التهاب الكبد الفيروسي E هو فيروس مُعد يهاجم الكبد ويسبب التهاب وتلف في خلاياه. ما قد يؤدي بمرور الوقت إلى مضاعفات خطيرة عند بعض الأشخاص. بشكل عام، فإن علاج هذا المرض بسيط إذ لا يحتاج معظم المصابين إلى عناية طبية لمعالجة هذا الفيروس. وفقًا للمعهد الوطني الأمريكي لأمراض السكري والجهاز الهضمي والكلية (NIDDK) فإن التهاب الكبد الفيروسي E شائع جدًا على غير المتوقع. أظهرت إحدى الدراسات الحديثة أن 20% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية سيصابون بهذا الفيروس في مرحلة ما من حياتهم. توجد طرق عديدة ينتقل من خلالها الفيروس، وأكثرها شيوعًا بواسطة المياه الملوثة غير الصالحة للشرب وتناول اللحوم غير المطبوخة بشكل جيد.

الأسباب

يصاب الإنسان بالتهاب الكبد الفيروسي E في أغلب الأحيان حين يستهلك المياه والأطعمة الملوثة بالبراز. وينتقل الفيروس بصورة أساسية بواسطة المياه الملوثة ببراز الإنسان أو حيوانات المزارع.

ويحدث هذا بصورة شائعة في البلدان النامية التي تكون فيها السيطرة على جودة المياه ضعيفة، وخاصةً المناطق المزدحمة بالسكان. السفر إلى هذه المناطق أو العيش فيها يزيد من خطر الإصابة بهذا الفيروس.

أما في البلدان المتقدمة كالولايات المتحدة الأمريكية فينتقل الفيروس من الحيوان إلى الإنسان عن طريق تناول الوجبات غير المطبوخة جيدًا الحاملة للفيروس مثل لحوم الخنازير والغزلان. وأيضًا تناول المحار من المياه الملوثة يُعد من عوامل الخطر.

قد ينتقل الفيروس أيضًا من المرأة الحامل المصابة إلى طفلها. يندر انتقال الفيروس من شخص إلى آخر في غير هذه الحالات. ولكن وفقًا للمعهد الوطني لأمراض السكري والجهاز الهضمي والكلية وفي حالات نادرة جدًا، قد ينتقل الفيروس خلال عمليات نقل الدم.

أعراض التهاب الكبد الفيروسي

تختلف أعراض هذا المرض من مريض إلى آخر. بعض الأشخاص لا يظهرون أيّة أعراض على الإطلاق أو تكون الأعراض خفيفة جدًا. رغم ذلك، يختبر آخرون أعراضًا قليلةً مختلفةً تظهر عادةً بعد 15 إلى 60 يومًا من التعرض للفيروس.

الأعراض المحتملة هي:

  •  تعب وإرهاق.
  •  ضعف الشهية.
  •  حمى.
  •  غثيان.
  •  قيء.
  •  اليرقان، اصفرار الجلد وبياض العينين.
  •  ألم أعلى البطن وتحديدًا فوق الكبد.
  •  براز خفيف، بلون الصلصال (الطين).
  •  بول داكن.

تختفي هذه الأعراض مع زوال الإصابة.

المضاعفات والفئات المعرضة للإصابة

المضاعفات محتملة لكنها نادرة، وخاصةً في الفئات المعرضة لخطر الإصابة. تشمل المضاعفات الإصابة طويلة الأمد والاضطرابات العصبية وضرر شديد في الكبد أو فشل الكبد، والذي يحتمل أن يكون مميتًا.

النساء في فترة الحمل من أبرز الفئات المعرضة لخطر الإصابة. إذ يؤثر الفيروس على الأم وربما يؤثر على الجنين. ووفقًا لإحصائية أجرتها منظمة الصحة العالمية (WHO) فإن معدلات الوفيات بين النساء الحوامل المصابات ارتفعت بنسبة 20 إلى 25% في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل.

يكون الفيروس أخطر مع المرضى الذين لديهم سجل من أمراض الكبد المزمنة ومن خضعوا لعمليات زراعة الكبد ويتناولون الأدوية المثبطة للمناعة، إذ يزداد خطر الإصابة بمضاعفات الفيروس.

تشخيص التهاب الكبد الفيروسي

لا يوجد في الوقت الحاضر اختبار معتمد بشكل رسمي لتشخيص التهاب الكبد الفيروسي E. ولتشخيص الفيروس بصورة صحيحة يجب على الأطباء اعتماد الاختبارات التي تكشف عن الأجسام المضادة التي يكونها الجسم لمحاربة الفيروس.

يفضل أيضًا إجراء فحوصات الدم للكشف عن الأنواع الأخرى لالتهاب الكبد الفيروسي مثل A, B, C. إذا كانت نتيجة فحوصات الدم لهذه الأنواع سالبةً ولدى الشخص أجسام مضادة لمحاربة التهاب الكبد الفيروسي E، قد يحسم الأطباء أن هذا الشخص مُصاب بالتهاب الكبد الفيروسي E.

العلاج

لا يحتاج هذا الفيروس إلى علاج طبي، إذ يتمكن الجسم من التغلب على الإصابة دون مساعدة خارجية. إلا أن الأطباء قد يوصون باتباع بعض النصائح التي تساعد الجسم على استعادة عافيته. مثل:

  •  اتباع نظام غذائي متنوع ومتوازن.
  •  شرب الكثير من السوائل وخاصةً الماء.
  • الراحة.
  •  تجنب شرب الكحول لأنه يهيج الكبد.

يسأل الأطباء أيضًا عن الأدوية التي يتناولها المصاب، إذ أن بعضها قد يسبب ضررًا في الكبد. ربما يبحث الأطباء عن سبيل للتقليل أو للتخلص من هذه الأدوية خلال تعافي الجسم من الإصابة. وينطبق هذا على المكملات الغذائية والفيتامينات.

من الضروري أيضًا زيارة المصابين بالفيروس للطبيب بانتظام. قد يبحث الطبيب عن تغييرات جسدية أو يتابع تقدم المريض مع العلاج باستخدام فحوصات الدم لتحديد ما إذا كان الجسم قادرًا على تحمل الإصابة.

قد يصف الأطباء في بعض الحالات أدويةً لالتهاب الكبد الفيروسي E. ربما يكون هذا أكثر شيوعًا بين المرضى الذين يعانون من إصابة شديدة.

قد يحتاج المريض في حالات نادرة إلى البقاء في المستشفى. هذه الحالات تشمل الإصابات التي تظهر في الأشخاص الذين ينتمون إلى الفئات المعرضة للخطر؛ مثل الحوامل.

الوقاية من التهاب الكبد الفيروسي

الوقاية من الفيروس هي أفضل طريقة لتجنب الإصابة والمضاعفات المحتملة. إليك بعض النصائح التي يجب اتباعها للوقاية من الإصابة:

  •  شرب الماء الصافي فقط -المياه المعبأة في زجاجات- واستعماله في كافة الأغراض من تنظيف الأسنان وغسل الفواكه والخضروات وتحضير الطعام. وخاصةً عند السفر إلى البلدان النامية والأماكن المزدحمة التي يكون فيها الماء غير صالح للشرب.
  •  تجنب تناول اللحم النيء، وبالأخص لحم الخنزير ولحم الطرائد كالغزلان.
  •  غسل اليدين جيدًا بالماء الدافئ بعد استخدام المرحاض.
  •  غلي الماء لتنقيته.

وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن غلي الماء أو كلورته (chlorinating) -عملية إضافة مادة الكلور بغرض تنقية وتعقيم الماء من الميكروبات- قد يساعد على تثبيط الفيروس. وقالت الـ CDC أيضًا، إنه لا يوجد لقاح حاصل على موافقة الحكومة الفيدرالية في أمريكا. لكن الصين وافقت على استخدام لقاحات ضد الفيروس في أمريكا عام 2012.

حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بالفيروس قليلة، إذ تقدر مراكز السيطرة والوقاية من الأمراض أن معدل الوفيات أثناء انتشار الفيروس وحدوث الإصابة هو حوالي 1%.

اقرأ أيضًا:

تسجيل أول حالة إصابة بشرية بالتهاب الكبد (E) الذي يصيب الفئران فقط

التهاب الكبد الكحولي

ما هو التهاب الكبد الفيروسي نوع سي ؟

خرافات واخطاء شائعة حول التهاب الكبد الوبائي C

تليف الكبد: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: فهد خالد

تدقيق: محمد سعد السيد

المصدر