من يُصاب بألم الظهر؟

ألم أسفل الظهر ، ويُسمى أيضًا الألم القطني، ليس مرضًا، بل هو عرض لعدة حالات طبية محتملة. وينتج عادةً من مشاكل في أجزاء من أسفل الظهر، مثل:

  •  الأربطة.
  •  العضلات.
  •  الأعصاب.
  •  الفقرات، وهي العظام المشكلة للعمود الفقري.

وقد يكون الألم ناتجًا من مشاكل في الأعضاء المجاورة، كالكُلى.

يعاني 75-85% من الأمريكيين آلامًا ظهرية خلال حياتهم وفقًا للجمعية الأمريكية لجراحي الأعصاب، ويعاني 50% من هؤلاء أكثر من نوبة سنويًا. يزول الألم في 90% من الحالات دون جراحة، وتجب استشارة الطبيب عند وجود ألم في الظهر.

علاج ألم الظهر:

لا يحتاج معظم المرضى إلى علاج مكثف لألم الظهر، إذ تكفي مسكنات الألم التي لا تتطلب وصفة طبية. لكن قد تكون العلاجات المكثفة ضرورية في الحالات الشديدة، وتتطلب هذه العلاجات مراقبة طبية.

الأدوية:

تُعالَج معظم نوبات ألم الظهر بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل إيبوبروفين ونابروكسين.

مُتاح العديد من مسكنات الألم الأخرى مثل أسيتامينوفين، لكنه لا يتمتع بخواص مضادة للالتهاب.

يجب توخي الحذر عند تناول مضادات الالتهاب (مثل إيبوبروفين) لدى من يعانون مشاكل كلوية أو قرحات معدية.

لا يجب تجاوز الجرعة المسجلة من الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية دون استشارة الطبيب، إذ قد تسبب آثارًا جانبية شديدة إذا أُسيء استعمالها.

من الأدوية الأخرى:

الدهانات الموضعية:

قد تكون المنتجات الموضعية فعالة جدًا في علاج ألم الظهر، إذ يحتوي العديد منها مواد مثل ليدوكايين وإيبوبروفين، التي ثبت فعاليتها في تسكين الآلام.

مشتقات الأفيون:

هي أشد تسكينًا للألم وقد توصف لحالات الألم الشديد، وتؤثر في خلايا الدماغ والجسم لتسكين الألم، ومنها أوكسيكودون، ومزيج من هيدروكودون مع أستامينوفين. ويجب تناول هذه الأدوية بحذر خشية الإدمان.

المرخيات العضلية:

تستخدم لآلام أسفل الظهر، خصوصًا عند وجود تشنجات مرافقة للألم، وهي تؤثر في الجهاز العصبي المركزي لتخفيف الألم.

مضادات الاكتئاب:

تُستخدم مضادات الاكتئاب وبعض الأدوية الأخرى لعلاج ألم الظهر، لكنه استخدام غير مصرح به للدواء. قد يصف الطبيب أميتريبتلين (وهو من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة) لأنه يؤثر في عدة مناطق مرتبطة بالاستجابة للألم، وهي فعالة في حالات الألم المرتبط بالأعصاب خصوصًا.

حقن الستيرويد:

قد ينصح الطبيب بحقن ستيرويدية للألم الشديد، لكن مفعولها المسكن للألم يزول بعد 3 أشهر.

الجراحة:

هي الحل الأخير لعلاج ألم الظهر، وتُجرى في حالات نادرة، كوجود تشوهات بنيوية غير مستجيبة للعلاجات التقليدية والدواء. ومن هذه الحالات:

  •  الألم الشديد المستمر.
  •  انضغاط الأعصاب، الذي يسبب ضعف العضلات.

تُجرى عملية دمج الفقرات، لدمج الفقرات المتألمة في فقرة واحد أقوى، ما يخفف الألم المصاحب للحركة. وقد تجرى عملية استبدال للفقرات وأقراصها لتخفيف الألم الذي تسببه أمراض العظام التنكسية.

الطب البديل:

من العلاجات البديلة لآلام الظهر:

  •  الوخز بالإبر.
  •  التدليك.
  •  التقويم بالعلاج اليدوي.
  •  العلاج المعرفي السلوكي.
  •  أساليب الاسترخاء.

تجب استشارة الطبيب قبل الخضوع لأي من هذه العلاجات البديلة، التي قد تكون مفيدة في بعض حالات ألم أسفل الظهر.

العلاجات المنزلية لألم الظهر:

العلاج بالتبريد والتسخين:

قد تخفف الكمادات الثلجية بعض الانزعاج، إذ تخفف الالتهاب في الحالات المتقدمة من الألم، ويجب الانتباه إلى تغليفها بقطعة قماشية وعدم وضعها مباشرةً على الجلد لكيلا تؤذيه.

وقد تفيد الكمادات الدافئة أيضًا في تخفيف الألم مع تحسن الالتهاب، وربما يفيد التبادل بين البرودة والسخونة.

التمارين الرياضية:

تُعَد التمارين الرياضية التي تحسن الوقوف وتقوي عضلات الظهر والبطن خيارًا علاجيًا مهمًا. ويتضمن هذا العلاج:

  •  تحسين الوقوف.
  •  استخدام أساليب مناسبة لرفع الأثقال.
  •  تقوية عضلات الجذع.
  •  تمديد العضلات لتقويتها.

يجب إجراء هذه التمارين وفقًا لإرشادات المعالج الطبيعي.

الزيوت الأساسية:

تظهر بعض الأبحاث أن زيوت الخزامى الأساسية ومراهمها المصنعة مع الكبسايسين قد تخفف الألم. الكبسايسين هو المادة الموجودة في الفليفلة التي تعطيه طعمه اللاذع، وعليه فإن مزيجها مع الخزامى يخدّر الأعصاب في المنطقة المصابة مخففًا الألم.

أملاح الاستحمام:

إن للحمام الساخن مفعولًا سحريًا في تخفيف آلام العضلات، ويمكن تعزيز هذا التأثير بإضافة ملح الإبسوم (كبريتات المغنزيوم) الذي يخفف ألم العضلات بعد امتصاصه.

أسباب ألم الظهر

  1.  الشد العضلي: تسبب العضلات المشدودة الألم، وقد ينتج الشد من حمل الأغراض الثقيلة بطريقة خاطئة، والحركات الغريبة المفاجئة. وقد يحدث الشد العضلي بعد نشاط طويل ومجهد.
  2.  المشاكل البنيوية: الفقرات هي العظام المتراصة فوق بعضها لتشكل العمود الفقري، والأقراص هي النسيج الموجود بين الفقرات لتخفيف الاحتكاك بينها. إصابات الأقراص هي سبب نسبة كبيرة من إصابات الظهر. فقد تتمزق هذه الأقراص أو تتورم أو تنفتق مسببةً انضغاط الأعصاب. يضغط انتفاخ الأقراص على العصب الذي يصل إلى الساق مسببًا آلامًا في العصب الوركي، أو عرق النسا الذي يظهر في آلام وخدر ووخز في الساق.
  3.  التهاب المفاصل: هو سبب محتمل آخر لألم الظهر، سببه التلف الذي يصيب غضاريف المفاصل أسفل الظهر. وينتج من ذلك بمرور الوقت تضيّق في العمود الفقري.
  4.  تخلخل العظام: يعني فقدان العظم لكثافته، وقد يؤدي إلى صدوع صغيرة في الفقرات، وتسبب هذه الصدوع آلامًا شديدة وتُسمى صدوع الانضغاط.
  5.  أسباب أخرى: توجد العديد من الأسباب الأخرى لكنها نادرة، يجب استشارة الطبيب عند وجود ألم مستمر في الظهر.

بعد استبعاد الأسباب الشائعة لألم الظهر، قد يجري الطبيب بعض الفحوص ليحدد السبب، الذي قد يكون أحد هذه الأسباب:

  •  انزياح إحدى الفقرات فوق الأخرى، ويُسمى الانزلاق الغضروفي.
  •  فقدان وظيفة أحد أعصاب الحبل الشوكي، ويُسمى متلازمة ذنب الفرس (وهي حالة طارئة).
  •  العدوى الجرثومية أو الفطرية للنخاع الشوكي، كالمكورات العنقودية أو الإشريكية القولونية أو السل.
  •  السرطان أو الأورام الحميدة في النخاع الشوكي.
  •  التهابات الكلى أو الحصى الكلوية.

الأعراض:

  •  الشعور بألم أسفل الظهر.
  •  ألم حاد يمتد إلى الساق.
  •  عدم القدرة على الوقوف منتصبًا دون ألم.
  •  صعوبة الحركة وعدم القدرة على الانحناء.

إن أعراض ألم الظهر الذي يسببه سوء الحركة أو الشد تكون قصيرة الأمد عادة، لكنها قد تدوم عدة أيام أو أسابيع. ويصبح الألم مزمنًا عند استمراره أكثر من 3 شهور.

الأعراض الدالة على احتمال وجود مشكلة خطيرة:

  •  فقدان السيطرة على حركة الأمعاء أو المثانة.
  •  خدر أو وخز أو ضعف في إحدى الساقين أو كلتيهما.
  •  بداية ظهور الألم بعد الرض، كالسقوط أو ضربة على الظهر.
  •  ألم شديد مستمر يسوء ليلًا.
  •  فقدان وزن مجهول السبب.
  •  ألم يرافقه شعور بالخفقان في البطن.
  •  حُمى.

تجب مراجعة الطبيب إذا لم يخف الألم خلال أسبوعين، أو عند ظهور أحد الأعراض السابقة.

تشخيص ألم الظهر:

يكفي الفحص الجسدي عادةً لتشخيص ألم الظهر، إذ يفحص الطبيب ما يلي:

  •  القدرة على المشي والوقوف.
  •  مجال حركة العمود الفقري.
  •  المنعكسات.
  •  قوة الساقين.
  •  القدرة على الشعور بالساقين.

أما عند الشك في وجود حالة خطيرة، فقد يطلب الطبيب الاختبارات التالية:

  •  تحاليل الدم والبول لكشف السبب الكامن للألم.
  •  صورة بالأشعة السينية للعمود الفقري لكشف أي ميل في العظام أو كسور.
  •  التصوير المقطعي المحوسب أو بالرنين المغناطيسي لتقييم حالة الفقرات والعضلات والأربطة والأعصاب والأوعية الدموية.
  •  تصوير العظام لكشف أي تشوهات في نسيجها.
  •  تخطيط كهربي للعضلات لفحص التوصيل العصبي.

الوقاية:

من النصائح المفيدة:

تخفيف الوزن المحمول: إن حمل الأغراض والأمتعة الثقيلة يسبب جهدًا وشدًا لعضلات الظهر والرقبة. ويفضل استعمال الحقائب التي توزع الوزن توزيعًا متكافئًا، كحقائب الظهر أو الحقائب ذات العجلات.

تمرين عضلات الجذع: إن عضلات الجذع هي ما يحافظ على استقامة الجسد وحمايته في أثناء أداء المهام الجسدية. وتقويتها تقلل إمكانية حدوث الألم أو الشد أو أذية الظهر. يمكن إضافة التمارين المقوية لعضلات الجذع إلى جدول التمارين مرتين أسبوعيًا.

تحسين الوقوف: إن الوقوف الخاطئ يضيف شدًا وضغطًا غير ضروري على العمود الفقري، ويسبب ذلك بمرور الوقت ألمًا وأذية. يجب تذكر إرجاع الكتفين إلى الوراء والجلوس باستقامة على الكرسي.

تمارين التمدد: إن تكرار نفس الأفعال يوميًا يضعف العضلات ويتركها عرضة للألم، أما التمدد فيحسن الدورة الدموية في العضلات ويقلل إمكانية الإصابة بالألم والأذية فيها.

عوامل الخطورة:

وفقًا لمايو كلينيك فإن هذه العوامل هي:

  •  الجلوس فترات طويلة، كما في العمل.
  •  قلة التمرين.
  •  الانخراط في نشاطات شديدة دون إحماء أو تمدد قبلها.
  •  التقدم في العمر.
  •  البدانة.
  •  التدخين.
  •  تشخيص سابق بأمراض معينة كالتهاب المفاصل.

إضافةً إلى أن الصحة النفسية لها دور في إمكانية الإصابة بآلام الظهر، إذ تزداد الخطورة في حالات الاكتئاب والقلق والوظائف المجهدة.

الحمل:

إن آلام الظهر شائعة في أقسام الحمل الثلاثة، لكن تجب مراجعة الطبيب عند ظهورها لاستبعاد الأسباب الخطيرة.

والأسباب المحتملة لهذه الآلام هي:

  •  تغير مركز الثقل: فعند نمو الجنين يتغير مركز ثقل الجسم إلى الخارج قليلًا، ويميل الظهر والعمود الفقري لتعويض التوازن، ما يضع ضغطًا إضافيًا على المنطقة القطنية.
  •  زيادة الوزن: وهذا طبيعي في الحمل، لكن هذا الوزن يسبب ضغطًا على الظهر والجذع.
  •  الهرمونات: يفرز الجسم في أثناء استعداده للولادة هرمونات ترخي الأربطة التي تثبّت الحوض والفقرات القطنية، وتسبب ميلًا للعظام يؤدي إلى شعور بالانزعاج والألم.

تمارين مفيدة:

تمرين الجسر:

  1.  تمدد على الأرض ملامسًا الأرض بباطن قدميك المتباعدتين قليلًا.
  2.  مد يديك إلى جانبيك وارفع أردافك عن الأرض ضاغطًا على قدميك حتى يصبح جسدك مستقيمًا مع إبقاء كتفيك على الأرض.
  3.  أخفض جسمك واسترح مدة دقيقة.
  4.  كرر التمرين 15 مرة.
  5.  كرر 3 مجموعات من هذا التمرين
  6.  تمدد على بطنك ومد يديك فوق رأسك ومد ساقيك خلفك مباشرة.
  7.  ارفع يديك وقدميك ببطء عن الأرض، ابدأ بمسافة 15 سنتيمتر عن الأرض وزد المسافة عندما تعتادها.
  8.  اضغط على بطنك لرفع ساقيك ويديك عن الأرض وتوقف عند شعورك بتقلص في أسفل ظهرك، ولمنع شد عضلات الرقبة أبقِ رأسك منخفضًا ناظرًا إلى الأرض.
  9.  ابق على هذه الوضعية مدة 2-3 ثوان.
  10. عد إلى وضعية الراحة لترخية عضلاتك.
  11.  كرر هذا التمرين نحو 10-12 مرة.

اليوغا:

طريقة جيدة لتقليل التوتر وتخفيف آلام العضلات، فبعض وضعيات اليوغا تفيد في تقوية عضلات الجذع والظهر، ما يخفف الألم ويقي من المشاكل المحتملة.

وضعية القطة/البقرة

  1.  انزل على الأرض على يديك وقدميك.
  2.  حاذي جسمك لتكون يداك تحت كتفيك مباشرة وركبتاك تحت وركيك، ووازن جسمك على أطرافك الأربعة.
  3.  خذ شهيقًا ببطء وانظر أمامك تاركًا معدتك تهبط باتجاه الأرض.
  4.  ازفر الهواء ببطء مقربًا ذقنك من صدرك واسحب بطنك باتجاه ظهرك واحنِ ظهرك.
  5.  كرر الخطوتين السابقتين مدة دقيقة على الأقل.
  6.  تمدد على بطنك ومدد ساقيك خلفك وأرخِ يديك بجانبك على الكفين قرب كتفيك.
  7.  ارفع القسم العلوي من جذعك باستخدام عضلات جذعك وأسفل ظهرك وردفيك، واستخدم يديك لإسنادك.
  8.  شد ظهرك دافعًا بطنك إلى الأرض للمحافظة على التمدد.
  9.  ابق في هذه الوضعية مدة 2-3 دقائق.
  10.  استرح وتمدد على الأرض.

وضعية أبو الهول:

مع ازدياد قوة عضلاتك، فإنك تستطيع البقاء في هذه الوضعية مدة أطول، حتى 5 دقائق. تستطيع مشاهدة بعض الفيديوهات لإرشادك إلى الطريقة الصحيحة لإجراء وضعيات اليوغا.

آلام الظهر المرتبطة بالتهابات المجاري البولية:

هي التهابات تصيب الكليتين والحالبين والإحليل والمثانة، وتسببها جراثيم تدخل إلى المسالك البولية وتتكاثر فيها. وتسبب آلامًا في الظهر، إضافةً إلى:

  1.  تكرار التبول.
  2.  حرقة في أثناء التبول.
  3.  بول دموي.
  4.  بول عكر.
  5.  بول ذي رائحة نفاذة.
  6.  شعور مُلح بالرغبة في التبول.
  7.  تبول كميات قليلة رغم الرغبة الشديدة في التبول.

تُعالَج هذه الالتهابات بالمضادات الحيوية، ويجب أن تبدأ الأعراض بالزوال عند بدء المعالجة.

اقرأ أيضًا:

ما تأثير آلام الظهر على الجسم على المدى البعيد ؟

الألم المزمن: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: ليلان عمر

تدقيق: إبراهيم قسومة

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر