في حين أن المزارع الشمسية أو الهوائية تساهم الآن أكثر من أي وقت مضى في توفير الطاقة الكهربائية عالميًا، لكننا غالبًا ما نحتاج المصادر التقليدية للطاقة في أوقات الذروة في الاستهلاك أو لتكملة مصادر الطاقة المتجددة خلال الانخفاضات في وفرتها (على سبيل المثال: عدم توفّر الطاقة الشمسية ليلًا). لذلك، قامت الشركة الكندية الناشئة “هايدروستور Hydrostor” بإختراع نظام من البالونات المضغوطة (تحوي هواء مضغوط) تحت سطح المياه، حيث أن بإمكان هذا النظام القيام بتخزين الطاقة المتجددة حتى وقت الحاجة لها، مما يقلل من الحاجة إلى الغاز أو المازوت (الديزل) كمصدر احتياطي للطاقة.

تقول الشركة أن حلها هذا يمكنه أن يدوم مرّتين أكثر من البطاريات التي بحوزتنا حاليًا، وبتكلفة أقل بكثير أيضًا. وقد تم نصب المنشأة الأولى في بحيرة أونتاريو قرب مدينة تورونتو، حيث تم وضع سلسلة من تلك البالونات على عمق 55 مترًا تحت سطح مياه البحيرة، وتم وصلها مع شبكة الطاقة الكهربائية عبر خط أنابيب مخصص.

وصرّحَ المدير التنفيذي لشركة هايدروستور Curtis VanWalleghem لمجلة “التصنيع الكندي”: “تواجد الهواء المضغوط منذ 40 عامًا، لكن المشكلة كانت إيجاد أماكن مناسبة لتخزين الهواء، الأمر الذي حَدَّ من تبنّيه واستخدامه بشكل كبير. ونحن نقوم بفتحه لآلاف المواقع الأخرى لأننا نستخدم الضغط المائي الثابت”.

إن المادة المستعملة في البالةنات التي ستتواجد تحت الماء، والمعروفة تقنيًا باسم “المراكمات”، هي المادة ذاتها المستعملة في رفع السفن الغارقة من قاع المحيط. وإن الهواء المضغوط هو في صميم النظام: يتم تحويل الطاقة الزائدة إلى هواء مضغوط عبر التقنية الخاصة بشركة هايدروستور (التقنية تلك سرية ولم تفصح الشركة عنها حتى الآن لأسباب احتكارية)، في حين أن الحرارة المولّدة بهذه العملية يتم تخزينها أيضًا من خلال مبادلات حرارية.

وعند الرغبة بذلك، يتم استعمال ضغط البحيرة الطبيعي لضخ الهواء إلى اليابسة، حيث يقوم هذا الهواء المندفع بتدوير توربينات هوائية خاصة تقوم بتوليد الطاقة الكهربائية خلال دورانها. ويالجدير بالذكر أن البالونات الموجودة في بحيرة أونتاريو باستطاعتها القبض على ما يكفي من الطاقة لتغذية 330 منزلًا بالطاقة الكهربائية، ويقول مطوّرو النظام بأن هذا العدد يمكن زيادته إلى أضعاف عديدة بسهولة.

وأضاف VanWalleghem: “نحن نصب تركيزنا الآن على عولمة هذه التقنية تجاريًا لاستحضار خزّان الطاقة الصديق للبيئة خاصتنا إلى دول أخرى حول العالم، فإن الدول العشرين الكبرى تتحدث عن التخلي عن استخدام الوقود الأحفوري بحلول عام 2050. ولفعل ذلك، فعلى نظامنا الكهربائي الاندماج مع التخزين الطاقي لكي لا نحتاج لقدر مماثل مما نستعمله الآن من مصادر احتياطية للطاقة كالغاز الطبيعي والمازوت، وهذا ما يمكن لنظامنا تحقيقه”.


 


 

المصدر