ما هو (شلل بيل – Bell’s palsy) شلل بيل أو الشلل الوجهي، هو شلل أو ضعف شديد أحادي الجانب في عضلات الوجه. يُعتقد أنه ناتج عن تورم العصب الذي يعصب عضلات الوجه ويتحكم بها، (العصب الوجهي – Facial Nerve).

تظهر الأعراض غالبًا في الصباح، إذ يستيقظ الشخص غير قادر على تحريك جانب واحد من وجهه. أو قد يحدث الأمر فجأة، إذ يجد الشخص نفسه غير قادر على التحكم بعضلات وجهه في أحد الجانبين. يميل الجانب المصاب من الوجه إلى التدلي والانحناء. قد يؤثر الضعف العضلي الوجهي على إنتاج اللعاب والدموع، وقد تضطرب أيضًا حاسة الذوق في اللسان.

يعتقد العديد من الأشخاص بأنهم أُصيبوا بسكتة دماغية، لكن إذا أصاب الضعف أو الشلل الوجه فقط، فمن المرجح أن يكون شلل بيل. يُصنَف المرض بكونه حالة نادرة نسبيًا؛ ويبلغ معدل حدوثه حوالي 1 لكل 5000 شخص. في حالات نادرة جدًا، يمكن أن يصيب شلل بيل جانبي الوجه معًا.

أسباب شلل بيل

يتحكم العصب الوجهي بمعظم عضلات الوجه بالإضافة إلى أجزاء من عضلات الأذن، ويخرج العصب من القحف باتجاه الوجه عبر ثقبة عظمية ضيقة. في حال التهاب العصب، سيضغط على العظم الوجني أو قد ينضغط في الثقبة الضيقة، ما قد يؤدي إلى ضرر وتأذ في الميالين (الغمد العصبي).

وعند تأذي الميالين، قد لا تنتقل الإشارات العصبية الصادرة عن الدماغ والمتجهة إلى عضلات الوجه بشكلٍ صحيح، ما يؤدي إلى ضعف أو شلل في العضلات الوجهية، أي شلل بيل. السبب الدقيق وراء حدوث هذا غير واضح تمامًا.

قد ينتج ذلك عند إصابة العصب الوجهي بـِ(فيروس الحلأ (الهربس) البسيط – Herpes Virus)، وهو نفس الفيروس المسبب لـِ(القرحات الباردة – Cold Sores)، و(الحلأ التناسلي – Genital Herpes).

ترتبط الفيروسات أدناه أيضًا بحدوث شلل بيل:

  •  (فيروس الحُماق – Chickenpox) (الجدري) و(الحلأ النطاقي – Shingles) (داء المنطقة).
  •  (فيروس الحلأ البسيط – Herpes Virus) و(الحلأ التناسلي – Genital Herpes).
  •  (فيروس إيبشتاين بار – Epstein-Barr) (EBV) المسبب لكثرة (الوحيدات – mononucleosis) (كثرة الخلايا وحيدة النواة في الدم).
  •  (الفيروس المضخم للخلايا – Cytomegalovirus).
  •  (فيروس النكاف – Mumps virus).
  •  (الإنفلونزا نمط B – Influenza B).
  •  داء اليد والقدم والفم، (فيروس كوكساكي – Coxsackievirus).

 عوامل الخطورة:

ثبت وجود بعض عوامل الخطورة التي تساهم في حدوث شلل بيل. تبيّن وجود رابط ما بين حدوث الشقيقة (الصداع النصفي – Migraine) وضعف الوجه والأطراف. وجدت دراسة أجريت في عام 2015 احتمال امتلاك المصابين بالشقيقة خطرًا مرتفعًا لحدوث شلل بيل.

تتضمن عوامل الخطر الأكثر شيوعًا ما يلي:

▪ الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 – 60 سنة.

▪ المصابين بداء السكري أو أمراض الجهاز التنفسي العلوي.

▪ المرأة الحامل وخاصة في الثلث الثالث من الحمل.

▪ النساء المنجبات قبل فترة تقل عن أسبوع.

يؤثر شلل بيل على الرجال والنساء بقدر متساوٍ.

علاج شلل بيل :

سيتعافى معظم المرضى من شلل بيل خلال شهر أو اثنين، خاصة أولئك الذين ما زالوا يمتلكون قدرًا من الحكة في العضلات الوجهية. يمكن للعلاج بواسطة (البريدنيزلون – Prednisolone) أن يُسرع الشفاء، ووجدت دراسة أن العلاج الباكر بالبريدنيزلون، خلال 72 ساعة، يُحسن النتائج ويمكنه التخفيف من شدة الأعراض والحوادث بعد 12 شهرًا.

 (البريدنيزلون – Prednisolone):

يقلل هذا الستيروئيد من الالتهاب ويساعد في تسريع عملية شفاء العصب المتضرر، ويمنع تحرر المواد المسببة للالتهاب في الجسم مثل البروستاغلاندينات – prostaglandins) و(اللوكترينات – leukotrienes). يُعطى الدواء عبر الفم، حبتان في اليوم عادة لمدة عشرة أيام.

قد يسبب استعمال الدواء تأثيرات جانبية وهي تتضمن ما يلي:

  •  ألم وانتفاخ في البطن.
  •  العُد أو ما يُعرف بحَب الشباب.
  •  صعوبة في النوم.
  •  جفاف الجلد.
  •  الصداع، والدوخة والإحساس بالدوار.
  •  زيادة الشهية.
  •  زيادة التعرق.
  •  عسر الهضم.
  •  تغيرات في المزاج.
  •  الغثيان.
  •  القلاع الفموي.
  •  بطء في التئام وشفاء الجروح.
  •  ترقق الجلد.
  •  التعب والإعياء.

تتحسن هذه الآثار الجانبية عادة بعد بضعة أيام. يجب إبلاغ الطبيب في حال حدوث أي استجابة تحسسية بعد استخدام الدواء.

تتضمن أعراض الحساسية ما يلي:

  •  الطفح أو (الشرى – Hives).
  •  صعوبة في التنفس.
  •  تورم في كل من الوجه، والشفاه، واللسان والحلق.

يجب أن يمتنع المريض عن قيادة الآليات الكبيرة في حال شعر بالنعاس أو الدوار.

وبما أن هذه الأعراض قد لا تظهر مباشرة، فيُفضَل الانتظار يومًا واحدًا قبل قيادة الآليات.

(مُزلقات العين – Eye lubrication):

عند ضعف المقدرة على إغلاق العين والرمش، ستبقى العين مفتوحة وبالتالي جفاف الدموع، وسيعاني بعض المرضى ضعفًا في إنتاج الدمع. قد يزيد كلا الأمرين من خطورة تأذي العين وتعرضها للعدوى. قد يصف الطبيب دموعًا اصطناعية على شكل قطرات أو مراهم عينية.

تُؤخذ القطرات عادة أثناء ساعات الاستيقاظ، بينما يوضع المرهم قبل الذهاب إلى النوم. سيحتاج المرضى غير القادرين على إغلاق أعينهم بشكل صحيح أثناء النوم إلى استخدام شريط طبي لاصق على العين لإبقائها مغلقة أثناء الليل.

أسباب شلل بيل أعراض شلل بيل علاج شلل العصب الوجهي أعراض شلل العصب الوجهي شلل بيل أو شلل العصب الوجهي الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

يجب على المرضى الذين يعانون من تفاقم في الأعراض العينية طلب المساعدة الطبية بشكل عاجل. إذا لم تتمكن من التواصل مع طبيبك، اذهب إلى قسم الإسعاف في المشفى القريب إليك.

(مضادات الفيروسات – Antivirals):

في بعض الحالات، قد تُؤخذ مضادات الفيروسات مثل (الأسيكلوفير- Acyclovir)، لكن الأدلة الحديثة التي تشير إلى مساعدة هذه المضادات ضعيفة.

الرعاية المنزلية:

تمارين الوجه: بينما يبدأ العصب الوجهي بالتعافي والشفاء، فإن القيام بتمارين شد وارتخاء عضلات الوجه سيساعد في تقوية هذه العضلات. العناية بصحة الأسنان: يسهل تراكم وتحلل الطعام في الفم عند وجود اضطراب وضعف بالإحساس فيه، ما يؤدي إلى أمراض الأسنان واللثة المختلفة، قد يساعد التنظيف بالخيط والفرشاة في منع حدوث هذا.

مشاكل في تناول الطعام: إذا وُجدَت صعوبة في البلع، يجب على الفرد تناول طعامه ببطء ومضغه جيدًا. قد يساعد أيضًا تناول الأطعمة الخفيفة والطرية مثل اللبن.

استخدام الأدوية دون وصفة من الطبيب: يمكن شراء بعض الأدوية المخففة للآلام عبر الإنترنت مثل (الإيبوبروفن – Ibuprofen) و(الآدفيل – Advil).

أعراض شلل بيل :

تتحكم أعصاب الوجه في: فتح وإغلاق العينين، والابتسام، وإفراز اللعاب، وإفراز الدمع، وتقطيب الحاجبين (العبوس)، وهي ترتبط كذلك مع العضلة الركابية (الركاب هي عظمة صغيرة في الأذن تشارك في عملية السمع).

قد يتسبب تعطل العصب الوجهي بالأعراض التالية، كما في شلل بيل:

  •  ضعف وشلل مفاجئَين في جانب واحد من الوجه.
  •  صعوبة في إغلاق أحد الجفون.
  •  تهيّج في العين لأنها لا ترمش ولا تغلق بشكل جيد، وجفافها أيضًا.
  •  تغير في كمية الدموع التي تفرزها العينين.
  •  هبوط أجزاء من الوجه، مثل هبوط جانب واحد من الفم.
  •  سيلان اللعاب من جانب واحد من الفم.
  •  صعوبة التحكم بتعابير الوجه.
  •  اضطراب حس الذوق.
  •  حساسية مفرطة للصوت في الأذن المتضررة (أي الانزعاج من الأصوات العالية).
  •  الألم خلف أو أمام الأذن في الجانب المصاب.
  •  الصداع.

 التمارين:

توصي (جمعية شلل بيل – Bell’s Palsy Association) في المملكة المتحدة بالتمارين التالية:

تمارين الوجه:

  •  اجلس مسترخيًا أمام المرآة.
  •  ارفع حاجبيك بلطف، مستخدمًا أصابعك للمساعدة إن لزم الأمر.
  •  اسحبهما معًا واعبس.
  •  قم بتجعيد أنفك.
  •  تنفس بعمق ووسع فتحات أنفك.
  •  حاول تحريك زوايا الفم للخارج.
  •  اسحب جانبًا واحدًا من الفم للأعلى، ثم اسحب الجانب الآخر لتشكل ابتسامة.
  •  في حال استخدامك لأصابعك، لاحظ إذا استطعت المحافظة على الابتسامة بعد إزالتها.

تمارين لإغلاق العين:

  •  حافظ على رأسك ثابتًا وانظر إلى الأسفل باستخدام عينيك فقط.
  •  ضع إصبع السبابة بلطف على جفن واحد من أجل إغلاقه.
  •  من جهة أخرى، اسحب الحاجب قليلًا للأعلى ودلِّك على طول الخط الجبهي لمنع التيبس.
  •  من دون استخدام اليدين، حاول الضغط بلطف على الجفنين معًا.
  •  وأبقِ عينيك نصف مفتوحتين.

 تشخيص شلل بيل :

تصرح (الجمعية الطبية الأميركية – American Medical Association) (AMA) أن العلاج يكون أكثر فاعلية عند تقديمه باكرًا، لذلك يجدر بالمريض مراجعة طبيبه بمجرد ظهور أية أعراض لديه.

يشخَص شلل بيل غالبًا بالاستبعاد، إذ يبحث الطبيب عن أدلة أخرى يمكنها أن تسبب شللًا في الوجه، مثل الأورام، (داء لايم – Lyme Disease)، أو السكتات الدماغية.

سيفحص الأطباء رأس المريض، رقبته وأذنيه، سيفحص أيضًا العضلات الوجهية بهدف الكشف عن وجود أية أعصاب متأذية أخرى. إذا تمكن الطبيب من استبعاد جميع الأسباب الأخرى سيشخَص المرض بكونه شلل بيل.

في حال بقاء التشخيص غير مؤكد، فقد يُحال المريض إلى طبيب أخصائي في أمراض الأذن والأنف والحنجرة، والذي سيفحص بدوره المريض، وقد يطلب أيضًا الفحوصات التالية:

(تخطيط كهربائي للعضلات – Electromyography)(EMG): تُوضع الأقطاب الكهربائية على وجه المريض، ويقيس الجهاز النشاط الكهربائي لكل من الأعصاب والعضلات استجابة للتحفيز. يستطيع هذا الاختبار تحديد مدى تأذي العصب بالإضافة إلى تحديد موقعه.

(التصوير بالرنين المغناطيسي – MRI) وبـِ(الطبقي المحوري – CT) وبـِ(الأشعة السينية – X-Rays): هذه الإجراءات التشخيصية جيدة ومفيدة في تحديد ما إذا كانت الحالات الأخرى هي المُسبِب للأعراض، مثل العدوى الجرثومية، أو كسر في الجمجمة، أو الأورام.

 سير المرض والتوقعات:

يتعافى معظم المرضى بشكل كامل خلال تسعة أشهر، وقد يحتاجون إلى المزيد من العلاج في حال وجود تأذٍ شديد للعصب.

قد يشمل العلاج:

(علاج التمثيل الإيمائي – Mime Therapy): يُعتبَر علاجًا من أنماط المعالجة الفيزيائية، يُعلَم خلالها المريض سلسلةً من التمارين المقوية لعضلات الوجه، ما يؤدي عادة إلى تناسق أفضل ونطاق أوسع من الحركة للعضلات.

(الجراحة التجميلية – plastic Surgery): قد يُحسن هذا الإجراء من مظهر وتناظر الوجه. سيكسب بعض المرضى فوائد عظيمة في حال كانوا قادرين على الابتسام مرة ثانية، وهو لا يعالج مشكلة العصب.

(البوتوكس – Botox): يمكن لحقن البوتوكس في الجانب المصاب أن يُرخي عضلات الوجه وأن يقلل من التقلصات العضلية غير المرغوب فيها.

 الاختلاطات:

مثلما ذكرنا، يتعافى معظم المرضى المصابين بشلل بيل بشكل كامل، وفي حال كان تأذي العصب الوجهي شديدًا، فقد تحدث بعض الاختلاطات، والتي تشمل:

إعادة توجيه خاطئ لنمو الألياف العصبية: تعود الألياف العصبية إلى النمو بطريقة غير منتظمة، ما قد يؤدي إلى حدوث تقلصات عضلية لا إرادية لبعض العضلات. قد يُغلق المريض إحدى عينيه لا إراديًا عند محاولة الابتسام، أو بشكلٍ معاكس، قد تحدث تقلصات لا إرادية حول الفم عندما يُغلق المريض عينه.

فقد حاسّة الذوق:

(المنعكس الذوقي الدمعي – Gustatolacrimal reflex): تُعرف أيضًا باسم (متلازمة دموع التماسيح – crocodile tear syndrome)، سيذرف المريض الدموع في أثناء تناوله للطعام، وقد تكون المشكلة طويلة الأمد في بعض الحالات النادرة.

تقرح القرنية: عندما يتعذر إغلاق جفون العين بشكلٍ تام، سيصبح الغشاء الدمعي المزلق والواقي للعين غير فعال، ما سيؤدي إلى جفاف القرنية. في حال تسبب شلل بيل بانخفاض إفراز الدموع، سيرتفع عندها خطر حدوث جفاف القرنية. قد يؤدي تقرح القرنية إلى إصابتها بالعدوى، ما سيؤدي بدوره إلى فقد حاد في الرؤية.

اقرأ أيضًا:

لقاح جديد لشلل الأطفال يمكن أن ينهي المرض نهائيا

إصابة ستة أطفال بحالة شلل غامضة، فما هو التهاب النخاع شوكي الرخو الحاد؟

ترجمة: يوسف الجنيدي

تدقيق: آية فحماوي

المصدر