متلازمة الحجرات الجهدية هي حالة طبية يحدث فيها ألم عند بذل جهد معين. رغم إمكانية حدوثها بمواقع أخرى فإن 95% من الحالات تحدث في الساق. العمر الوسطي للحدوث هو 20 سنة، ويُصاب الجنسان بالتساوي.

الفئة الأكثر عرضة للإصابة هي العداؤون، لكن أيضًا قد تحدث في الرياضات الأخرى التي تتطلب الجري مثل كرة القدم والهوكي وكرة السلّة. في 82% من الحالات، يكون الألم في كلا الجانبين.

توجد أربع حجرات في الساق، حجرة أمامية وحجرة خارجية -وحشية- وحجرتان خلفيتان، حجرة سطحية وأخرى عميقة، كل حجرة مغلّفة بلفافة.

متلازمة الحجرات الجهدية - حالة طبية يحدث فيها ألم عند بذل جهد معين - تمدد العضلات خلال التمرين فيصبح الغطاء اللفافي ضيق جدًا

الفيزيولوجيا المرضية

تحدث متلازمة الحجرات الجهدية عندما تتمدد العضلات خلال التمرين فيصبح الغطاء اللفافي أو ما يسمى «الحيّز السفاقي» المحيط بالعضلات ضيّقًا جدًا. يشعر المريض بألم مبرح يزداد ليصبح حادًا حال استمرار الإجهاد. قد يتطور ضعف عضلي واضطراب حسي في الحجرة المصابة. عادةً ما تتحسن الأعراض بسرعة عند التوقف عن التمرين والراحة.

عند الشك بمتلازمة الحجرات يجب البحث عن الحالات المرضية الأخرى التي قد تسبب ألمًا في الساق، مثل متلازمة الإجهاد الظنبوبي الإنسي (ألم محرض بالجهد على طول الحافة الخلفية الداخلية للظنبوب)، الكسر الجهدي (هو الكسر الناجم عن الإجهاد المتكرر للعظم السليم)، انحشار أحد الأعصاب بين البنى المجاورة أو متلازمة الشريان المأبضي المفخخ (انحشار الشريان المأبضي).

التقييم

يُستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي ووسائل التصوير الأخرى لتشخيص متلازمة الحجرات، لكن المعيار الذهبي للتشخيص هو قياس الضغوط ضمن الحجرات. يُجرى القياس بواسطة معدات خاصة تحلل الضغط ضمن الحجرات بإبرة مغروسة ضمن العضلات المشتبه بإصابتها، يجب أن يكون الطرف بوضعية ثابتة ومريحة. يُؤخذ الضغط في حالة الراحة ثمّ بعد دقيقة ثمّ بعد خمس دقائق من التمرين، يوصي بعض الباحثين بإجراء قياس آخر للضغط في الدقيقة 15 بعد التمرين. يرتفع الضغط عند المرضى المصابين بمتلازمة الحجرات خاصةً بعد التمرين.

تتضمن معايير التشخيص:

  1.  الضغط بحال الراحة -قبل التمرين: أكبر من 15 ملم زئبق.
  2.  الضغط البدئي -في الدقيقة الأولى- بعد التمرين: أكبر من 30 ملم زئبق.
  3.  الضغط في الدقيقة 5 بعد التمرين: أكبر من 20 ملم زئبق.
  4.  الضغط في الدقيقة 15 بعد التمرين: أكبر من 15 ملم زئبق.

قد يُستخدم منظار تحليل الطيف للأشعة تحت الحمراء قصيرة الأمواج الذي يُظهر نقص أكسجة النسيج العضلي مع عودته إلى الحالة الطبيعية بعد 25 دقيقة من إيقاف التمرين.

العلاج

قبل أخذ الإجراءات التداخليّة بالحسبان، يجب تشجيع المرضى على اعتزال التمارين التي تحرّض الألم. قد يتخلص المرضى من الألم من طريق تغيير الآلية التي يركضون بها. مثلًا الارتكاز على القسم المتوسط أو الأمامي من القدم بدلًا من القسم الخلفي قد يقلل من حدوث الألم أو شدته. يمكن المعالج الفيزيائي أو المدرب الرياضي الخبير بآليات الجري أن يحلل الطريقة التي يركض بها المريض ويساعده بالإشارة إلى تعديلات ملائمة.

على مدار سنوات كان العلاج الحاسم لمتلازمة الحجرات الجهدية هو تحرير السفاق العضلي المحيط بالحجرة المصابة بواسطة إجراءات جراحية باضعة مثل بَضْع -خَزْع- اللفافة أو استئصالها. نسب النجاح تبلغ 80% في بعض التقارير.

حديثًا، توجد علاجات أخرى تؤخذ بالحسبان، كفتح نافذة تشريحية بواسطة الإبرة من طريق التنظير، هو إجراء تُحرر فيه اللفافة في العيادة بتوجيه الأمواج فوق الصوتية. قبل تحديد نوع العلاج، تجب مراجعة اختصاصي في الطب الرياضي خبير بالخيارات العلاجية الجراحية وغير الجراحية.

المضاعفات

  1.  الأذية العصبية.
  2.  الخثار الوريدي العميق.
  3.  النكس (عودة المرض): يحدث النكس وسطيًا بنسبة 20% خلال سنتين من بضع اللفافة، والسبب هو تكوّن النسيج الندبي الليفي. تشمل عوامل الخطر للنكس بضع اللفافة أو استئصالها دون اللجوء إلى الإجراءات الأخرى غير التداخلية.

اقرأ أيضًا:

متلازمة QT القصيرة (SQTS)

عيب الحاجز البطيني: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: محمد عيسى

تدقيق: عون حدّاد

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصادر: 1 2