يُتوقع أن يرتطم الصاروخ برفيقنا القمري بسرعة تصل 9,288 كم/ الساعة. توقع الفلكيون أن صاروخ سبيس إكس الذي أُطلق منذ سبع سنوات تقريبًا قد شارف على الاصطدام بالقمر، أُطلق الصاروخ فالكون 9 في فبراير 2015، وكان جزءًا من مهمة لإرسال قمر صناعي من أجل مراقبة المناخ على بعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض، ولكن نفاد الوقود أدى إلى اندفاع الصاروخ البالغ وزنه 4.4 طن (4 طن متري) حول الفضاء في مدار فوضوي.

يُتوقع الآن أن يصطدم القسم الأعلى من الصاروخ بإحدى جوانب القمر في أثناء سفره بسرعة فائقة تبلغ 9,288 كم/الساعة في 4 مارس 2022، وفقًا لبيل غراي مطور البرمجيات التي تتعقب الأجسام القريبة من الأرض.

في تغريدة كُتبت في 21 يناير، صرح غراي بأن: «خردة الفضاء قد سافرت حذو القمر في 5 يناير ولكن من المرتقب أن ترتطم به يوم 4 مارس».

وأضاف: «أن هذه الحالة غير المتعمَّدة (لحطام صاروخي يضرب القمر) هي الأولى من نوعها والوحيدة التي يعلم بها».

وقد أُرسل المعزز المفقود الآن إلى الفضاء بوصفه جزءًا من بعثة سبيس إكس الأولى في الفضاء العميق، إذ أطلقت الشركة مرصد المناخ، وهو قمر صناعي صُمم ليرصد العواصف الشمسية ومناخ الأرض على حد سواء، إلى حد بلوغ نقطة لاغرانج مستقرة الجاذبية بين الشمس والأرض، وبعد أن أنهى الصاروخ مهمته، نفد وقود القسم الثاني منه فبدأ في الدوران حول الأرض والقمر في مدار لا يمكن التنبؤ به.

كتب غوناثان ماكدويل عالم الفيزياء الفلكية في جامعة هارفارد، في تويتر تغريدة أكد فيها ارتطام الصاروخ في الرابع من مارس، وأشار إلى أن هذا الارتطام وإن بدا مثيرًا للاهتمام فهو ليس بتلك الأهمية.

تنبأ غراي بأن قسم الصاروخ الأسطواني الطويل ينبغي أن يهبط في مكان ما حول خط الاستواء على سطح القمر في جانبه البعيد، ما يعني أن الارتطام سيحدث على الأرجح دون ملاحظته.

لكن يبقى مساره غير مؤكد وقد تغيره بعض العوامل، ومن ضمنها مثلًا ضغط ضوء الشمس الإشعاعي، ما قد يسبب سقوط الصاروخ جانبيًّا.

كتب غراي في تغريدة: «قد تكون خردة الفضاء معقدة بعض الشيء، لدي نموذج رياضي متكامل -إلى حد ما- لما تفعله كل من الأرض والقمر والشمس والكواكب وكيف تؤثر جاذبيتها في الجسم».

وأضاف: «لدي فكرة تقريبية عن كمية ضوء الشمس الذي يُدفع للخارج انطلاقًا من الجسم بنحو لطيف بعيدًا عن الشمس، ومع ذلك، يصعُب التنبؤ بالآثار الفعلية لضوء الشمس، إنها لا تندفع إلى الخارج فحسب؛ فبعضها يرتد على الجوانب».

ويعد التنبؤ الجيد بالمكان الذي ستهبط فيه القمامة الفضائية مهمًّا؛ لأنه يتيح المجال للأقمار الصناعية التي تدور حاليا حول القمر، مثل مدارات الاستطلاع القمرية التابعة لناسا والمركبة الفضائية شاندرايان الهندية، لمراقبة الأجسام الكامنة تحت سطح القمر التي تكشف عنها فوهة الارتطام، أو حتى مراقبة الارتطام نفسها.

ليست هذه المرة الأولى التي يصطدم فيها قمر صناعي بشري بالقمر. في عام 2009، أُطلق قمر ناسا لرصد الفوهات القمرية واستشعارها إلى القطب الجنوبي للقمر بسرعة 9,000 كم/ساعة، وسبب تصدعًا سمح للعلماء بالكشف عن خصوصيات الماء المتجمد.

اقرأ أيضًا:

اجتاز “Starhopper” صاروخ المريخ التجريبي التابع لشركة سبيس إكس آخر تجربة بنجاح

ناسا منزعجة بسبب صاروخ إيلون ماسك العملاق

«سبيس إكس» باتت تمثل عائقًا أمام الفلكيين بسبب كثافة الأقمار الصناعية!

ترجمة: فاطمة البجاوي

تدقيق: تسبيح علي

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر