إذا وجدت السماء تحولت إلى اللون الأخضر.. ابحث عن مخبأ!

2 ديسمبر 2025
5 مشاهدة
0 اعجاب

إذا وجدت السماء تحولت إلى اللون الأخضر.. ابحث عن مخبأ!


 

إذا لاحظت أن السماء تحولت فجأة إلى اللون الأخضر الزاهي، فقد تكون تلك طريقة الطبيعة لإخبارك بأن تستعد وتبحث عن مأوى، لأن غالبًا ما يرتبط اللون الأخضر في السماء ببدء الأعاصير العنيفة.


مع أن هذا الاعتقاد يحمل بعض الحقيقة، فإنه ليس بتلك البساطة.


يشير خبراء الأرصاد الجوية إلى أن اللون الأخضر غالبًا ما يدل على أن السحب العاصفة محملة بكميات هائلة من الماء والجليد، وهي ظروف غالبًا ما توجد في العواصف الرعدية الشديدة، ويحدث هذا التغير الغريب في اللون بسبب الطريقة التي يرشح بها ضوء الشمس عبر هذه السحب الكثيفة، ويتشتت في الغلاف الجوي ما قد ينتج ذلك اللون الأخضر المميز.


يقول عالم الأرصاد الجوية سكوت باخماير من جامعة ويسكونسن ماديسون إن السحب الخضراء لا تظهر إلا إذا كانت السحابة عميقة جدًا، وهذا يحدث عادةً في السحب الرعدية، وهي نوع من العواصف التي قد تنتج البَرَد والأعاصير العنيفة، ففي يوم صافٍ يتفاعل ضوء الشمس مع جزيئات الهواء وجزيئات الغبار في الغلاف الجوي للأرض، فيعمل على تشتيت الموجات الأقصر في الطول الموجي مثل اللون الأزرق بشكل أكثر فاعلية، ولهذا تبدو السماء زرقاء، ويُعرف هذا بظاهرة تشتت رايلي. يعرف الساهرون والمبكرون أن السماء قد تظهر باللون الأحمر أو البرتقالي أو الوردي في ساعات الشفق، ويعود ذلك إلى أن الشمس تكون منخفضة جدًا في الأفق عند الغروب أو الشروق ما يجعل الضوء الذي نراه على الأرض يمر عبر طبقة أسمك بكثير من الغلاف الجوي ما يسمح بتشتت الموجات الأطول من الضوء المرئي مثل الوردي والأحمر ورؤيتها، بل وتحدث العواصف الرعدية غالبًا في فترة ما بعد الظهر أو المساء لأن هذه هي أكثر أوقات اليوم حرارة ورطوبة وهما المكونان الرئيسيان اللازمان لعاصفة عالية الطاقة، وهذا يعني أن العواصف الرعدية غالبًا ما يكون خلفها مشهد غروب أحمر اللون خلف السحب، كما أن وفرة الماء في السحب العاصفة المتكونة قد تؤدي أيضًا إلى تأثير تشتت على الضوء، ما يجعل السحب تتوهج باللون الأزرق، وعندما تُضاء السحب الزرقاء بضوء أحمر قد تبدو السماء خضراء.


ليس الطقس العاصف وحده القادر على تغيير لون سماء الأرض، فثوران البراكين يقذف كميات هائلة من الرماد والغبار والغازات والجسيمات الأخرى في الغلاف الجوي، وجميعها تملك تأثيرًا يُشتت ضوء الشمس، وتحت ظروف مناسبة قد تجعل سماء المساء تتوهج بألوان الأزرق أو البرتقالي أو حتى الأرجواني، وقد تؤثر الثورات البركانية في لون السماء على نطاق عالمي ولفترات طويلة على نحو مفاجئ، ففي 22 يونيو 2019 ثار بركان رايكوكي في روسيا لأول مرة منذ ما يقرب من قرن، وكان الثوران قصيرًا لكنه قوي، أطلق أعمدة هائلة من الرماد وثاني أكسيد الكبريت إلى طبقة الستراتوسفير، وبعد شهرين لاحظ المصورون في جبال روكي بولاية كولورادو أن شروق الشمس بدا أرجوانيًا على نحو غير معتاد، وأكد العلماء في جامعة كولورادو بولدر باستخدام بالون طقس على ارتفاعات عالية أن ثوران رايكوكي وما صاحبه من جسيمات عالقة في الجو كان السبب الرئيسي لذلك.

 


 



المصادر:


الكاتب

أحمد صبري عبد الحكيم

أحمد صبري عبد الحكيم
ترجمة

أحمد صبري عبد الحكيم

أحمد صبري عبد الحكيم
تدقيق

أكرم محي الدين

أكرم محي الدين



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة