الميتافيزيقيا من الكلمات التي سارت في غير الطريق الذي رسم لها في البداية, وتطلق على مجموعة من كتب ارسطو في الفلسفة مع ان المعلم الاول لم يستخدم هذه الكلمة على الاطلاق, بل لم يستخدمها ايٌ من فلاسفة اليونان, فهي لم تظهر في العصر الهليني وانما ظهرت في العصر الهلينستي hellenistic age, عندما قام اندرونيقوس الرودسي andronicus of Rhodes. حوالي 60 ق.م الرئيس الحادي عشر للمدرسة المشائية peripatetcism في روما بتصنيف كتب ارسطو وترتيبها ونشرها مع شرح للفلسفة الارسطية, واثناء ترتيب اندرونيقوس لكتب استاذه ارسطو, وجد ان هنالك مجموعة من البحوث لم يطلق عليها المعلم الاول اسما معيناً يستقر عليه. وقد جاءت في الترتيب بعد البحوث التي كتبها ارسطو في الطبيعة (الفيزيقا) فاحتار اندرونيقوس ماذا يسميها؟ واخيرا اطلق عليهم اسم “ميتا” meta بشكل مؤقت بمعنى “ما بعد” و”فيزيقا” physics تعني علم الطبيعة, اي ان البحوث التي تلي كتب الطبيعة في ترتيب المؤلفات الارسطية. كان ارسطو يطلق على مجموعة البحوث الميتافيزيقية اسم “الفلسفة الاولى” ويرى انها علم المبادئ الاولى والعلل البعيدة التي تشمل جميع المبادئ الاخرى فهي اشمل العلوم واكثرها يقيناً وتجريدا.ً فكلمة “ميتافيزيقيا” او “ما بعد الطبيعة” لا تحمل اي اشارة الى مضمون البحث بل هي ما بعد طبيعة ارسطو فحسب. وهكذا جاءت التسمية عرضاً او مصادفةً, لكنها مع تطور المصطلح اصبحت وصفاً للموضوعات التي يدرسها هذا العلم, بمعنى انها العلم الذي يدرس موضوعات تجاوز الظواهر المحسوسة, فهو يعنى بدراسة الوجود بصفة عامة وملحقاته اي المقولات التي تعبر عن خصائص اساسية لهذا الوجود كالجوهر والعرض والتغير والزمان والمكان والعلاقات …الخ, وهي كلها صفات كلية تصلح ملحقات او مقولات للوجود, بالاضافة الى النفس والروح وصفاتها. ان كلمة ميتافيزيقيا لم تعد بعدئذ اسماً لكتاب بل لعلم بالمعنى الواسع الذي يدل على مجموعة من الافكار المنظمة والمنسقة التي تدور حول موضوع معين.


 

المصدر