يحدث القلق استجابةً للضغط النفسي وقد يُسبب طيفًا متنوعًا من الأعراض الجسدية والنفسية، ويمكن أن يترافق القلق الشديد بزيادة ملحوظة في معدل ضربات القلب ومعدل حركات التنفس إضافةً إلى إمكانية الشعور بنوبة من الغثيان.

قد تشعر بالقليل من الغثيان في لحظة من القلق الشديد على هيئة انزعاج في المعدة كما تشعر قبل تقديم عرض تقديمي ما أمام الناس أو الذهاب لمقابلة عمل.

لكن الغثيان المتعلق بالقلق قد يُسبب انزعاجًا معديًا في بعض الأحيان، وقد تشعر بمعدتك تنقبض إلى درجة تتطلب الذهاب للحمام، أو حتى إلى درجة التقيؤ.

يشعر الجميع بالقلق من وقت لآخر وهذا ليس أمرًا غريبًا أو سيئًا بالضرورة، لكن الشعور بالغثيان المرافق للقلق قد يُسبب مشكلات عند تكرار حدوثه.

ما سبب الغثيان المرافق للقلق؟

قد يُحفّز القلق استجابة من نوع (المواجهة، أو الهرب، أو البقاء ساكنًا)، وعندها يُحضّر الجسم صاحبه لمواجهة مأزق ما، وهذه ردة فعل طبيعية لموقف يحمل ضغطًا نفسيًا عاليًا، قد تساعد على النجاة عند الحاجة.

يطلق الجسم دفقة من الهرمونات عند الشعور بالضغط النفسي أو القلق، وتتفاعل النواقل العصبية في الدماغ مع ذلك بإرسال إشارات لباقي الجسم من أجل:

  •  زيادة معدل ضربات القلب.
  •  زيادة معدل التنفس.
  •  شد العضلات.
  •  إرسال المزيد من الدم للدماغ.

يمكن الافتراض أن القلق والضغط النفسي يؤثران في أجهزة الجسم جميعها بما فيها الجهاز القلبي الوعائي، وجهاز الغدد الصم ، والجهاز الحركي، والجهاز العصبي، والجهاز التناسلي والجهاز التنفسي.

أما بالنسبة للجهاز الهضمي فقد يُسبب الضغط النفسي ما يلي:

  •  الغثيان والإقياء.
  •  حرقة الفؤاد أو الارتجاع الحمضي.
  •  ألم المعدة أو الغازات أو الشعور بالانتفاخ.
  •  الإسهال أو الإمساك أو تشنجات مؤلمة في الأمعاء.

وقد يُحفّز الشعور بالقلق أعراضًا مثل الغثيان والإقياء عند المصابين بمتلازمة القولون المتهيج أو المصابين بالانزعاج المعدي المزمن.

من أنواع اضطرابات القلق التي قد تسبب الغثيان:

  •  اضطراب القلق المعمم (القلق المزمن).
  •  اضطراب الهلع.
  •  الرهابات.
  •  اضطراب الكرب التالي للصدمة PTSD.
  •  اضطراب القلق الاجتماعي.

كيف يمكن التخلص من الغثيان المرافق للقلق؟

إن الأعراض الناتجة عن القلق حقيقية، فالجسم يستجب لتهديدٍ ملموس، وبافتراض أن ذلك ليس بسبب حالة طارئة حقيقية فيمكن فعل بعض الأشياء للمساعدة في السيطرة على القلق والغثيان.

التأقلم مع القلق

عندما يسيطر القلق عليك فحاول التركيز على الوقت الحاضر بدلًا من التوتر بشأن ما قد يحدث لاحقًا، وخذ بعين الاعتبار ما يحدث في اللحظة الراهنة، وذكّر نفسك أنك بأمان وأن هذا الشعور مؤقت.

إضافةً إلى ذلك يمكن محاولة أخذ نفسٍ طويل وعميق عدة مرات أو تشتيت الذات بالاستماع إلى أغنية مفضلة أو العد العكسي بدءًا من الرقم 100.

قد يأخذ الجسم بعض الوقت لتفسير الإشارات بعدم وجود خطر محدّق، لذلك عليك ألا تقسى على نفسك.

توجد بعض الأشياء التي يمكن فعلها للتأقلم مع القلق على المدى البعيد مثل:

  •  ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  •  اتباع نظام غذائي صحي ومتّزن.
  •  الحد من تناول الكحول والكافيين.
  •  أخذ قسط كاف من النوم.
  •  التواصل مع الأصدقاء والحفاظ على الحياة الاجتماعية.
  •  وجود خطة جاهزة يمكن اللجوء إليها عند الشعور بالقلق (التأمل، أو العلاج بالروائح، أو تمارين التنفس العميق).

تجب زيارة الطبيب في حال الإصابة بالقلق المزمن لإجراء فحص عميق، ويستطيع الطبيب تحويل المصابين بالقلق للمختصين الذين يستطيعون المساعدة في تحديد مثيرات القلق ومواجهة المشكلات المتعلقة به، إضافةً إلى تعليم المصابين كيفية إبقاء حالتهم تحت السيطرة.

التأقلم مع الغثيان

يمكن تجربة بعض الأشياء عند الشعور بالغثيان مثل:

  •  أكل كمية قليلة من طعام جاف مثل البسكويت أو الخبز دون إضافات.
  •  ارتشاف الماء (أو أي مشروب صافٍ وبارد) ببطء.
  •  ارتداء ملابس لا تضغط على المعدة بدلًا من ارتداء الملابس المشدودة.
  •  محاولة الاسترخاء والتهدئة بأخذ أنفاس طويلة وعميقة.

يمكن تجنب بعض الأشياء عند الشعور بالغثيان كذلك مثل:

  •  الأطعمة المقلية أو الحلوة أو الغنية بالدهون.
  •  المزج بين الأطعمة الباردة والحارة.
  •  النشاط الجسدي الشديد.

في حال استمرار الغثيان أو زيادة شدته فيمكن اتباع بعض النصائح للوقاية من الإقياء أو اعتراضه.

عند حدوث الإقياء فيجب:

  •  شرب الماء أو غيره من السوائل الصافية على هيئة رشفات صغيرة لتعويض السوائل المفقودة.
  •  الراحة وتجنب النشاط الجسدي.
  •  عدم تناول الأطعمة الصلبة حتى انتهاء الحالة.

أما على المدى البعيد:

  •  تجنب الأطعمة الثقيلة والغنية بالدهون.
  •  شرب كميات كافية من المياه والحد من تناول الكحول والكافيين.
  •  تناول وجبات صغيرة خلال اليوم بدلًا من ثلاث وجبات كبيرة.

متى تجب استشارة الطبيب؟

يحين الوقت لاستشارة الطبيب عند تكرار الحاجة لاستخدام أدوية الغثيان أو التقيؤ كثيرًا. وعندما يؤثر الغثيان المتعلق بالقلق أيضًا على نوعية الحياة دون القدرة على السيطرة عليه. يمكن طلب التحويل إلى أحد المختصين بالصحة النفسية في حال لم يكن ذلك ناتجًا عن حالة طبية ما.

في النهاية

يعاني الجميع الضغط والقلق النفسي في مرحلة ما، وتوجد بعض الخطوات التي يمكن اتباعها للحد من الضغط النفسي والتعامل مع النوبات العارضة من الغثيان.

المساعدة متاحة، ويمكن التعرف على الإصابة بالقلق والغثيان واضطرابات القلق والسيطرة عليها بفعالية جيدة.

اقرأ أيضًا:

الأعراض الجسدية للقلق وكيفية التعامل معها

أكثر أربعة أطعمة تزيد القلق سوءًا

ترجمة: حاتم نظام

تدقيق: لين الشيخ عبيد

مراجعة: لبنى حمزة

المصدر