“المباني كأسلحة دمار شامل،” هكذا عنون الباحثين روجر بيلهام وفينود جاور ورقتهما البحثيّة التي نُشرَت مؤخّرًا في المجلّة العلميّة المرموقة (ساينس). في هذه المراجعة، بيّن العالمين أنّ 25% من سكّان العالم (أي واحد من بين كلّ 4 أشخاص) يسكنون فوق أو بالقرب من الجهة الشّماليّة من الصّدع الذي يفصل الصّفيحة التّكتونيّة العربيّة عن الصّفيحة التّكتونيّة الهنديّة — في إيران، أفغانستان، باكستان، الهند، نيبال، بوتان، بانغلادش، سريلانكا، وميانمار.

ليس هنالك شيءٌ جديد في هذه المعلومة، وليس هذا هو ما أراد بيلهام وجاور مناقشته. ما أرادوا مناقشته هو مشكلة الفقر وضعف جهود الإنماء والتطوير في هذه المناطق (متجسّدة في هذا السّياق بهشاشة البنى التّحتيّة والمباني السّكنيّة بشكلٍ عام)، وما يحملُ ذلك من تبعات في ضوء ما نعرف عن النّشاط الجيولوجي لهذا الصّدع. الإصطدام بين الصّفيحتين يحصل في وسط اليابسة، وهذا ما سبّب تاريخيًّا خسارة وتدمير الكثير من الأماكن السّكنيّة في هذه المناطق، وخصوصًا في إيران. وبحسب التحقيقات التي عادة ما تجرى بعد حدوث مثل هذه الزلازل، السّبب الرّئيسي وراء سقوط عدد كبير من الأبنية السّكنيّة هو سوء جودة البناء.

بعد توضيح هذه الحقيقة، حاول بيلهام وجاور تقييم خطر الزّلال والهزّات الأرضيّة التي قد تحدث مستقبلاً، في ضوء مستويات التّنمية والتطوّر الحالي في البلدان المذكورة سابقًا. وقد خلصوا إلى أنّه إذا لم تسارع الحكومات والمؤسّسات المسؤولة في معالجة مشكلة المباني القديمة والهشّة، فإنّها ستشكّل الخطر الأكبر على السكّان.


 

مصدر