.

اقرأ أيضًا:

كيف تعمل الرئتان والجهاز التنفسي
ماذا يجب أن تفعل إذا علقت حبة الدواء في بلعومك ؟
ما هي متلازمة المعطف الأبيض؟

المصدر

ترجمة علا سليمان – تدقيق تسنيم الطيبي