يُعد قياس ضغط الدم إجراءً معتادًا في عيادة الطبيب؛ إذ يزيد ارتفاعه من خطورة الإصابة بحالات صحية خطيرة، وقد يسبب الضغط المنخفض الدوار والإغماء. أظهرت دراسات سابقة أن قيم أو قراءات ضغط الدم تختلف وفقًا للمنطقة التي يُقاس فيها من الجسم، لكن دراسةً جديدةً من دورية هايبرتينشن Hypertension تقترح أن الاختلاف في القيم يُسبب تأثيرات مهمة.

أجرى تعاون «بيانات الأفراد المشاركين لمقارنة فرق الضغط بين الذراعين» (INTERPRESS-IPD) هذه الدراسة بإشراف جامعة إكستر، إذ حللوا بيانات 24 دراسةً قيس فيها ضغط الدم في كلتا الذراعين. أُجريت هذه الدراسات على مستوى دولي لتشمل 14 دراسةً من أوروبا الغربية و7 من الولايات المتحدة ودراستين من شرق آسيا وواحدةً من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. جُمعت بيانات 53,827 مشتركًا ماتوا، وعانوا نوبات قلبية وسكتات دماغية على مدار 10 سنوات.

سُجلت قياسات ضغط الدم للقيمتين الانقباضية والانبساطية بوحدة الميليمتر الزئبقي، وهما أعلى وأدنى قيمة للضغط على الترتيب. تُعد القيم أدنى من 140 للانقباضي ومن 90 للانبساطي طبيعيةً.

فرق الضغط الدموي بين الطرفين العلويين دلالة على مرض القلب وزيادة خطر الوفاة - قياسات ضغط الدم للقيمتين الانقباضية والانبساطية

أظهرت نتائج الدراسة أن الاختلاف في الضغط الانقباضي بين الذراعين يحمل درجةً عاليةً من الخطورة؛ إذ يرتفع معدل الوفيات بين المرضى عند ارتفاع فرق الضغط بقيمة 5 مليمتر زئبقي فقط. وعلاوةً على ذلك، يزيد كل اختلاف بمقدار 1 ملم زئبقي خطورة النوبات القلبية والسكتات الدماغية وحدوث خناق جديد بنسبة 1%. من المعروف منذ أعوام طويلة أن اختلاف الضغط بين الذراعين يحمل نتائج صحية سيئة. ساعدت أعداد المشاركين الكبيرة في هذه الدراسة على فهم هذه التفاصيل؛ إذ أفادت أن زيادة الفرق في ضغط الدم بين الذراعين يرفع خطورة الأمراض القلبية الوعائية وفقًا للدكتور كريس كلارك.

يُعَد فرق الضغط بمقدار 15 ميليمترًا زئبقيًا بين الذراعين الحد الأدنى لتحديد المرضى المعرضين للمضاعفات، لكن الدراسة تقترح تخفيض هذا الحد. يقول مؤلف الدراسة المشارك البروفيسور فيكتور أبو يانس رئيس قسم الأمراض القلبية في مستشفى دوبويتران الجامعي فيه فرنسا: «نعتقد أن الفرق بمقدار 10 ميليمترات زئبقية يجب أن يُعد الحد الأعلى لفرق الضغط الطبيعي لضغط الدم الانقباضي بين الذراعين عندما يقاس الضغط في الذراعين على التوالي في أثناء المعاينة الطبية الروتينية. يجب أن تُضاف هذه المعلومات إلى الدلائل الإرشادية المستقبلية وتُدخل في الممارسة السريرية لتقييم الخطورة القلبية الوعائية. سيعني هذا خضوع المزيد من الناس للعلاج الذي يقلل خطر إصابتهم بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والوفيات».

يُنصح بقياس ضغط الدم في كلتا الذراعين، لكن الأطباء يتجاهلون ذلك. يقول الطبيب كلارك: «مع أن الإرشادات الطبية توصي بهذا الإجراء، فهو لا يُجرى إلا لدى نصف المرضى في أفضل الأحوال. تُظهر دراستنا أن قضاء وقت إضافي بسيط في إجراء هذا الفحص قد ينقذ حياة الكثيرين».

اقرأ أيضًا:

ما هي النوبة القلبية ؟ اعراضها ، اسبابها و علاجها

ما هي اعراض ارتفاع ضغط الدم المزمن ، كيف تعرف انك مصاب بهذا المرض ؟

ترجمة: محمد ياسر جوهرة

تدقيق: نغم رابي

المصدر