نصف المسنين في الولايات المتحدة يستخدمون الذكاء الاصطناعي، فما الذي يثير اهتمامهم؟

4 نوفمبر 2025
187 مشاهدة
0 اعجاب

نصف المسنين في الولايات المتحدة يستخدمون الذكاء الاصطناعي، فما الذي يثير اهتمامهم؟


 

أصبح الذكاء الاصطناعي موضوع حيوي للنقاش في المدارس وأماكن العمل، ما قد يقود البعض إلى الاعتقاد بأن الشباب فقط هم من يستخدمونه، لكن في الواقع كبار السن في الولايات المتحدة يستخدمون الذكاء الاصطناعي أيضًا.


يثير ذلك أسئلة حول كيفية استخدامهم لهذه التقنية ورأيهم فيها.


أفاد 55% من كبار السن الذين شملهم الاستطلاع بأنهم استخدموا نوعًا من تقنيات الذكاء الاصطناعي، سواء تلك التي يمكن التحدث إليها مثل مساعد الصوت أليكسا من أمازون، أو الكتابة إليها مثل روبوت المحادثة شات جي بي تي، وكانت المساعدات الصوتية أكثر شيوعًا بكثير من روبوتات المحادثة النصية، نصفهم تقريبًا استخدم مساعدًا صوتيًا خلال العام الماضي مقابل واحد من كل أربعة استخدموا روبوت محادثة.


الذكاء الاصطناعي والاستقلالية


يبقى العيش باستقلالية هدفًا رئيسيًا لكبار السن في أمريكا، إذ لا يرغب الكثير منهم أو لا يستطيعون تحمّل تكاليف العيش في دور الرعاية طويلة الأمد، وهنا قد يشكّل الذكاء الاصطناعي أداة لدعم هذا الهدف. تشير نتائجنا إلى أن كبار السن الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في منازلهم يجدونه مفيدًا للعيش باستقلال وأمان، فقد استُخدم أساسًا في الترفيه أو البحث عن المعلومات، لكن بعضهم استخدمه بطرق أكثر ابتكارًا، مثل توليد النصوص، أو إنشاء الصور، أو التخطيط للرحلات.


أبلغ نحو ثلث كبار السن عن استخدام أجهزة أمن منزلي مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل الأجراس الذكية، والكاميرات الخارجية وأنظمة الإنذار، وقد شعر 96% منهم بزيادة الأمان بعد استخدامها.


تُثار مخاوف بشأن الخصوصية عند استخدام الكاميرات داخل المنازل لمراقبة كبار السن، مع ذلك فإن الكاميرات الخارجية تعطي إحساسًا بالأمان، خاصةً لمن يعيشون بمفردهم أو بعيدًا عن العائلة.


تبين أن للخصائص الديموغرافية دور مهم في استخدام الذكاء الاصطناعي. فالأشخاص الذين يتمتعون بصحة أفضل ومستوى تعليمي أعلى ودخل أكبر كانوا الأكثر استخدامًا للمساعدات الصوتية وأنظمة الأمان المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وهذا النمط مشابه لتبنّي تقنيات أخرى مثل الهواتف الذكية.


الثقة بالذكاء الاصطناعي


كلما ظهر المزيد من المعلومات حول دقة الذكاء الاصطناعي، ظهرت معه أسئلة حول مدى إمكانية الوثوق به.


أظهرت نتائج الاستطلاع أن كبار السن منقسمون بشأن الثقة في المحتوى الذي يولده الذكاء الاصطناعي.


قال 54% إنهم يثقون به بينما 46% لا يثقون، والذين وثقوا أكثر كانوا هم أنفسهم الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي في العام الماضي.


مع ذلك قد يبدو المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي صحيحًا وهو في الواقع غير دقيق.


القدرة على تمييز المعلومات الخاطئة أمر مهم عند استخدام نتائج البحث أو روبوتات المحادثة، لأن نصف المشاركين فقط شعروا بالثقة في قدرتهم على اكتشاف الأخطاء. الأشخاص الأكثر تعليمًا كانوا أكثر ثقة في قدرتهم على التمييز، في حين أظهر كبار السن ذوو الصحة الجسدية أو النفسية الأضعف مستويات أقل من الثقة بالمحتوى الناتج من الذكاء الاصطناعي.


ما الذي ينبغي فعله؟


تتكرر النتائج حتى بين الفئات الأصغر سنًا إذ يكون الأكثر تعليمًا وصحة هم الأسرع في التبني والأكثر وعيًا بالمستجدات، وهذا يثير سؤالًا مهمًا حول كيف يمكن الوصول إلى جميع كبار السن وتعريفهم بمزايا ومخاطر الذكاء الاصطناعي؟ كيف يمكن دعم غير المستخدمين للتعلّم واتخاذ قرارات واعية بشأن استخدامه؟ وكيف يمكن تطوير أدوات تدريبية وتوعوية تساعد كبار السن على عدم الثقة المفرطة أو إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات مصيرية دون إدراك للمخاطر؟


نتائجنا تبرز نقاط انطلاق لتطوير أدوات محو الأمية الرقمية والذكاء الاصطناعي لكبار السن.


تسعة من كل عشرة أرادوا معرفة ما إذا كانت المعلومات قد وُلدت بالذكاء الاصطناعي، بدأنا نرى بالفعل تصنيفات في محركات البحث مثل مقاطع الذكاء الاصطناعي في بحث حوجل، تبنّت ولاية ميشيغان وبعض الولايات الأخرى سياسات تُلزم بالكشف عن محتوى الذكاء الاصطناعي في الإعلانات السياسية، لكن يمكن جعل هذه الإشعارات أكثر وضوحًا في مجالات أخرى مثل الإعلانات غير السياسية ووسائل التواصل الاجتماعي.


قال نحو 80% من كبار السن إنهم يريدون معرفة المزيد عن مخاطر الذكاء الاصطناعي: متى يخطئ وماذا يمكن فعله عند حدوث ذلك؟ يمكن لصانعي السياسات أن يركزوا على إنفاذ إشعارات توضّح أن المحتوى وُلد بالذكاء الاصطناعي خصوصًا في وقت حرج تعيد فيه الولايات المتحدة النظر في سياسات الذكاء الاصطناعي حيث تتجه بعض التعديلات لإزالة الإشارات إلى المخاطر أو التمييز أو المعلومات المضللة.

 



المصادر:


الكاتب

أحمد صبري عبد الحكيم

أحمد صبري عبد الحكيم
ترجمة

أحمد صبري عبد الحكيم

أحمد صبري عبد الحكيم



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة