دراسة جديدة تشير إلى أن بكتيريا الفم قد تسبب نوبة قلبية.

31 أكتوبر 2025
28 مشاهدة
0 اعجاب

دراسة جديدة تشير إلى أن بكتيريا الفم قد تسبب نوبة قلبية


 

 

وجدت دراسة جديدة أن البكتيريا الموجودة عادة في الفم يمكن أن تلعب دورًا مباشرًا في تحفيز النوبة القلبية.

 

في فحص للّويحات الشريانية التي جُمعت من أكثر من 200 مريض يعانون داء الشريان التاجي، وجد فريق من العلماء بإشراف جامعة تامبيري في فنلندا أن نسبةً هائلةً تحتوي على بكتيريا فموية.

 

قال الطبيب بيكا كارونين من جامعة تامبيري: «طالما اشتبهنا في وجود دور للبكتيريا في مرض الشريان التاجي لكن الأدلة المباشرة والمقنعة كانت مفقودة. أظهرت دراستنا وجود مادة وراثية من عدة بكتيريا فموية داخل اللويحات العصيدية».

 

على مدى العقود القليلة الماضية، أظهرت مجموعة متزايدة من الأدلة علاقةً بين صحة الفم وصحة القلب والأوعية الدموية. غالبًا ما تكون علاقتهما طرديةً، ما دفع كارونين وزملاؤه للبحث عن مؤشرات حيوية قد تفسر هذا الرابط.

 

لقد تمحورت دراستهم حول أحد المحفزات الرئيسية للنوبات القلبية: تصلب الشرايين، وهو تراكم اللويحات في الشرايين التاجية المكونة من الدهون والكوليسترول والكالسيوم ومواد أخرى على جدران الشرايين. من ثم يضيّق ذلك الشرايين مقيدًا تدفق الدم، وأحيانًا يؤدي إلى تمزقه. قد يمنع هذا أيضًا الأوكسجين من الوصول إلى القلب، مسببًا توقف القلب.

 

أخذ الباحثون عينات من اللويحات التاجية من 121 مريضًا ماتوا فجأة، إضافة إلى 96 مريضًا خضعوا لعملية جراحية لإزالة اللويحات من أوعيتهم الدموية.

 

أخضع الفريق هذه العينات لتحليل تفاعل البوليميراز المتسلسل الكمي وهي تقنية لتحديد الميكروبات. إضافةً إلى أنهم اعتمدوا الكيمياء النسيجية المناعية، التي تستخدم الأجسام المضادة لتحديد السموم المحددة ودراسة النسخ التي تقيس مستويات التعبير الجيني.

 

كشفت هذه الاختبارات عن أغشية حيوية لعدة أنواع من البكتيريا الفموية، فكان أكثرها شيوعًا ينتمي إلى مجموعة المكورات العقدية المخضرة. إذ عُثر على المكورات العقدية الفموية في 42.1 % من اللويحات التاجية عند مرضى الوفاة المفاجئة و 42.9 % من مرضى الجراحة.

 

اكتشف الباحثون أيضًا أن وجود هذه البكتيريا ارتبط بقوة بتصلب الشرايين الحاد والوفاة بسبب أمراض القلب والوفاة بسبب نوبة قلبية وارتبط خاصة بلويحة ممزقة.

 

تميل الأغشية الحيوية البكتيرية إلى الظهور مباشرة في مركز اللويحات، بعيدًا عن متناول الاستجابة المناعية للجسم. إذا حدث شيء آخر للمريض يزيد من الضغط على الجسم، فقد يلتهب الغشاء الحيوي مسببًا تمزق اللويحة ما قد يحفز بدوره نوبةً قلبيةً.

 

يعتقد الباحثون أن الالتهابات البكتيرية الأخرى أو الفيروسات التنفسية أو النظام الغذائي السيئ أو هرمون الإجهاد النورأدرينالين قد يشكلون عوامل محتملةً لتحفيز هذا الالتهاب.

 

هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد دور البكتيريا الفموية في النوبات القلبية، وكذلك لتحديد العوامل المفاقمة الخطيرة وكيفية وصول هذه الميكروبات إلى هناك في المقام الأول. مع ذلك، تشير النتائج بقوة إلى أن صحة الفم أهم بكثير لصحة القلب مما كنا نعرف.

 

بعض مما كتبه الباحثون في ورقتهم:

 

«تشير النتائج الحالية إلى أن التحول من لويحة وعائية تاجية مستقرة ذات نواة لينة إلى لويحة تاجية هشة معرّضة للتمزق، وكذلك تطور لويحة شريان طرفي عرضية، قد يكون سببه عدوى بكتيرية مزمنة في شكل غشاء حيوي خامد يستعمر النواة الدهنية وجدار اللويحة ويتجنب الكشف المناعي».

 

يضاف هذا الاكتشاف إلى المفهوم الحالي لمسببات احتشاء عضلة القلب ويفتح احتمالات جديدةً لتشخيص المضاعفات المميتة لتصلب الشرايين ومنعها.

 



المصادر:


الكاتب

علاء الشحت

علاء الشحت
ترجمة

علاء الشحت

علاء الشحت
مراجعة

باسل حميدي

باسل حميدي
تدقيق

منال توفيق الضللي

منال توفيق الضللي



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة