تكون بعض الاختلافات النفسية بين الرجل والمرأة واضحةً بالعين المجردة. تقترح الأبحاث أن النساء، على سبيل المثال، أكثر دفئًا وحساسية (في المتوسط) بينما الرجال أكثر حزمًا.

من الصعب اكتشاف الاختلافات الأخرى. هنا ستة اختلافات أقل شهرة بين الرجال والنساء وجدت في الدراسات العلمية الحديثة.

1- كانت النساء أفضل في اكتشاف تعابير الاشمئزاز

تقترح الحكمة السائدة وقائمة طويلة من الأبحاث السابقة أن الذكاء العاطفي لدى النساء EQ أعلى من الرجال. لكن هل هذا صحيح؟

ورقة نُشرت في مجلة Emotion أضافت فارقًا بسيطًا إلى هذا النقاش طويل الأمد. بقياس درجة تمكن الرجال والنساء من التعرف بدقة على تعبيرات الوجه عن المشاعر المعروضة في مجموعة من الصور، وجد الباحثون أن النساء كن أفضل بدرجة كبيرة في تمييز الاشمئزاز.

لماذا؟

استدعى الباحثون نظرية التطور لكونها تفسيرًا محتملًا. نظرًا إلى أن النساء هن الجنس الذي يحمل الطفل، فقد يملكن حساسيةً مرتفعةً تجاه الملوثات المحتملة في بيئتهن، ولذلك، فقد يكن أكثر عرضةً للتعرف على إشارات الاشمئزاز. وفي المقابل، قد يظهر الرجال حساسية أقل للاشمئزاز، وذلك وسيلة لتأكيد قوتهم ورجولتهم.

2- أبلغ الرجال عن مزيد من الشعور بالوحدة في وقت مبكر من حياتهم؛ بينما أبلغت النساء عن المزيد منه لاحقًا في الحياة.

تشير الصور النمطية للوحدة إلى أنها تزداد مع التقدم بالعمر. نبدأ الحياة بشبكة اجتماعية واسعة وحيوية. بمرور الوقت، يذهب الناس في طرق منفصلة ويصبح من الصعب العثور على الأصدقاء والمعارف.

لكن هل هذه الصورة النمطية واقعية؟

درست ورقة نُشرت في the Journal of Personality and Social Psychology تطور الشعور بالوحدة مدى الحياة. ومن المثير للاهتمام، أن الباحثين وجدوا أن مسار الشعور بالوحدة عبر العمر يعتمد على جنس الشخص، فقد اختبر الرجال الشعور بالوحدة أكثر في منتصف العمر بينما النساء عانين الشعور بالوحدة في سن الشيخوخة.

3- يقضي الرجال وقتًا أطول في الاسترخاء مقارنةً بالنساء.

وجد العلماء في جامعة برشلونة في إسبانيا أن الرجال يقضون جزءًا أكبر من اليوم في ممارسة الأنشطة الترفيهية مقارنة بالنساء. اعتمدوا في ذلك على دراسة أُجريت لـِ 869 رجلًا وامرأة إسبان تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا. طلب الباحثون من المشاركين إخبارهم عن مقدار الوقت الذي يخصصون لأنشطة ترفيهية متنوعة مثل مشاهدة التلفاز والهوايات والتواصل مع العائلة والأصدقاء وممارسة الرياضة وحضور الأحداث الثقافية، أو استضافة المناسبات.

وبحسب النتائج، فإن الرجال، وسطيًا، يقضون ما يقارب 113 دقيقةً في ممارسة الأنشطة الترفيهية اليومية، بينما تقضي النساء 101 دقيقة. (تعكس هذه الأرقام متوسطات أيام الأسبوع، لا عطلات نهاية الأسبوع) قد لا يبدو هذا فرقًا كبيرًا، لكنه يتراكم بمرور الوقت. بهذا المعدل، يقضي الرجال ساعةً ونصف إضافية في الأسبوع، أو 70 ساعة إضافية في السنة، في ممارسة الأنشطة الترفيهية.

بالرغم من ذلك، توجد مشكلة، عندما طُلب من النساء الإبلاغ عن الرضا الناتج عن الأنشطة الترفيهية، أبلغن عن مستويات أعلى بكثير من الرضا. لذلك، بينما الرجال لديهم وقت فراغ أكثر من النساء، فإن النساء في الواقع يتمتعن بأنشطتهن الترفيهية أكثر من الرجال.

4- قد يتحدث الرجال والنساء لغات مختلفة – نوعًا ما.

اختبر فريق من علماء النفس بقيادة بريانكا جوشي من جامعة ولاية سان فرانسيسكو درجة اعتماد الرجال والنساء على «التواصل التجريدي» لإيصال أفكارهم وعواطفهم شفهيًا. يعكس التواصل التجريدي، وفقًا للباحثين، اعتماد الناس على استخدام «الكلام المجرد الذي يركز على الصورة الأشمل والهدف النهائي للفعل بدلًا من الكلام الملموس الذي يركز على التفاصيل ووسائل بلوغ الفعل».

ومن المثير للاهتمام، أنهم وجدوا أن الرجال تحدثوا بتجريدية أكثر من النساء.

تقول جوشي وفريقها: «أحد الاختلافات بين الجنسين الذي أُشير إليه عبر الحكاية التقليدية المتناقلة هو ميل النساء للتحدث عن التفاصيل والرجال للحديث عن الصورة العامة».

وأضافت: «عبر سلسلة من ست دراسات، وجدنا أن الرجال يتواصلون بتجريدية أكبر من النساء».

5- ظهرت الاختلافات الشخصية بين الجنسين في سن باكرة.

يستخدم علماء النفس عادةً خمس صفات رئيسية لوصف شخصيات الناس Big 5: الانبساط (عكس الانطواء الاجتماعي)، والقبول، والانفتاح على التجربة، والعصابية، ويقظة الضمير.

دراسة حديثة نُشرت في the Journal of Personality and Social Psychology، طبقت هيكل الشخصية ذا الصفات الخمسة الكبرى هذا على البنات والأولاد (الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و13 عامًا)، بهدف فهم صفات الشخصية الأكثر تباينًا، والأكثر استمراريةً، خلال سنوات البلوغ هذه.

وجد الباحثون اختلافين رئيسيين بين الأولاد والبنات، موصوفين هنا:

  1.  أظهرت الفتيات في بدايات سن المراهقة مستويات أعلى من يقظة الضمير مقارنةً بالذكور. وأظهرت الإناث أيضًا زيادةً في صفة يقظة الضمير من سن 9 إلى 13 عامًا مقارنةً بالذكور.
  2.  وجد الباحثون أنه بينما أظهر كل من الأولاد والبنات مستويات منخفضة من العصابية في سن التاسعة، كان الأولاد هم الذين أظهروا انخفاضًا في هذه الصفات بمرور الوقت أكثر من الفتيات.

6- تأتي الرومانسية بسهولة أكبر للذكور المنفتحين من الإناث المنفتحات، وفقًا لإحدى الدراسات.

يشبه الذكور المنفتحون الإناث المنفتحات من نواحٍ كثيرة. كلاهما يقضي الكثير من الوقت في التواصل مع الآخرين وكلاهما لديه شبكات اجتماعية كبيرة -عبر الإنترنت وفي الحياة الواقعية. ولكن توجد بعض الاختلافات الهامة. دراسة حديثة نُشرت في the journal Social Psychology and Personality Science وجدت أن الإناث المنفتحات أظهرن ميلًا أقل لتجربة السعادة الرومانسية وأقل احتمالًا لأن يكون لديهن درجة عالية من الالتزام المهني، مقارنة بالذكور المنفتحين.

هذا لا يعني أن النساء المنفتحات لا يمكن أن يحصلن على هذين الأمرين؛ إلا إن الأمر طبيعي أكثر للذكور المنفتحين.

الخلاصة:

يتفق معظم علماء النفس على وجود اختلافات شخصية مستقرة ويمكن التنبؤ بها بين الجنسين.

ما هو اتساع الفجوة؟ وجدت إحدى الدراسات أن معرفة الصفات الشخصية للفرد، دون معرفة جنسه أو جنسها، مكننا من تخمين جنسه في 85٪ من الحالات تقريبًا.

الشخصية والصفات النفسية الأخرى ليست إشارة حتمية إلى جنس شخص ما، لكنها ليست نقطة بداية سيئة أيضًا.

اقرأ أيضًا:

لماذا تعيش النساء مدة أطول من الرجال ؟

ترجمة: حسين وعد يوسف

تدقيق: عون حدّاد

مراجعة: آية فحماوي

المصدر