الذئبة هي مرض مناعي (يصيب الجهاز المناعي) يتعامل فيه الجسم مع أنسجته السليمة على أنها غريبة ومزعجة ويقوم بمهاجمتها، من الممكن أن يؤذي هذا المرض أي جزء من الجسم، ويتم تعريفه كمرض مزمن ما يعني أن الأعراض تحدث لفترة طويلة أو بشكل متكرر. تؤثر الذئبة القرصية (Discoid lupus) على الجلد مسببة طفحًا ذا قشر أحمر مرتفع الحواف على مناطق الجسم المعرضة لأشعة الشمس، وفي هذا المقال نلقي نظرة على أعراض الذئبة القرصية وأسبابها وعوامل خطورتها ونشرح أيضًا ما الذي يمكن أن نفعله من أجل تشخيص الذئبة وعلاجها والوقاية منها.

نظرة عامة

يقدر الباحثون في مركز الموارد الوطني للذئبة أنه على الأقل هنالك 1.5 مليون شخص أمريكي لديهم مرض الذئبة. الذئبة الحمامية الجهازية SLE هي الشكل الأكثر شيوعًا من الذئبة وتؤثر على المفاصل والعضلات والأنسجة والأعضاء المختلفة في الجسم.

الذئبة الحمامية الجلدية CLE هو المصطلح الذي يشار به إلى الذئبة التي تؤثر على الجلد مسببة طفحًا وتقرحات، والشكل الأكثر شيوعًا للذئبة الحمامية الجلدية CLE هي الذئبة القرصية، وهي مرض مناعي ذاتي ما يعني أن الجهاز المناعي يخطئ بتحديد أنسجة الجسم على أنها غريبة ويقود هجومًا عليها.

سوف يقاوم الجهاز المناعي السليم الفيروسات والجراثيم التي من الممكن أن تسبب الأمراض، في الذئبة القرصية يهاجم الجهاز المناعي الجلد السليم مسببًا تقرحات تبدو كطفح قرصي الشكل.

أعراض الذئبة القرصية

تظهر القرحات الجلدية كطفح ذي قشر سميك مميز يتراوح لونه من الأحمر إلى الأرجواني، ومن الممكن أن يظهر الطفح في مكان واحد أو عدة مناطق في الجسم، والأكثر شيوعًا أن يظهر في مناطق الجسم التي تتعرض للشمس بشكل منتظم مثل الوجه والعنق وظهر اليدين.

ليس هناك أعراض أخرى عادةً إلا أن بعض الأشخاص قد يشعرون بالألم أو بحكة ضمن التقرحات.
هنالك أمراض جلدية أخرى من الممكن أن تبدو مشابهة جدًا للذئبة القرصية، مثل الصدفية (plaque psoriasis) أو الإكزيما، من المهم للشخص رؤية الطبيب للحصول على تشخيص دقيق.

الأسباب

مثل كل أشكال الذئبة الأخرى، لا تملك الذئبة القرصية سببًا واحدًا واضحًا، ومن المحتمل أن تكون العوامل الهرمونية والوراثية والمحرضات البيئية كلها تلعب دورًا في تطور المرض، تتضمن الأمثلة على المحفزات البيئية التعرض للأشعة فوق البنفسجية والإجهاد، وتشمل مجموعات الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة للذئبة:

  •  الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للذئبة أو أمراض الجهاز المناعي الأخرى.
  •  النساء، وهنّ يشكلن ما يصل إلى 90% من مرضى الذئبة.
  •  الأمريكان الأفارقة والذي يكون خطر تطور الذئبة لديهم أكثر بثلاثة أضعاف من خطر تطورها لدى القوقازيين.
  •  الأعمار بين الـ 20-50عامًا.

التشخيص

قد يكون تشخيص الذئبة صعبًا، ويزداد سوء الذئبة القرصية عادة من دون علاج، لذا يجب على الأشخاص أن يروا الطبيب حالما تتطور الأعراض، وينبغي عليهم أيضًا أن يحاولوا الحفاظ على تسجيل كيفية تطور الأعراض ومعرفة فيما إذا كان لديهم تاريخ عائلي للأمراض المناعية الذاتية.

في الزيارة للطبيب، من الممكن أن يتوقع الناس بعض أو كل الإجراءات الآتية:

  •  فحص الجلد.
  •  أسئلة عن التاريخ المرضي.
  •  اختبارات الدم والبول.
  •  خزعة جلد، وفيها تؤخذ عينة من نسيج الجلد من أجل فحصها.

من الممكن أن يشخص الذئبة أي طبيب، ومع ذلك فقد يوصون أيضًا بأن يرى الشخص أخصائي أمراض جلدية أو من الممكن أن يوصى بأن يرى المريض أخصائي أمراض جلدية متخصص بالأمراض المناعية الذاتية للجلد.

أخصائي الأمراض الروماتيزمية هو طبيب متخصص في أمراض المفاصل والعضلات والجهاز المناعي، من الممكن أن يقدم نصائح إضافية في حال كان هنالك تخوف أن تكون المفاصل والأعضاء الأخرى متأثرة بالإصابة. وضعت الجمعية الأمريكية لأمراض الروماتيزم قائمة للأعراض الشائعة من أجل مساعدة الأطباء على وضع تشخيص الذئبة.

علاج الذئبة القرصية

لا يوجد علاج دائم لمرض الذئبة القرصية، وتهدف العلاجات إلى منع تطور قرحات جديدة والحد من ظهور الندبات وجعل الجلد يبدو صحيًا أكثر، وإلا سوف يسوء طفح الذئبة القرصية على الأغلب في حال لم يتلقى المريض علاجًا.

يتألف العلاج من بعض أو كل الإجراءات التالية:

  •  كريمات أو مراهم من أجل التطبيق المباشر على مناطق الجلد
  •  حقن تحتوي الستيروتيدات الموصوفة من قبل طبيب لحقنها حول المناطق المتضررة.
  •  الأدوية المضادة للملاريا مثل الهيدروكسي كلوروكين، وتؤخذ هذه الأدوية على شكل أقراص فموية.

تعمل المراهم والكريمات وحقن الستيروتيدات القشرية كلها على تقليل احمرار الطفح القرصي وتخفيف الالتهاب وتحسين منظر الجلد. تصنف الأدوية المضادة للملاريا ضمن الأدوية المعدلة للمرض والمضادة للمرض الروماتيزمي (DMARDs)، ولم تعد تستخدم بعد من أجل علاج الملاريا.

الهيدروكسي كلوروكين هو أحد هذه الأدوية والذي يمكن أن يستخدم لعلاج الذئبة القرصية في حال فشل العلاجات الأخرى، وهو يقلل تأذي الجلد مع الوقت ويقلل عدد مرات احتداد المرض ويساعد الجسم على تأخير امتصاص الأشعة فوق البنفسجية والتي من الممكن أن تؤذي الجلد.

طرق التعامل وإدارة المرض

أحد أهم طرق تدبير الذئبة القرصية ومنع تدهور الطفح القرصي هو حماية الجسم من التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية المؤذية وذلك من خلال:

  •  استخدام الواقي الشمسي للأشعة فوق البنفسجية مع عامل حماية شمس عالي (SPF) يقدر بـ50 أو أكثر من ذلك.
  •  استخدام قبعة واسعة الحواف عندما تكون خارجًا ومعرضًا لأشعة الشمس.
  •  اختيار الملابس التي تغطي غالبية الجسم.

قد يؤدي التدخين إلى تفاقم الذئبة القرصية أو يجعل تدبير الحالة صعبًا، وينصح المدخنون بالإقلاع عن التدخين بما يعود عليهم بفوائد صحية. ومثل كل الأشكال الأخرى من الذئبة، فإن الذئبة القرصية هي مرض يحتد في بعض الأحيان وتسوء الحالة فيها لفترات من الوقت، من الممكن أن يكون الإجهاد والتوتر من العوامل المسببة لاحتداد المرض ولذلك يجب أن يحاول الأشخاص أن يعتنوا بصحتهم بشكل جيد ويعالجوا القلق قدر الإمكان.

من الممكن أن تسبب الذئبة القرصية الندبات؛ الأشخاص الذي يقلقون من منظر هذه القروح يمكنهم أن يختاروا التفكير بالجراحة التجميلية مثل جراحة الليزر والتي من الممكن أن تكون خيارًا عندما لا تحتد الأعراض.

مضاعفات الذئبة القرصية

من الممكن أن يسبب الطفح القرصي تغير لون الجلد وندبات وخسارة الشعر في حال تشكلت القروح في مناطق نمو الشعر كالفروة مثلًا، ومثل كل الندبات، من الممكن أن يكون هذا دائمًا إلا أن المعالجة الفورية يمكن أن تقلل من تكون الندبات.

من الممكن أن تحدث الذئبة القرصية بمفردها أو بجانب الذئبة الحمامية (الحمراء) الجهازية (شكل المرض الذي يؤثر على عدة أعضاء في الجسم)، فقط حوالي شخص من كل 10 أشخاص لديهم ذئبة تؤثر على الجلد سوف يتطور لديه ذئبة حمامية جهازية.

في حال لاحظ الأشخاص تطور أعراض الذئبة الحمامية الجهازية لديهم، من الممكن أن يخضعون لخزعة وفحوصات دموية إضافية من أجل تأكيد التشخيص.

نظرة مستقبلية

من الممكن أن يكون تشخيص الذئبة القرصية صعبًا وذلك لأنها تبدو مشابهة لأمراض الجلد الأخرى نوعًا ما، ونظرًا لزيادة الوعي بمرض الذئبة، فيجب أن يحد كل من التشخيص والعلاج المبكرين من تأثيرات المرض.

وعلى الرغم من عدم وجود شفاء دائم من الذئبة القرصية، إلا أن هنالك الكثير من الأمور التي يمكن أن نقوم بها لتدبير هذه الحالة. الرعاية والاهتمام بجلدكم عبر تقليل التعرض لأشعة الشمس هو الخطوة الأولى البسيطة التي من الممكن أن يكون لها أثر إيجابي.

اقرأ أيضًا:

كيف يمكن ل الفوضى في تنظيم الجسم أن تعزز من الجهاز المناعي

الجهاز المناعي: الأمراض والاضطرابات والوظيفة

فرفرية نقص الصفيحات المناعية (Immune Thrombocytopenic Purpura (ITP

كيف تقوي جهازك المناعي؟

الجهاز المناعي «وظائف ومكونات»

فقر الدم الانحلالي بالمناعة الذاتية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: أنس حاج حسن

تدقيق: مينا خلف

المصدر