أربع نصائح ذهبية تجعل الذكاء الاصطناعي يعمل بأفضل إمكانياته!
مع دخول أدوات الذكاء الاصطناعي مثل تشات چي بي تي وكو بايلوت وغيرها من أنظمة الذكاء الاصطناعي المولد للمحتوى في صميم العمل اليومي، أصبحت الشركات تبحث عن موظفين يجيدون التعامل مع هذه الأنظمة، أي إنهم قادرون على التعامل معها بفعالية وتوظيفها في التفكير وتعزيز إنتاجيتهم من خلالها.
في كثير من الوظائف أصبحت البراعة في استخدام الذكاء الاصطناعي لا تقل أهمية عن إتقان استخدام برامج أوفيس في السابق.
لكن الجميع اختبر تلك اللحظة التي طرح فيها سؤالًا على روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي ليتلقى إجابة تبدو عامة وسطحية إلى حد بعيد. المشكلة ليست في الذكاء الاصطناعي نفسه، بل إنه ببساطة لم يُزود بمعلومات كافية للعمل عليها.
في مرحلة التدريب، يقرأ الذكاء الاصطناعي كل شيء تقريبًا على الإنترنت. ولكن لأنه يعمل على أساس التنبؤ فإنه سيقدم الإجابة الأكثر احتمالًا وشيوعًا، ومن دون توجيه دقيق يكون الأمر أشبه بدخول مطعم وطلب شيئ لذيذ، الذي على الأرجح سيكون دجاجًا.
يكمن الحل في إدراك أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تتفوق في التكيف مع السياق، ومن ثم ينبغي توفيره لها، فما السبيل إلى فعل ذلك تحديدًا؟
صياغة موجهات أفضل
يستدعي ذلك ذكر مصطلح هندسة التوجيه، إذ هناك حاجة إلى تصميم نص برمجي تقني للحصول على نتائج، لكن روبوتات الدردشة اليوم بارعة في المحادثة البشرية، لذلك فإن تنسيق المطالبة ليس هو الأمر المهم، بل إن محتواها هو الأهم.
لتحقيق أقصى استفادة من المحادثات مع الذكاء الاصطناعي، من المهم توضيح بعض الأساسيات حول ما يريده المستخدم منها وكيف يريده. يقوم هذا النهج على ما يُسمى اختصارًا (CATS)، الذي يرمز إلى «السياق - المنظور - المهمة - الأسلوب»، الأشياء الأربعة الواجب معرفتها لاستخدام أمثل لنماذج الذكاء الإصطناعي.
أولًا السياق:
يعني توفير الإطار والمعلومات التي يحتاج إليها الذكاء الاصطناعي لكي يبدأ في البحث. فبدلًا من سؤاله كيف أكتب مقترحًا لشئ ما؟ يمكن تجربة سؤاله: أنا مدير في مؤسسة غير ربحية أعمل على كتابة مقترح منحة لمؤسسة تمول برامج التعليم البيئي للمدارس في المدن، ومن ثم رفع المستندات المتعلقة بالموضوع وشرح القيود التي قد تواجه المستخدم واصفًا له رأيه الخاص في الموضوع.
ثانيًا: الزاوية أو المنظور
تحديد النبرة أو الدور الذي يريده المستخدم من الذكاء الاصطناعي. مثلًا: «تصرف مراجعًا نقديًا وابحث عن نقاط الضعف في هذه الحجة»، أو «كن مرشدًا ودودًا وساعدني على تحسين هذه المسودة».
ثالثًا: المهمة
يجب أن يكون المستخدم محددًا فيما يطلبه. فبدلًا من قوله: «ساعدني في عرضي التقديمي»، ليقل: «اقترح علي ثلاث طرق لجعل الشريحة الافتتاحية أكثر جذبًا لجمهور من أصحاب المشاريع الصغيرة».
رابعًا: الأسلوب
توضيح الشكل النهائي الذي يريده المستخدم، مثلًا هل يريده تقريرًا رسميًا، أم بريدًا إلكترونيًا بسيطًا، أم نقاطًا مختصرة. وهل سيقدم لمراهقين أم لمسؤولين تنفيذيين، إضافةً إلى تحديد هل المطلوب نبرة أكاديمية أم أسلوب حواري جذاب. كلما كنت أوضح، كانت النتيجة أدق.
السياق ليس فقط الكلمات:
هناك أيضًا ما يُعرف بهندسة السياق، وهو كل ما يحيط بالمحادثة من التعليمات السابقة وسجل المحادثة السابق والملفات المرفقة أو حتى أمثلة لما يُعد ناتجًا جيدًا. كل هذه العناصر تساعد الذكاء الاصطناعي على فهم احتياجات المستخدم بدقة أكبر.
التفكير في المحادثة كأنها تفاعل مستمر:
إذا لم تكن الإجابة الأولى مُرضية، لا مانع من طلب تحسين، أو تقديم توضيحات إضافية، أو السؤال من زاوية مختلفة. لا تتوقع الحصول على الرد المثالي من المرة الأولى، واستخدم المحادثة وسيلةً لتنمية الأفكار.
عند شعور المستخدم أنه عالق في نقطة ما، عليه نسخ أفضل ما كُتب والبدء من جديد في جلسة أخرى.
من المهم تذكر أن الذكاء لدى المستخدم، لا في الآلة. رغم قدرة هذه الأنظمة على المحادثة بطريقة شبيهة بالبشر، يجب ألا ينسى المستخدم أنه العقل المفكر الوحيد في العلاقة. يجب التحقق دائمًا من صحة أي معلومة تنتجها هذه الأدوات، فالأخطاء واردة.
الذكاء الاصطناعي قوي بالفعل، لكنه يحتاج إلى التوجيه والإبداع البشري لسد الفجوة بين معرفته العامة وظروف المستخدم الخاصة. لا بد من تقديم له ما يكفي من سياق، وعندها سيكون مفاجئًا بما سيقدمه من فائدة.
المصادر:
الكاتب
أحمد صبري عبد الحكيم
