تحدث النوبة القلبية أو “احتشاء العضلة القلبية” نتيجة انسداد في الشريان التاجي الذي يحمل الدم إلى القلب. يؤدي هذا الانقطاع في تدفق الدم إلى ظهور الأعراض وأذية عضلة القلب.

في هذا المقال، سنذكر أعراض النوبة القلبية ونعرض ما يجب فعله عند بدء ظهور الأعراض.

مراحل النوبة القلبية:

قد تظهر أعراض النوبة القلبية تدريجيًا لدى بعض الأشخاص، وقد تحدث فجأة لدى الآخرين. لن يشعر كل المرضى بجميع أعراض النوبة القلبية، وقد تختلف الأعراض في الشدة والمدة.

إذا ما تعرض شخص لنوبة قلبية سابقًا، فقد تظهر لديه نفس الأعراض في المرة القادمة، وقد تظهر أعراضٌ مختلفة.

وفقًا للجمعية الأمريكية للقلب (AHA)، تتضمن مراحل النوبة القلبية الآتي:

1- ألم أو انزعاج في الصدر:

يعد الألم في الصدر أحد الأعراض الشائعة للنوبة القلبية، وخلال هذه المرحلة، قد يشعر الأشخاص بهذه الأحاسيس في الصدر:

  •  الألم.
  •  الضغط.
  •  ألم بسيط.
  •  الثقل.
  •  يقول بعض المرضى أنهم يشعرون بالضيق، وكأنهم يتعرضون للضغط.

في بعض الأحيان، قد تظهر هذه الأعراض فجأةً وتكون شديدة، ويحدث ذلك عندما يحدث الانسداد فجأة. في حال كان الانسداد يزداد ببطء مع مرور الوقت، فإن الأعراض تظهر تدريجيًا، لذلك قد يخطئ الناس بتفسير هذه الأعراض على أنها حرقة أو التهاب المعدة.

يجب على أي شخص يشعر بهذه الأعراض -التي تحدث عند الجهد وتتلاشى مع الراحة- حتى لو حدثت تدريجيًا، التحدث إلى الطبيب، خاصة إذا ازدادت مع مرور الوقت.

لا ينبغي على الناس الانتظار للحصول على الرعاية الطبية لألم الصدر، بل يجب طلب العلاج الطبي على الفور، وخاصةً إذا حدثت الأعراض الأخرى الخاصة بالنوبة القلبية.

2- الألم أو الانزعاج في مناطق أخرى:

قد تنتشر الأحاسيس التي يشعر بها الشخص في الصدر إلى مناطق أخرى من الجسم، بما في ذلك الظهر والفك والعنق والمعدة والذراع والكتف.

3- ضيق التنفس:

قد يشعر الشخص بصعوبة في التنفس قبل النوبة القلبية أو خلالها. قد يحدث ضيق التنفس بسبب الضغط المتزايد في القلب، أو بسبب الانسداد في الأوعية الدموية.

4- الدوار أو الدوخة:

قد يشعر بعض الأشخاص بفقدان الوعي أو الدوار أو الدوخة بسبب سوء التروية الدموية، أو قد يكون نتيجة مباشرةً لأعراض الانسداد.

5- التعرق البارد:

قد يحدث أيضًا التعرق البارد، أو الرطوبة الزائدة خلال النوبات القلبية، قد يشعر الشخص بالتعرق البارد كما يشعر بالتعرق الذي يحدث خلال الإصابة بالإنفلونزا أو مرض فيروسي آخر.

تجب ملاحظة الأعراض الأخرى التي تحدث إلى جانب التعرق البارد، فإذا كانت مماثلة لأعراض النوبة القلبية، يجب طلب المساعدة الطبية العاجلة.

6- أعراض المعدة:

يشعر بعض الأشخاص بأعراضٍ هضمية عند تعرضهم لنوبة قلبية، فقد يشعرون بالغثيان، والقيء، وعسر الهضم، وآلام المعدة أو الحرقة.

قد تجعل هذه الأعراض الهضمية الأشخاص يخلطون بين النوبة القلبية وحرقة المعدة.

7- التعب:

يعدُّ التعبُ غير المفسر أحد الأعراض المحتملة للنوبة القلبية، أو قد يكون إنذارًا للنوبة القلبية القادمة. أي يشعر الأشخاص بالتعب أكثر من المعتاد، وقد يكون ذلك نتيجةً لأن الانسدادات تتطور تدريجيًا.

8- القلق:

قد يشعر الأشخاص أيضًا بالذعر والقلق خلال النوبة القلبية، وهذا ماقد يجعلهم يخلطون بين نوبات الذعر والنوبات القلبية، نظرًا لتشابه الأعراض.

النوبة القلبية لدى الإناث:

قد تظهر أعراض ومراحل النوبة القلبية بشكل مختلف لدى الإناث مقارنة بالذكور، إذ تشير بعض المصادر الموثوقة إلى أن الإناث أقل عرضة للشعور بالضغط في الصدر، وقد لا تشعر الإناث بآلام في الصدر على الإطلاق.

تُظهر مصادر أخرى أن الإناث قد يكنّ أكثر عرضة لظهور الأعراض التالية: ضيق التنفس، الغثيان والتقيؤ، التعب، الألم وخاصة في الظهر أو الكتفين أو الكتف.

ومع ذلك، قد تكون الإناث أيضًا أكثر تجاهلًا للأعراض وعدم البحث عن المساعدة بسرعة.

يجب على أي شخص يشعر بأعراض نوبة قلبية محتملة، أوحتى إذا كان غير متأكد مما إذا كان يشعر بالأعراض أولا، طلب المساعدة الطارئة على الفور.

متى تجب رؤية الطبيب؟

من الضروري طلب العلاج الطبي الطارئ عند أول علامات النوبة القلبية.

قد تؤدي النوبات القلبية غير المعالجة إلى مضاعفات خطيرة أو الموت، لكن مع العلاج سيتعافى معظم الأشخاص منها.

يُنصح بالاتصال بسيارة إسعاف وذلك للتمكن من بدء العلاج بمدة 60 دقيقة أسرع مما لو وُصِل للمشفى بالسيارة، ولا يجب على الأشخاص الذين يعانون من أعراض نوبة قلبية محاولة القيادة.

إذا وصف الطبيب سابقًا دواءً للقلب، فيجب على الشخص التأكد من تناول هذا الدواء، قد تكون هذه الأدوية حاصرات بيتا، أو النيتروغليسرين.

قد يتناول البعض قرصًا من الأسبرين -الذي قد يخفف من تخثر الدم- لكن يجب عدم تناوله دون نصيحة الطبيب أو المسعف.

العلاج:

في العلاج المستعجل للنوبة القلبية يجب تقليل الضرر على أنسجة القلب، وقد يشمل العلاج الفوري في المستشفى ما يلي:

  •  الأسبرين لمنع تجلط الدم.
  •  النيتروجلسرين للمساعدة في توسيع الشرايين وذلك لتحسين التدفق الدموي.
  •  العلاج بالأكسجين لزيادة كميته في جسم المريض.
  •  المورفين لتخفيف أعراض النوبة القلبية.
  •  أدوية مضادة للتجلط للمساعدة في ذوبان الخثرة في الشريان.

بمجرد تشخيص النوبة القلبية، قد يصف الطبيب أدوية لتخفيف تجلطات الدم، أو قد يقوم بإجراء عملية جراحية، أو كلا العلاجين.

يمكن إجراء شفط التجلط أو وضع أنبوب معدني لفتح الانسداد. ومن الممكن وصف أدوية أخرى تقلل من خطر حدوث النوبات القلبية المستقبلية.

الجراحة:

في بعض الأحيان، قد تكون الجراحة ضرورية لتحسين تدفق الدم إلى القلب. قد يجري الجراح رأب الأوعية التاجية أو قد يجري جراحة مجازة الشريان التاجي.

رأب الأوعية التاجية بالتدخل الجراحي عبر الجلد يتضمن فتح الشريان التاجي باستخدام دعامة. أما جراحة مجازة الشريان التاجي فتشمل إعادة توجيه تدفق الدم حول الانسداد.

قد يختلف العلاج المحدد اعتمادًا على نوع النوبة القلبية.

فترة التعافي:

تختلف فترة التعافي حسب نوع العلاج وشدة النوبة القلبية، فقد يعود بعض الأشخاص إلى العمل والأنشطة الأخرى في غضون أسبوعين، وقد يحتاج بعضهم إلى عدة أشهر للاستشفاء.

تعتمد فترة التعافي على ما إذا كان الشخص قد خضع لإجراء جراحي، وكيفية أداء الجرّاح له، وما إذا كانت هناك مضاعفات.

سيتعافى معظم الأشخاص من النوبة القلبية ويعيشون حياة كاملة وإنتاجية. بعد فترة التعافي، يجب على المرضى اتباع خطة العلاج واتباع أسلوب حياة صحي للقلب باستخدام الوسائل الوقائية.

الوقاية:

يجب اتباع الخطوات التالية للحفاظ على صحة القلب وتقليل خطر الإصابة بنوبة قلبية.

يمكن للأفراد تطبيق الإجراءات التالية للمساعدة في منع النوبة القلبية:

  •  تناول نظام غذائي صحي وصديق للقلب.
  •  الحفاظ على وزن معتدل.
  •  الإقلاع عن التدخين وتجنبه.
  •  ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • تقليل الإجهاد بممارسة التأمل أو اليوغا أو تقنيات الاسترخاء.
  •  تحسين مستويات الكوليسترول للمساعدة في منع حدوث النوبات القلبية.
  •  تناول الأدوية وفقًا للوصفة الطبية، سواء لحالات القلب أو لحالات أخرى تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية، مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم.

قد تكون أساليب الوقاية مهمة للذين تعرضوا لنوبة قلبية بالفعل، إذ يتعرض نحو 20% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 45 عامًا لنوبة قلبية أخرى خلال 5 سنوات من نوبتهم الأولى.

اقرأ أيضًا:

هل تمكن معالجة النوبة القلبية قبل حدوثها؟

النوبة القلبية أو احتشاء عضلة القلب

ترجمة: قيثارة درويش

تدقيق: لين الشيخ عبيد

المصدر