اختبار د-دايمر: تعريفه ودواعي الإجراء

29 ديسمبر 2025
16 مشاهدة
0 اعجاب

اختبار د-دايمر: تعريفه ودواعي الإجراء


 

يقيس اختبار د-دايمر مادةً بروتينية تُنتج عند تحلل جلطة دموية داخل الجسم. غالبًا ما يكون مستوى د-دايمر غير قابل للرصد أو منخفضًا للغاية في الأحوال الطبيعية، لكن ترتفع مستوياته عند تكون هناك كمية كبيرة من الجلطات الدموية ومن ثم كمية كبيرة من ذلك البروتين، ما قد يشير إلى الإصابة باضطراب مرتبط بتجلط الدم، مع أنه لا يؤكد ذلك بالضرورة، إلى جانب أنه لا يمكن تحديد نوع اضطراب التجلط أو موضع الجلطة من طريق هذا الاختبار وحده.


كيف تعمل آلية تجلط الدم؟


يعد تجلط الدم في الأحوال الطبيعية آليةً أساسية تحمي الجسم من فقدان كميات كبيرة من الدم عند التعرض إلى إصابة ما، فعندما يتعرض أحد الأوعية الدموية أو الأنسجة إلى ضرر ويسبب ذلك نزيفًا، يبدأ الجسم عمليةً تسمى «الإرقاء»، تهدف إلى تكوين جلطة دموية تحد من فقدان الدم وتوقف النزيف تدريجيًا.


خلال عملية الإرقاء، يُنتِج الجسم خيوطًا بروتينية تسمى الفيبرين، التي تتشابك معًا لتكون شبكة. تساهم هذه الشبكة إلى جانب الصفائح الدموية في تثبيت الجلطة في موضعها حتى تلتئم الإصابة، وقد تظهر هذه الجلطات في صورة قشور على سطح الجلد أو كدمات تحته.


عند التئام موضع الإصابة وانتهاء الحاجة إلى الجلطة، يُنتج الجسم إنزيم يسمى البلازمين لتفكيك الجلطة إلى أجزاء صغيرة يتخلص منها الجسم فيما بعد، تُعرف بنواتج تحلل الفيبرين. يعد د-دايمر أحد هذه النواتج.


عند وجود اختلال في عملية التجلط، قد تتكون الجلطات دون وجود إصابة أو لا تتحلل كما ينبغي. ما قد يؤدي إلى اضطرابات خطيرة تهدد الحياة.


يرتفع مستوى د-دايمر في الدم بدرجة ملحوظة عندما تتكون الجلطات وتتحلل بمعدل أعلى من الطبيعي، ما يشير إلى وجود اضطرابات تجلط الدم.


فيم يُستخدم اختبار د-دايمر؟


عادةً ما يُستخدم هذا الاختبار لرصد الاضطرابات المرتبطة بتجلط الدم، مثل:


تجلط الأوردة العميقة: تكون جلطة داخل وريد عميق في الجسم تعيق تدفق الدم جزئيًا أو كليًا، وتصيب غالبًا الساق أو الفخذ أو الحوض، لكنها قد تتكون أيضًا في الذراع أو الدماغ أو الأمعاء أو الكبد أو الكلى.


الانصمام الرئوي: جلطة دموية تستقر داخل أحد أوعية الرئة بعد انتقالها عبر الدم من منطقة أخرى، غالبًا من الساق أو الذراع.


التخثر المنتشر داخل الأوعية: اضطراب يؤدي إلى تكون عدد كبير من الجلطات داخل الجسم، ما قد يسبب تلفًا في الأعضاء ومضاعفات خطيرة. يمكن استخدام اختبار د-دايمر للمساعدة على تشخيص هذه الحالة ومتابعة فعالية العلاج.

السكتة الدماغية: تحدث عند انسداد أو تضرر أحد الأوعية الدموية في الدماغ.


متى ينبغي إجراء اختبار د-دايمر؟


يطلب الأطباء إجراء هذا الاختبار عند وجود أعراض تشير إلى اضطراب في التجلط، مثل تجلط الأوردة العميقة، أو الانصمام الرئوي، أو التخثر المنتشر داخل الأوعية، أو السكتة الدماغية، ويُجرى الاختبار غالبًا في غرفة الطوارئ أو أحد أقسام المستشفى.


تجلط الأوردة العميقة


يتشكل عادة في أحد الساقين أو الذراعين، وقد لا يسبب أعراضًا لدى بعض المصابين، لكن من أعراضه:


●   تورم في الساق أو الذراع، وقد يظهر على نحو مفاجئ.


●   ألم أو حساسية في الساق يحدث فقط عند الوقوف أو المشي.


●   إحساس بإرتفاع درجة حرارة المنطقة المتورمة أو المؤلمة.


●   احمرار الجلد أو تغير لونه.


●   ظهور أوردة سطحية أكبر حجمًا من المعتاد.


يُنصح باستشارة الطبيب في أقرب وقت عند ظهور أي من هذه الأعراض لاحتمال الإصابة بتجلط الأوردة العميقة.


الانصمام الرئوي


تتضمن أعراضه:


●   ضيق نفس مفاجئ أو تسارع في التنفس.


●   ألم حاد في الصدر، يزداد غالبًا مع السعال أو الحركة.


●   ألم في الظهر.


●   سعال قد يصاحبه بلغم ممزوج بالدم.


●   تعرق زائد.


●   تسارع ضربات القلب.


●   الشعور بالدوخة أو الإغماء.


ينبغي التوجه إلى قسم الطوارئ فورًا حال الشعور بأي من هذه الأعراض.



التخثر المنتشر داخل الأوعية


من أعراضه:


●   نزيف اللثة.


●   الشعور بالغثيان أو التقيؤ.


●   ألم شديد في العضلات والبطن.


●   نوبات تشنج.


●   انخفاض كمية البول.


عادة ما يطلب الأطباء إجراء اختبار د-دايمر دوريًا بعد تشخيص التخثر المنتشر داخل الأوعية، لتقييم فعالية العلاج.


السكتة الدماغية


تشمل أعراضها:


●   الشعور بالخَدَر أو الضعف المفاجئ في الوجه أو الذراع أو الساق، في جانب واحد من الجسم.


●   ارتباك مفاجئ أو صعوبة في الكلام أو الفهم.


●   مشكلات مفاجئة في الرؤية بعين واحدة أو كلتيهما.


●   صعوبة في المشي.


●   الشعور بالدوار أو فقدان التوازن.


●   صداع شديد مفاجئ دون سبب معروف.


ينبغي التوجه إلى أقرب قسم طوارئ على الفور عند ظهور أي من هذه الأعراض.


من يُجري اختبار د-دايمر؟


بإمكان أي مقدم رعاية صحية مدرَب على سحب الدم أخذ العينة لإجراء الاختبار، ثم يأخذ العينة إلى المختبر حيث يقوم اختصاصي المختبر بتحضيرها وإجراء التحليل باستخدام أجهزة مخصصة.


تفاصيل إضافية عن الاختبار:


ما شروط التحضير لاختبار د-دايمر؟


لا يُشترط أي استعداد خاص قبل إجراء الاختبار.


ماذا يحدث بالضبط في أثناء إجراء الاختبار؟


يعد اختبار د-دايمر تحليلًا دمويًا، ويمكن تلخيص ما يحدث في الخطوات التالية:


●   يُطلب من الشخص الجلوس على كرسي أو الاستلقاء، ثم يفحص مقدم الرعاية الصحية ذراعه للعثور على وريد مناسب، ثم ينظف موضع الوخز ويعقمه.


●   يدخل مقدم الرعاية الصحية إبرةً صغيرة لسحب كمية من الدم، ما قد يسبب شعورًا طفيفًا بالوخز.


●   يجمع الاختصاصي الدم داخل أنبوب الاختبار، ثم يزيل الإبرة ويضغط على الموضع بقطعة قطن أو شاش لإيقاف النزيف.


●   يوضع لاصق طبي على موقع الوخز، وتستغرق العملية عادةً أقل من خمس دقائق.


ماذا يحدث بعد إجراء الاختبار؟


تُرسل العينة إلى المختبر لتحليلها، ثم تُعرض النتائج على المريض فور صدورها.


ما مخاطر اختبار د-دايمر؟


تُعد التحاليل الدموية آمنة جدًا، ولا تسبب مشكلات سوى ألم خفيف أو كدمة بسيطة في موضع الوخز، لكنها تزول سريعا.


النتائج والمتابعة:


ماذا تعني نتائج اختبار د-دايمر؟


تتضمن معظم تقارير تحاليل الدم عمومًا:


●   اسم الاختبار أو ما جرى قياسه في الدم.


●   القيمة المقاسة.


●   المدى الطبيعي.


●   توضيح يبين إذا كانت النتيجة طبيعية أو مرتفعة أو منخفضة أو إيجابية أو سلبية.


ما النتيجة الطبيعية لهذا الاختبار؟


نظرًا إلى اختلاف طرق التحليل، لا يوجد نطاق موحد عالميًا لمستوى د-دايمر الطبيعي، بيد أن التقرير ينبغي أن يبين إذا كانت النتيجة طبيعية أو منخفضة أو مرتفعة.


إذا كان مستوى د-دايمر منخفضًا أو طبيعيًا أو سلبيًا، يمكن استبعاد الإصابة بأحد اضطرابات تجلط الدم. أما في حالات التخثر المنتشر داخل الأوعية، فيُعد انخفاض مستوى د-دايمر مؤشرًا على فعالية العلاج.


ماذا يعني ارتفاع مستوى د-دايمر؟


يشير المستوى المرتفع إلى احتمال وجود اضطراب في تجلط الدم، لكن الاختبار لا يحدد نوعه أو موضع تكون الجلطات في الجسم. أما في حالة التخثر المنتشر داخل الأوعية، فيشير الارتفاع إلى عدم فعالية العلاج.


مع ذلك، قد يرتفع مستوى د-دايمر لأسباب غير مرتبطة بالجلطات، مثل:


●   الحمل.


●   أمراض القلب.


●   إجراء عملية جراحية مؤخرًا.


●   الإصابات.


●   العدوى.


يميل مستوى د-دايمر إلى الارتفاع أيضًا مع التقدم في العمر، وقد تظهر نتيجة إيجابية كاذبة لدى المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي.


عند ظهور مستوى غير طبيعي لنسبة د-دايمر، قد يطلب الطبيب فحوصات دم إضافية أو تصوير تشخيصي للبحث عن السبب الكامن.


متى تصدر النتائج؟


يطلب الطبيب الاختبار غالبًا في الحالات الطارئة، وتظهر نتائجه خلال ساعات. لكن حال إجرائه لمتابعة فعالية علاج اضطراب ما في تجلط الدم، تصدر النتائج عادةً خلال يوم إلى يومين.


ما الخطوة التالية بعد النتائج؟


عند وجود ارتفاع في مستوى د-دايمر، قد يطلب الطبيب إجراء تصوير طبي لتحديد وجود الجلطات وموقعها، مثل:


●   الموجات فوق الصوتية (دوبلر) لفحص الأوردة.


●   التصوير المقطعي المحوسب مع صبغة وريدية لفحص الأوعية الدموية.


●   فحص التهوية-التروية للرئتين لقياس حركة الهواء والدم باستخدام مواد مشعة بكميات صغيرة وآمنة تبين فعالية مرور الهواء وتدفق الدم في الرئتين.


متى ينبغي التواصل مع الطبيب؟


يجب التوجه فورًا إلى أقرب قسم طوارئ عند ظهور أعراض السكتة الدماغية أو الانصمام الرئوي. أما حال الإصابة بأعراض تجلط الأوردة العميقة، ينبغي التواصل مع الطبيب في أقرب وقت ممكن.


ما العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالجلطات؟


تتضمن العوامل المرتبطة بارتفاع خطر تجلط الدم:


●   العمليات الجراحية الكبرى والتعرض إلى إصابات.


●   الجلوس فترات طويلة أو الرقود الطويل في السرير.


●   حبوب منع الحمل أو العلاج الهرموني.


●   الحمل أو الولادة الحديثة.


●   وجود تاريخ عائلي أو أمراض وراثية مرتبطة بالتجلط، مثل اضطراب العامل الخامس لايدن، أو متلازمة الأجسام المضادة للفوسفولبيد، أو احمرار الدم (كثرة كريات الدم الحمراء).


●   بعض أنواع السرطان.


●   الإصابة بعدوى كوفيد-19.


●   السمنة.


●   التدخين.

 

 

 

 

 



المصادر:


الكاتب

رحاب القاضي

رحاب القاضي
ترجمة

رحاب القاضي

رحاب القاضي
مراجعة

أكرم محي الدين

أكرم محي الدين
تدقيق

إيمان جابر

إيمان جابر



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة