إذا كنت من الاشخاص الذين يستخدمون الصلصة الحارة في كل وجبة, تهانيا، فيجب ان تعرف بأن الدراسات الحديثة أعلنت عن تفكيك الأدلة المرتبطة بمركب الكابسيسين (capsaicin) الفعال في الفلفل الحار والذي يدعم دورات انقسام أفضل للخلايا في أجسادنا. الأمر الذي يوضح كون الأشخاص الذين يتناولون الصلصة الحارة أقل عرضة للموت أو حدوث الأورام السرطانية.

 

حيث وضح الدكتور ديفد بوبوفيتش خبير التغذية في جامعة ماسي (Massey University) في نيوزيلاندا: «خلاصة القول أن أغلب الخضار التي نستهلكها تأتي بالفائدة لأجسادنا, لكن الفلفل الحار بالتحديد يعتبر ذا فائدة كبيرة, إذا كنت من الأشخاص الذين يحبون التوابل». فقد اكتشف مجموعة من الباحثين في العام 2006 أن الجرعات الغنية بهذا المركب قامت بإبطاء نمو خلايا البروستات السرطانية لدى الفئران بنسبة 80%، في حين تركت الخلايا الصحية تنمو بشكل طبيعي, وقبل بضعة أشهر، وضح فريق آخر من الباحثين كيفية ارتباط هذا المركب الحار بالخلايا السرطانية وقام بتحفيز حدوث بعض التغييرات في تركيبتها الداخلية.

 

على الرغم من كون الآلية التي يعمل بها مركب الكابسيسين على تثبيط نمو الخلايا السرطانية بالتحديد غير معروفة, إلا أن هذا المركب يجد طريقه عادة للدخول الى سيتوبلازما الخلايا بعد ارتباطه بسطحها، ثم يقوم بتحفيز تفاعلات تؤدي إلى تغييرات كيميائية في الخلايا، ثم تدمير أغشيتها الخلوية. حيث علق الدكتور بوبوفيتش على ذلك باحتمال ترجيح نظرية إحيائية تنص على أن مركب الكابسيسين يقود الخلايا السرطانية إلى الانتحار من خلال عملية حيوية تعرف بالاستماتة (apoptosis) حيث تتبرمج الخلايا لإيقاف عملياتها الاستقلابية ثم تموت في النهاية، وهذا ما يحدث للخلايا التي لم يعد الجسم بحاجة لها. يتوقع العلماء أن مركب الكابسيسين وغيره من المركبات الفعالة في الخضروات تقوم بتقليل نسبة تطور الأورام السرطانية،عبر تحفيز عملية الاستماتة في الخلايا.

 

في حين يقوم بعض الباحثين بدراسة احتمالية توظيف المركب واستخدامه في بعض العقاقير لمعالجة السرطان, وضح الدكتور خوسيه اورنيلاس باز (José de Jesús Ornelas-Paz) من مركز أبحاث التنمية والغذاء في المكسيك أن الفائدة الحقيقية تأتي من تناول الفلفل الحار بشكل كامل وليس مركب الكابسيسين فحسب، وقال: «يعتبر الفلفل الحار كمستودع للكثير من المواد المفيدة للصحة, وبتقطيعه أو هرسه أو حتى طبخه فإننا نساعد هذه المواد بالتحرر من الأنسجة الحاوية لها مما يزيد من الكميات التي تمتصها اجسادنا». وأضاف بأن مركب الكابسيسين ذو قابلية على الذوبان في الدهون, الأمر الذي يتطلب إضافة كمية قليلة من الزيت للوجبة الغذائية لمساعدة الجسد في امتصاص هذا المركب.

 


 

المصدر