داء كاواساكي (Kawasaki disease (KD، أو متلازمة العقدة اللمفاوية المخاطية الجلدية، مرض يسبب التهابًا في الشرايين والأوردة والشعيرات. يؤثر أيضًا على عقدك اللمفاوية ويسبب أعراضًا في الأنف والفم والحلق. يعد أكثر الأسباب شيوعًا للأمراض القلبية عند الأطفال.

تقدر مؤسسة داء كاواساكي أن داء كاواساكي يؤثر على أكثر من 4200 طفل في الولايات المتحدة كل سنة. ويشيع داء كاواساكي عند الأطفال الذكور أكثر من الإناث وعند الأطفال من أصل آسيوي وجزيرة المحيط الهادي. لكن، يمكن أن يؤثر داء كاواساكي على الأطفال واليافعين من جميع الأعراق والأطياف.

في معظم الحالات، سيُشفى الأطفال خلال بضعة أيام من العلاج دون أية مشاكل خطيرة. النكسات غير شائعة. في حال تركه دون علاج، يمكن أن يؤدي داء كاواساكي إلى أمراض القلب الخطيرة.

ما هو داء كاواساكي - متلازمة العقدة اللمفاوية المخاطية الجلدية - مرض يسبب التهابًا في الشرايين والأوردة والشعيرات - أمراض القلب الخطيرة

أعراض داء كاواساكي

يحدث مرض كاواساكي على مراحل مع أعراض وعلامات مؤشرة. تظهر الحالة عادةً خلال أواخر الشتاء والربيع. في بعض الدول الأسيوية، بلغت حالات ذروة بداء كاواساكي خلال منتصف الصيف.

المراحل المبكرة

قد تتضمن الأعراض المبكرة والتي يمكن أن تبقى حتى أسبوعين:

  •  حمى عالية والتي قد تستمر لخمسة أيام أو أكثر.
  •  طفحًا على الجذع والمنطقة الأربية.
  •  عينين حمراوين، دون تقشّر.
  •  شفاه حمراء لامعة متورمة.
  •  لسان الفراولة، الذي يبدو ساطعًا ولامعًا مع بقع حمراء.
  •  عقد لمفاوية متورمة.
  •  تورم اليدين والقدمين.
  •  احمرار الراحتين وباطن القدمين.

قد تظهر أيضًا المشاكل القلبية في هذه المرحلة.

المراحل المتأخرة

تبدأ الأعراض المتأخرة في غضون أسبوعين من الإصابة بالحمى. قد يبدأ الجلد على يدي وأقدام طفلك بالتقشر وينفصل على شكل صفائح. قد يصاب بعض الأطفال أيضًا بالتهاب المفاصل المؤقت أو آلام المفاصل.

تتضمن الأعراض والعلامات الأخرى:

  •  ألمًا في البطن.
  •  إقياءً.
  •  إسهالًا.
  •  تضخم المرارة.
  •  فقدان سمع مؤقت.

اتصل بطبيبك إذا كان طفلك يظهر أيًا من هذه الأعراض. الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة أو أكبر من 5 سنوات هم أكثر عرضةً لإظهار أعراض غير مكتملة. يشكل هؤلاء الأطفال حتى 25% من حالات الإصابة بداء كاواساكي، وهم معرّضون لخطر كبير للإصابة بمضاعفات أمراض القلب.

ما الذي يسبب داء كاواساكي؟

ما زال السبب الدقيق لمرض كاواساكي مجهولًا. يتوقع الباحثون أن مزيجًا من العوامل الوراثية والعوامل البيئية يمكن أن يتسبب في حدوث داء كاواساكي. قد يعود هذا لحقيقة كون داء كاواساكي يحدث خلال مواسم محددة ويؤثر عادةً على أطفال من أصل آسيوي.

عوامل الخطر

داء كاواساكي هو أكثر شيوعًا عند الأطفال، خاصةً الأطفال المنحدرين من أصول آسيوية. حوالي 75% من حالات الإصابة بداء كاواساكي هم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، وفقًا لمؤسسة داء كاواساكي. لا يعتقد الباحثون أنه يمكنك أن ترث المرض، ولكن عوامل الخطر تزداد عادةً داخل العائلات. أشقاء شخص مصاب بداء كاواساكي معرضون للإصابة أكثر بعشر مرات بهذا المرض.

كيف يُشخص داء كاواساكي ؟

لا يوجد اختبار محدد لمرض كاواساكي. سيأخذ طبيب الأطفال في الاعتبار أعراض الطفل ويستبعد الأمراض التي تمتلك أعراضًا مشابهة، مثل:

  •  الحمى القرمزية (scarlet fever)، وهي إنتان جرثومي يسبب الحمى، وقشعريرة البرد والتهاب الحلق.
  •  التهاب المفاصل الروماتوئيدي الشبابي (juvenile rheumatoid arthritis)، عبارة عن مرض مزمن يسبب آلامًا في المفاصل والتهابًا.
  •  الحصبة (measles).
  •  متلازمة الصدمة السمية (toxic shock syndrome).
  •  التهاب المفاصل مجهول السبب (idiopathic juvenile arthritis).
  •  التسمم الشبابي بالزئبق (juvenile mercury poisoning).
  •  التفاعل الطبي.
  •  حمى الجبال الصخرية المبقعة (Rocky Mountain spotted fever).

قد يطلب طبيب الأطفال إجراء اختبارات إضافية للتحقق من تأثير المرض على القلب. قد يتضمن ذلك ما يلي:

  •  مخطط صدى القلب (Echocardiograph): هو إجراء غير مؤلم يستخدم الموجات الصوتية لإنشاء صور للقلب وشرايينه. قد يلزم تكرار هذا الاختبار لمعرفة كيف أثر داء كاواساكي على القلب بمرور الوقت.
  •  اختبارات الدم: قد تُطلب اختبارات الدم لاستبعاد الأمراض الأخرى. في داء كاواساكي، قد نلحظ ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء، وانخفاض عدد خلايا الدم الحمراء، والالتهاب.
  •  الأشعة السينية للصدر (chest X-ray): تُنشئ الأشعة السينية للصدر صورًا بالأبيض والأسود للقلب والرئتين. قد يطلب الطبيب هذا الاختبار للبحث عن علامات قصور القلب والالتهاب.
  •  تخطيط القلب الكهربائي (Electrocardiogram): يسجل النشاط الكهربائي للقلب. قد يشير الشذوذ في تخطيط القلب إلى أن القلب قد تأثر بداء كاواساكي.

يُحتمل مرض كاواساكي في أي رضيع أو طفل يعاني من الحمى أكثر من خمسة أيام، وخاصة في حال كانت تظهر عليهم أعراض كلاسيكية أخرى للمرض مثل تقشير الجلد.

علاج داء كاواساكي

يجب أن يبدأ الأطفال المصابون بداء كاواساكي العلاج فورًا لمنع تخرب القلب.

يتضمن الخط الأول في علاج داء كاواساكي حقن الأجسام المضادة (الغلوبولين المناعي الوريدي) على مدار 12 ساعة خلال 10 أيام من الحمى، وجرعة يومية من الأسبرين خلال الأيام الأربعة التالية. قد يحتاج الطفل إلى الاستمرار في تناول جرعات أقل من الأسبرين لمدة ستة إلى ثمانية أسابيع بعد أن تختفي الحمى لمنع تكون جلطات الدم.

وجدت إحدى الدراسات أيضًا أن إضافة بريدنيزولون prednisolone تقلل بشكل كبير من احتمال تخرب القلب. ولكن هذا لم يُختبر بعد عند سكان آخرين.

يُعتبَر الوقت حاسمًا لمنع حدوث مشاكل خطيرة في القلب. تشير الدراسات أيضًا إلى ارتفاع معدل مقاومة العلاج عندما يُعطى قبل اليوم الخامس من الحمى. يمتلك نحو (11-23)% من الأطفال الذين يعانون من داء كاواساكي مقاومةً للعلاج.

قد يحتاج بعض الأطفال إلى وقت علاج أطول لمنع حدوث انسداد في الشريان أو أزمة القلبية. في هذه الحالات، ينطوي العلاج على جرعات يومية من الأسبرين المضاد للصفيحات حتى يُجرى تخطيط صدى القلب. قد يستغرق الأمر من ستة إلى ثمانية أسابيع لعكس تشوهات الشريان التاجي.

ما هي الاختلاطات الممكنة لداء كاواساكي؟

يؤدي داء كاواساكي إلى مشاكل خطيرة في القلب عند حوالي 25% من الأطفال الذين يعانون من المرض. يمكن أن يؤدي داء كاواساكي غير المعالج إلى زيادة خطر إصابتك بأزمة قلبية مسببًا:

  •  التهاب عضلة القلب.
  •  اللا نظمية، أو نظم قلبي غير طبيعي.
  •  تمدد الأوعية الدموية، أو ضعف وانتفاخ في جدار الشريان.

يتطلب علاج هذه المرحلة من الحالة جرعات مطولة من الأسبرين. قد يحتاج المرضى أيضًا إلى أخذ مميعات الدم أو الخضوع لإجراءات مثل رأب الأوعية (angioplasty) التاجية، أو وضع شبكة في الشريان التاجي (stenting)، أو مجازة الشريان التاجي. يجب على الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الشريان التاجي بسبب الإصابة بداء كاواساكي الحرص على تجنب عوامل نمط الحياة التي يمكنها أن تزيد من خطر الإصابة بأزمة قلبية. تشمل هذه العوامل السمنة أو زيادة الوزن أو الكولسترول المرتفع أو التدخين.

ما هي الآفاق على المدى البعيد لداء كاواساكي؟

توجد أربع نتائج محتملة لشخص مصاب بداء كاواساكي:

  •  يمكنك الشفاء التام دون مشاكل في القلب، الأمر الذي يتطلب التشخيص والعلاج في وقت مبكر.
  •  قد تصاب بمشاكل في الشريان التاجي. في 60% من هذه الحالات، يمكن للمرضى تقليل هذه المخاوف في غضون عام.
  •  أن تعاني من مشاكل في القلب على المدى الطويل، والتي تتطلب علاجًا طويل المدى.
  •  قد تتكرر إصابتك بداء كاواساكي، الذي يحدث في 3% فقط من الحالات.

لدى داء كاواساكي نتائج إيجابية عند تشخيصه وعلاجه مبكرًا. مع العلاج، تنشأ في (3-5)% فقط من الحالات مشاكل في الشريان التاجي. تمدد الأوعية الدموية في 1% من الحالات.

يجب أن يجري الأطفال الذين أصيبوا بداء كاواساكي مخططًا كهربائيًا للقلب كل سنة أو سنتين للكشف عن المشاكل القلبية.

النقاط الرئيسية

داء كاواساكي هو مرض يسبب التهابًا في الجسم، وخاصة الأوعية الدموية والعقد اللمفاوية، وهو يؤثر بشكل رئيسي على الأطفال دون سن 5 سنوات، ولكن يمكن لأي شخص أن يصاب بداء كاواساكي.

تكون الأعراض شبيهة بالحمى، لكنها تظهر على مرحلتين مميزتين. الحمى الشديدة المستمرة التي تستمر لأكثر من خمسة أيام، ولسان الفراولة وتورم اليدين والقدمين، هي بعض من أعراض المرحلة المبكرة. في المرحلة المتأخرة، قد تشمل الأعراض آلام المفاصل وتقشير الجلد وآلامًا في البطن.

تحدث إلى طبيبك إذا أظهر طفلك أيًا من هذه الأعراض. قد تبدو الأعراض عند بعض الأطفال غير مكتملة، لكن يمكن أن يسبب داء كاواساكي مشاكل خطيرة في القلب، إذا تُرك دون علاج. نحو 25% من الحالات التي تتطور إلى أمراض القلب ترجع إلى سوء التشخيص وتأخر العلاج.

لا يوجد اختبار تشخيصي محدد لداء كاواساكي. سينظر طبيبك في أعراض طفلك وسيجري الاختبارات لاستبعاد الحالات الأخرى. يمكن أن يحسن العلاج في الوقت المناسب بشكل كبير من النتائج للأطفال الذين يعانون من داء كاواساكي.

اقرأ أيضًا:

النوبة القلبية وأحتشاء القلب

التهاب العضلة القلبية

ترجمة: عبدالله الحماده

تدقيق: فارس سلطة

مراجعة: آية فحماوي

المصدر