يعد ضمور فوكس أو تنكس فوخس مرضًا يصيب في العادة القرنية في العينين معًا، وهي نسيج شفاف قوي يغطي القزحية والبؤبؤ، يُعرف هذا التنكس القرني أيضًا بضمور فوكس القرني وضمور فوكس البطاني القرني.

في ضمور فوكس، تختل الطبقة الداخلية أو الطبقة الأعمق في القرنية تدريجيًا مع موت الخلايا. عندما تكون هذه الطبقة سليمة، تؤدي دور المضخة لإزالة السوائل من القرنية والحفاظ على شفافيتها.

لذا فمع توقف خلايا الطبقة الداخلية عن العمل، قد تتراكم السوائل الزائدة داخل القرنية مسببةً انتفاخها، ما يؤدي بدوره إلى تشوش في الرؤية أو ظهور غشاوة على العين، وقد تظهر أيضًا فقاعات صغيرة على سطح القرنية مصحوبة بألم وتهيج.

مراحل ضمور فوكس:

تنقسم مراحل ضمور فوكس القرني إلى مرحلتين رئيسيتين:

  •  المرحلة المبكرة: في هذه المرحلة، يحدث تشوش في الرؤية صباحًا قبل أن يتحسن تدريجيًا مع مرور ساعات النهار.
  •  المرحلة المتقدمة: مع تفاقم الحالة المرضية، يصبح الانتفاخ ثابتًا، وقد يستمر تشوش الرؤية على نحو دائم.

أعراض ضمور فوكس:

قد لا تظهر أي أعراض في المرحلة المبكرة من المرض، وإذا ظهرت علامة لدى المصاب خلال هذه المرحلة، فغالبًا ما تكون تشوش الرؤية صباحًا ثم تحسنها خلال النهار.

أما في المراحل المتقدمة من ضمور فوكس البطاني القرني، فقد تظهر أعراض مثل:

  • ضعف الرؤية في أثناء الليل، مثل رؤية توهجات وهالات حول مصادر الضوء.
  •  صعوبة الرؤية في الأيام الممطرة.
  •  صعوبة إبصار الأشياء أمام خلفيات معينة بسبب ضعف القدرة على التمييز التبايني.
  •  حساسية مفرطة تجاه الضوء الساطع.
  •  الشعور بوجود شيء يشبه الرمل أو الأوساخ في العين.
  •  ألم في العين ناجم عن فقاعات تتكون على القرنية ثم تنفجر.
  •  تشكل ندب يبدأ في مركز القرنية ويؤثر في مناطقها الأخرى فيما بعد.

أسباب ضمور فوكس

قد يُورث ضمور فوكس من أحد الوالدين (وراثة جسدية سائدة)، لكنه قد يظهر في بعض الحالات عشوائيًا دون وجود تاريخ عائلي للإصابة بهذا المرض.

بعض العوامل التي قد تؤدي إلى تفاقم ضمور فوكس، تتضمن:

  •  التدخين.
  •  التعرض الطويل للأشعة فوق البنفسجية.
  •  الإصابة بمرض السكري.

عوامل خطر الإصابة بضمور فوكس البطاني القرني

تساهم بعض العوامل الأخرى في زيادة احتمالية الإصابة بضمور فوكس، وهي تتضمن:

  •  العمر: فقد تظهر العلامات الأولى لضمور فوكس خلال العقدين الثالث والرابع من العمر، بيد أن المرض لا يؤثر عادةً في حدة الرؤية قبل بلوغ سن الخمسين أو أكثر.
  •  الجنس: إذ يعد ضمور فوكس أكثر انتشارًا بين النساء.
  •  التاريخ العائلي: تزداد نسبة الإصابة حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض.

كيف يمكن تشخيص ضمور فوكس؟

لتشخيص ضمور فوكس، يبدأ اختصاصي العيون بأخذ التاريخ الطبي للمريض، واستقصاء الأعراض، ثم إجراء فحص دقيق للعينين. في أثناء الفحص العيني، قد يلاحظ الاختصاصي دلائل تقوده إلى تشخيص ضمور فوكس، من ضمنها:

  •  سماكة غير طبيعية في بعض الأغشية.
  •  تغير في مظهر بطانة القرنية الداخلية.
  •  نتوءات تظهر داخل القرنية.

قد تتضمن الفحوصات المستخدمة لتشخيص ضمور فوكس القرني أيضًا:

  •  المجهر العيني (Microscopy): استخدام مجاهر مثل مصباح الشق ومجهر خاص بالقرنية لتأكيد التشخيص.
  •  قياس سمك القرنية (Pachymetry): اختبار غير مؤلم يتم عن طريقه قياس سمك القرنية.
  •  التصوير المقطعي البصري (Optical coherence tomography): أسلوب تصوير غير جراحي يعتمد على الضوء المنعكس لرسم صور لطبقات الجزء الخلفي من العين.

علاج ضمور فوكس:

في حين أنه يمكن معالجة ضمور فوكس البطاني القرني وتخفيف أعراضه، فإن الشفاء منه تمامًا غير ممكن. قد يقتصر الأمر في المرحلة المبكرة من المرض على المراقبة الطبية، لكن تتضمن خيارات العلاج الأخرى:

  •  المراهم والقطرات العينية: تُستخدم لتخفيف تورم الخلايا عبر امتصاص السوائل الزائدة، لكنه عادةً ما يكون التحسن مؤقتًا.
  •  مجفف شعر محمول: يُوجه تيار هواء دافئ نحو الوجه للمساعدة في تبخر السوائل، وقد يُخفف غشاوة الرؤية الصباحية.
  •  زراعة القرنية: عندما يضعف ضمور فوكس حدة الرؤية، تصبح الجراحة علاجه الحاسم، وقد يُجرى فيها ترقيع بطانة القرنية أو ترقيع القرنية الكامل.
  •  إجراء نزع غشاء دسميه فقط (DSO): تقنية حديثة تعتمد على انتزاع الخلايا المصابة من وسط القرنية، كي يتسنى للخلايا السليمة المحيطة الانتشار واستبدالها.

ما الأسئلة التي ينبغي طرحها على الطبيب بخصوص ضمور فوكس البطاني القرني؟

تُعد بناء علاقة موثوقة مع اختصاصي العيون أمرًا مهمًا في العلاج، ويُوصى بالالتزام بالمواعيد المحددة والبقاء على تواصل مع الطبيب عند ظهور أعراض جديدة أو تفاقم الحالة، ومن الأسئلة التي يُنصح بطرحها على الطبيب:

  •  متى يجب على المريض الاتصال بشأن الأعراض؟
  •  ما العلاج الذي يوصي به الطبيب؟
  •  هل توجد تجارب سريرية بإمكان المريض الانضمام إليها؟
  •  هل توجد وسائل مساعدة للرؤية الضعيفة يمكن الاستفادة منها؟

كيف يمكن الوقاية من ضمور فوكس؟

لا تُوجد في الوقت الراهن وسيلة فعالة لمنع الإصابة بضمور فوكس القرني، لكن يمكن تقليل خطر تفاقم الحالة بالإقلاع عن التدخين، وفي حال الإصابة بمرض السكري، يُنصح بالتنسيق مع الطبيب لضبط مستويات السكر في الدم.

ما المصير المتوقع للمصابين بضمور فوكس؟

يعتمد المآل على حدة الحالة، ففي حال إهمال المرض وعدم التوجه إلى العلاج، قد يؤدي ضمور فوكس إلى ألم شديد وفقدان سريع في حدة الرؤية، وربما العمى.

أما عند الحصول على العلاج المناسب لضمور فوكس، فتتحسن النتائج بشكل كبير. إذ قد يستعيد المريض الرؤية بدرجة تصل إلى 20/20 خلال أيام من إجراء الجراحة مع استعمال النظارات. لذا يعد التعاون مع الطبيب لاختيار الأنسب أمرًا بالغ الأهمية.

اقرأ أيضًا:

العدسات أم النظارات: أيهما أفضل؟

زراعة الخلايا الجذعية تعيد الرؤية لدى كثير من الأشخاص

ترجمة: رحاب القاضي

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر