ربما سمعتم عن «الكواكب الحارة الشبيهة بالمشتري»، وهي فئة من الكواكب الخارجية الغازية العملاقة المشابهة فيزيائيًا لكوكب المشتري، لكن لها فترات مدارية قصيرة جدًا، وأدى القرب الشديد من نجومها وارتفاع درجات حرارة الغلاف الجوي السطحي إلى تسميتها بذلك الاسم.

من المرجح أيضًا أنه تناهى إلى مسامعكم مصطلح «الكواكب النبتونية القزمة»، وهي مجموعة الكواكب الأقل كتلة من كوكب نبتون ولكنها تشبهه في احتوائها على غلاف جوي سميك من الهيدروجين والهيليوم، وربما مع طبقات عميقة من الجليد أو الصخور أو المحيطات السائلة.

ويحتمل أنه صادفكم اسم «الكواكب الأرضية الفائقة»، وهي نوع من الكواكب الخارجية تمتلك كتلة أكبر من كتلة الأرض، ولكنها أقل بكثير من كتلة العمالقة الجليدية في النظام الشمسي -أورانوس ونبتون- لكن لا يعني هذا أن ظروف سطحها يسمح بالعيش عليها.

لكن هل سمعتم عن كواكب مقلة العين ؟

يعتقد علماء الكواكب أنه قد يكون هناك بالفعل نوع من الكواكب الخارجية تبدو بصورة مخيفة مثل مقلة العين العملاقة، تقبع في الفضاء وتحدق فحسب. إلا أن الأمر في الواقع ليس غريبًا كما يبدو، فإطلالة تلك الكواكب لها علاقة بما يسمى بالانغلاق المداري «أو التقييد المدِّي».

يحدث التقييد المدِّي عندما يستغرق دوران الجسم حول نفسه نفس الوقت الذي يستغرقه للدوران في مداره. وهذا يعني أن جانبًا واحدًا يواجه الجسم الذي يدور حوله طوال الوقت. القمر، على سبيل المثال، مقيد مديًا بالأرض، ولهذا السبب لا نرى جانبه البعيد عنا أبدًا.

ليست الأرض مقيدةً مديًا للشمس، ولذلك لدينا تعاقب لليل والنهار، لكن هناك كواكب خارجية مقيدة مديًا أمام نجومها، ما يعني أن أحد الجانبين في نهار دائم، والآخر في ليل دائم. كل جانب تختلف ظروفه الجوية عن الجانب الآخر، وقد يبدو فيها الجانب النهاري مختلفًا تمامًا عن الجانب الليلي. اعتمادًا على مدى قرب الكوكب من النجم، يمكن أن يكون أحد جوانبه قاحلًا، وتتبخر كل المياه بسبب الإشعاع النجمي، لكن الجانب الآخر في ظلام دامس، ربما يلتف حوله غطاء جليدي ضخم، وينتهي بحلقة جليدية.

وفقا لدراسة أجريت عام 2013 ونشرت في مجلة أستروبيولوجي، يُحتمل أن تكون هذه الحلقة صالحة للسكن في منطقة الشفق الدائم، مع وجود مياه من ذوبان الأنهار الجليدية فيتيح منطقة خصبة يمكن أن تنمو فيها حياة نباتية، وتعد هذه مقلة عين ساخنة.

وفقًا لعالم الفلك شون ريموند، هناك كذلك مقلة العين الجليدية، إذ يكمن الكوكب بعيدًا عن حرارة نجمه، ولديه غطاء جليدي في الجانب الليلي. لكن الجانب المواجه للنجم ليس أرضًا جرداء أو قاحلة، لكنه محيط سائل، وقد يكون صالحًا بوصفه مأوى هو الآخر، مثل البحار التي تعج بالحياة على الأرض.

أشار ريموند إلى أن كلًا من مقل العين الساخنة والأخرى الجليدية هي حالات متطرفة، ولكن أي كوكب مقيد مديًا لنجمه من المرجح أن يبدو مختلفًا تمامًا على جانبيه النهاري والليلي، ويمكن أن تأتي الاختلافات من السحب المتجمعة في مناطق معينة، أو من ذوبان الجليد على الجانب النهاري، أو من تجمد الجليد على الجانب الليلي، أو من أي عدد من المصادر المحتملة الأخرى. قد تكون المجرة مليئة بأنواع جامحة من كواكب مقلة العين.

في النهاية، إن الكون متسع للغاية، ومن المؤكد أن مقل العيون الفضائية العملاقة ليست الفكرة الأغرب على الإطلاق، فمن الممكن وجود كل ما هو غير متوقع هناك.

اقرأ أيضًا:

كوكب خارجي يمتلك مدارًا حول نجمه سيؤدي به إلى الدمار

تقدر السنة على هذا الكوكب بثماني عشرة ساعة وهذا هو الأمر الغريب بشأنه

ترجمة: عمرو أحمد

تدقيق: جعفر الجزيري

المصدر