بعد حدوث ما وصفه مؤسس شركة سبيس إكس SpaceX إيلون ماسك بالخطأ المُحرج لمهمة Starhopper ، أطلقت الشركة مركبة صاروخية تجريبية أقلعت وهبطت بشكل مذهل يوم الثلاثاء السابع والعشرين من آب/أغسطس. وغرّد ماسك على تويتر بعد نجاح التجربة بمدة قصيرة :«تهانينا فريق SpaceX!!» وأردف: «يومًا ما ستهبط Starship على رمال المريخ الحمراء».

Starhopper هي مركبة بطول 18 مترًا بنموذج Squat Steel لنظام الإقلاع المريخي Starship المخطط إطلاقها للمريخ، يقع هذا النظام في مؤسسة إطلاق صواريخ SpaceX وتطويرها بالقرب من شاطئ بوكا تشيكا في الطرف الجنوبي الشرقي من ولاية تكساس.

أطلقت شركة سبيس إكس SpaceX مركبة Starhopper في أول طيران غير مُقيد لها في تموز/يوليو، لكن ماسك قال أن الإقلاع الذي حدث يوم الثلاثاء -والذي كان واضحًا أنه نجح نجاحًا تامًا- سيكون الأخير.

وتستمر الشركة باختبار نماذج أكبر وأكثر تأهيلًا لتناسب Starship، وتأمل خلال الأعوام القليلة القادمة أن تُطور نسخة نهائية من نظام إطلاق ذي مرحلتين يُعاد استخدامه.

ريثما تكتمل، ستكون المركبة المحاطة بالفولاذ غير القابل للصدأ بطول أربعين طابقًا وستكون مُعدّة بأربعين مُحرّك رابتور Raptor صاروخي، وهو مُحرك يعتمد على احتراق الميثان السائل المُبرّد والأكسجين السائل.

لكن بدايةً على سبيس إكس اختبار تقنيات مُحرِّكاتها الحديثة –أحدها مُحرِّك رابتورRaptor-.

أقلعت Starhopper عند الساعة 6:02 مساءً شرق غرينتش يوم الثلاثاء، أو في 5:02 مساءً حسب التوقيت المحلي لمكان الإقلاع (10:02 مساءً حسب توقيت غرينتش)، ثم هبطت بعد 75 ثانية.

رابط فيديو الإقلاع:

حالما يبدأ المحرك بالعمل، تصدر عن الإطلاق سحابة كثيفة من الأدخنة والغبار، بعد ذلك توَجِّه المركبة محركها لتتحرك للأعلى ثم باتجاه الشرق وتصدُر ردود فعل تتحكم بها -تُرى بشكل نفخات من الدخان الأبيض- لتبقيها في الطريق الصحيح.

بعدها، تهبط المركبة على أرض صلبة ضمن سحابة فوضوية من الغبار والدخان وتكون بعيدةً عن مكان الإطلاق بضع مئات الأقدام (نحو 100-200 متر).

طيران ناجح بعد حدوث خطأ «مُحرج»

كانت تأمل الشركة أن يحدث الإقلاع يوم الاثنين، لكن المحاولة أُجِّلَت مرات عدة قبل الإخفاق وذلك عندما بقي 0,8 ثانية لينتهي العد التنازلي. يقول ماسك أن المشكلة كانت تتعلق بأجهزة الإطلاق two torch-like devices التي تُشغِّل محرك رابتور الوحيد الخاص بمركبة Starhopper.

وقد غرَّد ماسك مباشرة بعد عملية الإلغاء يوم الاثنين: «يجب فحص حارقات الوقود، سنُجرِّب مرة أخرى غدًا في نفس الوقت». وأضاف أنه من المحتمل أن يكون السبب مشكلة تتعلق بالأسلاك والموصِلات. وفي وقت متأخر من الليل، أجاب ماسك على أحد مستخدمي تويتر الذي تساءل عن عدم وجود حسّاسات أو أجهزة تحقق أخرى من أجل أجهزة المركبة -والتي تُعَد ضرورية للصاروخ المُقلِع- بغرض التأكد من أنها تعمل جيدًا. وكان ردُّ ماسك على ذلك: «نعم، في الواقع هذا مُحرج».

بغض النظر عمّا فعله العاملون في SpaceX لإصلاح الخطأ لكن يبدو أن عملهم قد نجح، أما الآن بعد آخر طيران لـStarhopper ضمن وعائها، يمكن للشركة أن تنتقل إلى تركيب عدد أكبر من محركات رابتور Raptor الخاصة بها لنماذج أكبر وأكثر تأهيلًا.

Starhopper هي خطوة من العديد من خطوات SpaceX للوصول إلى المريخ، تعمل شركة SpaceX على إطلاق نموذج أكبر حجمًا يُدعى Starship Mk1، وستستخدم هذه المركبة ثلاثة مُحركات رابتور Raptor للإقلاع من موقع تكساس لتُحلق حول الأرض وتعود إلى مكان إقلاعها.

وتبني شركة الصواريخ أيضًا نموذجًا مُشابهًا ينافس المركبة الأولى في فلوريدا يدعى Starship Mk2.

قبل أن تُطلق SpaceX أيًا من المركبة الصاروخية البدائية أو مركبات Starships كاملة التصنيع، تحتاج إلى موافقة من قبل إدارة الطيران الفيدرالية FAA
.
غرَّد ماسك في شهر مارس: «نعمل على الحصول على موافقة الجهات الرقابية في كل من بوكا شيكا في تكساس وكايب كينيدي في فلوريدا»، «سنبني كُلًا من Starship وSuper Heavy في نفس الوقت في كلا الموقعين».

هذه المركبات توصلنا إلى Starship وهي مركبة فضائية تكاد تصل إلى 18 طابقًا، وSuper Heavy Booster تكاد تصل إلى 23 طابقًا.

فضلًا عن ذلك فنظام الإطلاق مخصص لإعادة استخدامه بشكل كامل، ما يُخفف إلى حد كبير كلفة السفر إلى الفضاء.

يمكن بناء نسخ أخرى بهدف نشر مئات الأقمار الصناعية في وقتٍ واحد أو لنقل المسافرين في صاروخ يأخذهم إلى منتصف الطريق حول العالم خلال ما يقارب النصف ساعة.

أطلقت SpaceX مركبة starhopper لأول مرة في أبريل، وهذه التجربة أمّنت المركبة الصاروخية بقيود ضخمة تشبه سلاسل الدراجة أحاطت بطرفها السفلي، وقد رُفعت المركبة عدة إنشات عن سطح الأرض.

في 25 تموز/يوليو، ارتفعت المركبة نحو 18 مترًا عن سطح الأرض وهي غير مُقيدة؛ ذلك أشعل نارًا عن غير قصد في منطقة قريبة لإدارة الحياة البرية ما أحرق أكثر من 100 فدان.

بعدما انتهى عمل Starhopper، سيُفككها العاملون قريبًا إلى أجزاء ويحولوها إلى تجربة تبدو غريبةً لفحص محركات الرابتور Raptor والتي ستزود صواريخ SpaceX بالطاقة مستقبلًا.

من المقرر أن يقدم ماسك مخططات الشركة من أجل نظام الإطلاق، ومن الممكن وصوله للمريخ والقمر في عشرينيات العقد القادم، في وقتٍ ما خلال أيلول/سبتمبر.

اقرأ أيضًا:

صواريخ ايلون ماسك تحدث ثورة، السفر إلى الفضاء أرخص بمئة مرة

هذه هي خطّة (إلون موسك Elon Musk) المُذهلة لاستعمار المرّيخ

ترجمة: محمد يزبك

تدقيق: علي قاسم

المصدر