ما أسباب الطفح الجلدي تحت الثدي ؟

تتعدد الأسباب المؤدية إلى ظهور الطفح الجلدي تحت الثدي ، فبعيدًا عن الطفح الحراري، تُصنف تلك الأسباب عمومًا إلى أربع فئات تتضمن: الأخماج والحساسية واضطرابات المناعة الذاتية والسرطان.

الطفح الجلدي الحراري (الدخنية):

يحدث عند انسداد قنوات الغدد العرقية تحت الجلد، فبدلًا من خروج العرق إلى خارج الجسم عبر المسام، يتجمع تحت البشرة، خاصةً عند التعرض الزائد للحرارة والرطوبة، ما يؤدي إلى ظهور الطفح الجلدي والالتهاب.

التدبير الأفضل للطفح الحراري هو بتبريد المنطقة المصابة من الجلد وتهدئتها، وهو يزول تلقائيًا غالبًا.

1- الأخماج (العدوى):

يوفر بقاء الجلد تحت الثدي رطبًا ودافئا بيئةً مثاليةً لتكوّن الأخماج الخميرية والفطرية والجرثومية في هذه المنطقة.

داء المبيضات:

تسببه نفس الخمائر أو الفطريات المسببة لأخماج المبيضات المهبلية (الإنتانات الخميرية المهبلية) وداء المبيضات الفموي (القلاع) وطفح الحفاض، إذ تصيب هذه الأخماج الفطرية الأطفال والمرضى الذين يتناولون المضادات الحيوية، إضافةً إلى اللذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي.

تشكل البيئة الدافئة الرطبة تحت الثدي مكانًا مناسبًا لتكاثر خمائر المبيضات، وتتمثل أعراضه في الطفح الجلدي، الذي يسبب غالبًا حكةً شديدةً وظهور بثور مزعجة وتشققات صغيرة.

يُعالَج باستخدام الكريمات المضادة للفطريات، ويُعَد الحفاظ على جفاف البشرة مهمًا للشفاء من العدوى، وقد يصف الطبيب الأدوية المضادة للفطريات الفموية في حال انتشار العدوى على نطاق واسع.

السعفة:

أحد أنواع الأخماج الفطرية العديدة التي تُسمى الدودة الحلقية، لكن لا علاقة لها بالديدان في الواقع، بل تسببها فطريات، وهي كائنات مجهرية وحيدة الخلية تعيش في الهواء والتربة والمياه وفي أجسام الكائنات الحية، وتؤدي إلى ظهور حلقة حمراء مميزة على الجلد تبدو كبقع جلدية حمراء مستديرة.

وهي حالة مرضية شديدة العدوى، وقد تنتقل عبر عدة طرق غالبًا، فقد تحدث العدوى نتيجة الاتصال المباشر مع شخص مصاب، كمشاركة المناشف والأغطية والحمامات، أو قد تنتقل من الحيوانات الأليفة.

تتغذى أنواع الطفيليات المسببة للسعفة وأمراض جلدية -مثل سعفة القدم (قدم الرياضي) وسعفة الأرفاغ (السعفة الساقية)- على مادة الكيراتين (البقايا البروتينية للخلايا الميتة)، وهو العنصر الأساسي في تركيب الجلد والأظفار والشعر.

الطفح الجلدي تحت الثدي: الأسباب والعلاج - الأخماج والحساسية واضطرابات المناعة الذاتية والسرطان - الصدفية العكسية - انسداد قنوات الغدد العرقية

تُعالَج السعفة باستخدام المراهم المضادة للفطريات، وتُصرف بموجب وصفة طبية أو دونها.

2- الحساسية:

تسبب الشرى، وهو طفح جلدي قد يحدث في أي مكان بالجسم ويظهر على شكل آفات حمامية (بثور) حاكّة بشدة، حمراء اللون أو بلون البشرة في حالات نادرة، وعند الضغط عليها سيشحب لونها ويتحول إلى الأبيض. ويحدث نتيجة استجابة حساسية لتفاعل الجسم مع مجموعة من المواد، تتضمن:

  •  الأطعمة.
  •  الأدوية.
  •  لسعة الحشرات (اللدغ).
  •  غبار الطلع.
  •  النباتات.

تسبب المادة الكيميائية الطبيعية الموجودة في الجلد المعروفة بالهيستامين حدوثه، لذلك يُعالَج الشرى عادةً بمضادات الهيستامين التي تمنع إفرازه. يمكنك إضافةً إلى ذلك استخدام الكمادات الباردة والمستحضرات الموضعية مثل مراهم الكورتيزون أو غسول الكالامين.

قد يوصي الطبيب عند الإصابة به باستمرار بمراجعة اختصاصي في أمراض الحساسية الذي سيحدد لك المواد المسببة للحساسية لتتمكن من تجنبها في المستقبل.

3- اضطرابات المناعة الذاتية:

قد تسبب بعض اضطرابات المناعة الذاتية طفحًا جلديًا تحت الثدي، حالاته المزمنة غير قابلة للشفاء، لكن معالجة أعراضها ممكنة.

الإكزيما:

تظهر على شكل بقع جلدية (لطخات) ملتهبة حاكّة بشدة، حمراء اللون أو ذات لون ترابي (بني رمادي) مائل للحمرة، وقد تصبح البشرة مع مرور الوقت جافةً ومعرضة للتهيّج والحكة قبل أن تلتهب من جديد. وتُعَد الحكة الشديدة أحد العلامات المميزة للإكزيما أو التهاب الجلد التأتبي.

قد تتطور إلى حويصلات صغيرة مملوءة بالسوائل، متقشرة. قد تظهر الإكزيما في أي مكان على الجسم، لكنها أكثر شيوعًا في المناطق الآتية:

  •  الوجه.
  •  اليدين.
  •  القدمين.
  •  خلف الركبتين.
  •  السطح الداخلي للمرفق.

الإكزيما غير قابلة للعلاج، لكن يمكن السيطرة عليها بالمحافظة على رطوبة الجلد، عن طريق استخدام المرطبات الخالية من العطور، ومراهم الكورتيزون لتخفيف الحكة، وقد تؤدي بعض العوامل إلى تهيج الإكزيما وتفاقم أعراضها، منها:

  •  الصابون القاسي والمنظفات.
  •  الصوف.
  •  التعرق.
  •  الإجهاد.

صدفية الثنيات:

تُعرف أيضًا بالصدفية العكسية، وهي مرض مناعي ذاتي مزمن يسبب ظهور بقع ناعمة من الجلد الأحمر، وتظهر في مناطق الثنيات بالجلد مثل الإبطين وتحت الثدي وبين الفخذين، وتُعد نوعًا غير شائع من الصدفية، ولا تحتوي عادةً على اللويحات الجلدية المتقشرة التي تُشاهد في أنواع الصدفية الأخرى.

تُعد المراهم الستيرويدية الخيار العلاجي الأول، وتُستخدم الأدوية الجلدية المثبطة للمناعة تدريجيًا في الحالات الأشد.

فرط التعرق:

هو حالة تتميز بإفراز الغدد العرقية كميةً كبيرةً من العرق تزيد على الحد الطبيعي المطلوب للمحافظة على توازن درجة حرارة الجسم وتبريده، وهي حالة مجهولة السبب، وإن ارتبطت غالبًا بعوامل وراثية.

يحتوي جسم الإنسان على غدد عرقية يتراوح عددها 2 – 4 ملايين غدة عرقية وسطيًا، وتبلغ كمية العرق التي تخرج من الجسم يوميًا نحو ربع لتر من السوائل، ويشكل العرق وسطًا مناسبًا للجراثيم إذ تستهلكه مسببةً أخماجًا جلدية.

قد تساعد مضادات التعرق عند استخدامها تحت الثدي، وتتوفر أنواع مخصصة من مضادات التعرق للاستخدام تحت الثدي، بعضها على شكل مسحوق (بودرة)، وإذا لم تحقق النتيجة المرجوة قد يصف الطبيب مضادًا للتعرق ذا مفعول أقوى.

تُعالج الحالات الشديدة عن طريق حقن البوتوكس أو إزالة الغدد العرقية باستخدام الليزر أو الجراحة التقليدية.

داء هيلي-هيلي (الفقاع العائلي الحميد):

هو اضطراب جلدي وراثي نادر، يتميز بظهور طفح جلدي مزمن مع تقرحات، يتكرر ظهوره، ويصبح الجلد مع مرور الوقت قاسيًا وجافًا، وقد تظهر عليه تشققات مؤلمة. ينتشر تحت الثدي، وقد يُلاحظ في أماكن أخرى من الجسم مثل:

  •  على العنق.
  •  بين الأرداف.
  •  تحت الإبط أو بين الفخذين.

يُعالَج غالبًا باستخدام مراهم الستيرويدات القشرية، إضافةً إلى المضادات الحيوية، أما الحالات الأشد فتعالج فمويًا بالستيرويدات القشرية أو المضادات الحيوية، وقد يفيد العلاج الضوئي (بالضوء فوق البنفسجي) أو العلاج بالليزر.

سينصحك الطبيب عند الإصابة بهذا المرض بالابتعاد عن العوامل أو الأوضاع المسببة للتعرق، مثل تجنب ارتداء الملابس الثقيلة التي تؤدي إلى الشعور بالحر وكثرة التعرق، وعدم إجهاد نفسك في الطقس الحار لتجنب حروق الشمس.

4- السرطان:

يُعد سرطان الثدي الالتهابي نوعًا نادرًا جدًا وسريع الانتشار والتطور من السرطان، وتتضمن أعراضه:

  •  تلون جلد الثدي باللون الوردي أو الأحمر.
  •  ظهور تنقر بجلد الثدي المصاب، يشبه قشر البرتقال.
  •  طفح جلدي يشبه البثور.
  •  انقلاب الحلمة إلى الداخل.

ومع أن هذا النوع من سرطان الثدي نادر، تجب مراجعة الطبيب فور ظهور الأعراض. ويُعالَج نموذجيًا بخطة علاجية مشتركة تشمل العلاج الكيميائي والشعاعي والجراحة.

متى تجب مراجعة الطبيب:

يجب عليكِ التواصل مع الطبيب في حال:

  •  كنتِ تعانين مرضًا مزمنًا أو ضعفًا في الجهاز المناعي.
  •  تطورت لديكِ أعراض مثل الحمى أو الغثيان أو التقيؤ.
  •  ظهور طفح جلدي مؤلم بشدة.
  •  لم تشهدي تحسنًا بعد استخدام تدابير المساعدة الذاتية لعدة أيام.
  •  احتوى الطفح الجلدي تقرحات مفتوحة لا تلتئم.
  •  كنتِ تعانين أعراض سرطان الثدي الالتهابي، مثل الجلد الأحمر المتنقر والحلمة المقلوبة.

التوقعات حول الطفح الجلدي تحت الثدي:

نادرًا ما يكون الطفح الجلدي تحت الثدي أكثر من مجرد إزعاج يسبب الشعور بعدم الراحة، وتُشفى معظم الحالات في غضون أسبوعين عن طريق تحديد السبب الكامن ومعالجته.

نصائح للتخلص من الطفح:

قد تساعدك بعض الإجراءات على علاج الأعراض:

  •  تجنبي ارتداء حمالات الصدر قدر الإمكان حتى يزول الطفح الجلدي.
  •  تجنبي ارتداء الأسلاك التحتية لحمالات الصدر وتأكدي من كون الحمالة مناسبة دون ربط.
  •  من المفيد أحيانًا ارتداء بطانات لحمالة الصدر أو الحشوات الصغيرة التي تمتص الرطوبة الموجودة تحت الثديين.
  •  ارتداء ملابس فضفاضة مناسبة مصنوعة من الأقمشة التي تساعد على تبريد الجسم، مثل القطن والكتان.
  •  استخدام الصابون والغسولات والمرطبات الخالية من العطور.
  •  استخدام الكمادات الباردة على المنطقة المصابة.
  •  قد يساعد غسول الكالامين على تخفيف الحكة.
  •  تساعد البودرة الجافة على منع حدوث الطفح الجلدي، ويمكن استخدام بودرة نشاء الذرة، لكنها قد تؤدي إلى تفاقم بعض أنواع الطفح، خاصةً إن كان سببه عدوى الخميرة.

اقرأ أيضًا:

سعفة الجسم

الشرى

ترجمة: سارة إيليا وسوف

تدقيق: أكرم محيي الدين

مراجعة: آية فحماوي

المصدر