الخلايا العصبية الحساسة للتوتر: مفتاح خفي وراء اضطرابات الدماغ!

26 ديسمبر 2025
19 مشاهدة
0 اعجاب

الخلايا العصبية الحساسة للتوتر: مفتاح خفي وراء اضطرابات الدماغ!


تشير دراسة جديدة إلى أن مجموعة صغيرة للغاية من الخلايا العصبية قد تتحكم في تدفق الدم والنشاط العصبي عبر الدماغ بأكمله، وهي نتائج قد تحمل تبعات مهمة لفهم النوم، والخرف، وصحة الدماغ عمومًا.


تُعرف هذه الخلايا باسم خلايا nNOS من النوع الأول (type-I nNOS neurons)، وهي خلايا نادرة متمركزة في الطبقات العميقة من القشرة الدماغية، ويُعتقد أنها شديدة الحساسية للضغط النفسي. ولتحديد دورها بدقة، عمد باحثون من جامعة ولاية بنسلفانيا إلى إزالة هذه الخلايا انتقائيًا من أدمغة الفئران، ثم رصدوا التغيرات الناتجة.


أظهرت النتائج أن إزالة هذه الخلايا أدّت إلى انخفاض ملحوظ في تدفق الدم داخل الدماغ، وإلى إضعاف الحركة الوعائية، وهي التذبذبات الطبيعية الناتجة من تمدد الأوعية الدموية وانقباضها، إضافةً إلى تراجع النشاط العصبي. وضعفت موجات دلتا البطيئة المرتبطة بمرحلة النوم العميق، وتقلصت درجة التزامن بين نصفي الدماغ الأيسر والأيمن.


يقول المهندس الطبي الحيوي باتريك درو: «في الدماغ، تساعد الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية على تحريك السوائل عبر التمدد والانقباض المستمر كل بضع ثوانٍ، وهي ظاهرة تُعرف بالذبذبات العفوية. وقد أظهرت أبحاث سابقة من مختبرنا أن لخلايا nNOS دور محوري في تنظيم تدفق الدم. وبعد استهداف وإزالة جزء منها، لاحظنا انخفاضًا كبيرًا في شدة هذه الذبذبات».


تشير نتائج الفريق إلى أن خلايا nNOS من النوع الأول لا تُشكّل وحدة متخصصة فحسب، بل قد تكون عنصرًا محوريًا في عدة عمليات دماغية أساسية. فقد تراجعت موجات دلتا، المرتبطة بقوة بجودة النوم، بوضوح. وكان انخفاض تدفق الدم والنشاط العصبي أشدّ خلال النوم، ما يرجّح أن هذه الخلايا ضرورية للحفاظ على دورة نوم سليمة.


أما الحركة الوعائية، فتُعد عنصرًا رئيسيًا في تنظيف الدماغ من الفضلات، إذ تساعد على التخلص من النواتج الكيميائية الضارة. ويرتبط ضعف هذه العملية باضطرابات تنكسية عصبية، مثل ألزهايمر وأنواع أخرى من الخرف.


جاء في الورقة البحثية: «تُظهر النتائج أن مجموعة صغيرة جدًا من الخلايا الإيجابية لإنزيم nNOS تُعد ضرورية لتنظيم النشاط العصبي والوعائي في الدماغ كله. وقد يسهم فقدان هذه الخلايا في نشوء الأمراض التنكسية العصبية واضطرابات النوم».


مع أن النتائج ما تزال مقتصرة على الفئران، يرى الباحثون أسبابًا وجيهةً للاعتقاد بأن الآليات ذاتها قد توجد عند البشر. وإذا تأكد ذلك، فقد يشير الأمر إلى أن اضطرابات دماغية شائعة قد تنشأ من خلل في هذا النوع النادر من الخلايا.


يؤكد الباحثون أن ثبات تدفق الدم داخل الدماغ ضروري لإيصال الأكسجين والمواد الغذائية، وللحفاظ على صحة نفسية جيدة. من ثم، قد يكون الضغط النفسي المزمن، الذي يُضعف هذه الخلايا الحساسة، عاملًا خفيًا يؤثر في صحة الدماغ على المدى الطويل.


يختتم درو بقوله: «انخفاض تدفق الدم أحد العوامل المساهمة في تدهور وظائف الدماغ والأمراض التنكسية. مع أن للتقدم في العمر دور رئيسي، فإن فقدان هذه الخلايا بسبب الضغط النفسي المزمن قد يكون سببًا بيئيًا غير مكتشف لتدهور صحة الدماغ».



المصادر:


الكاتب

أريج حسن اسماعيل

أريج حسن اسماعيل
ترجمة

أريج حسن اسماعيل

أريج حسن اسماعيل
تدقيق

مؤمن محمد حلمي

مؤمن محمد حلمي
مراجعة

أكرم محي الدين

أكرم محي الدين



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة